الرياضة المدرسية.. «الأهلية» تشجعت و«الحكومية» تنتظر موافقة «الأقلية»
[B][COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض [/COLOR][/B]
رياضة البنات في المدارس من القضايا التي لا يزال الحديث عنها بين شد وجذب، فهناك من يرى ضرورة إدخال الرياضة وسنها كنشاط أساسي داخل المدارس، بهدف تحريك أجساد طالبات مثقلة بالشحوم والوزن الزائد، وللترفيه بين حصص جادة طوال اليوم الدراسي، وهناك من يرفضها جملة وتفصيلاً، وفي هذا التحقيق نتحدث مع عدد من الطالبات صاحبات الشأن من مختلف المراحل الدراسية.
مدارس ومدارس!
في البداية شددت سارة الزامل طالبة متوسطة في مدرسة حكومية على حاجة الطالبات للرياضة وقالت: جسدي يميل للسمنة، ودائماً يأخذني والدي للسير معه في الأماكن المخصصة للمشي من أجل تخفيف وزني، فالجلوس الطويل في الفصل، ثم في المنزل من أجل المذاكرة سبّب لي تراكما في الشحوم، وباستمرار يطلب مني والدي بمطالبة إدارة المدرسة بأن تخصص لنا بعض التمارين الرياضية، ونحن نستغرب لماذا في المدارس الحكومية ممنوع منعاً باتاً رياضة الفتيات بينما في بعض المدارس الأهلية توجد رياضة الصباح علاوة على بعض الأنشطة الرياضية مثل المسابقات الحركية أو كرة السلة؟
وطالبت آلاء الهديب طالبة ثانوي بعمل استبيان لأخذ رأي طالبات المدارس حول الموضوع، وعدم ترك “الأقلية” الرافضة يقررون مصير احتياجاتنا، وقالت: أنا التحقت بأحد المراكز الصيفية وكنا في بداية اليوم قبل الدخول للورش الفنية نؤدي بعض التمارين الرياضية بمصاحبة مدربة، فلماذا لا يكون هذا الوضع في المدارس؟
فيما أشادت فدوى الفهيد طالبة في جامعة الملك سعود بالخطوة التي نفذتها الجامعة قبل سنوات قليلة، وذلك من خلال إنشاء ناد وتوفير عدة أنواع رياضية للطالبات، ورغم جدوى الخطوة ووقعها الإيجابي على نفوس الطالبات، إلا أننا نأمل أن يتوسع المكان نظراً لعدد الطالبات الكبير، إلى جانب أن تكون الرياضة في الجامعة مثلها مثل الكليات الأهلية، من خلال التكثيف والنوعية والمشاركات، فالجو الرياضي الذي تعيشه بعض الكليات يسبغ على الرياضة عامل الجدية والأهمية.
وترى ريم عايض من قسم أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود أن السمنة منتشرة بين الطالبات، وتقول: قد يكون بين كل عشر طالبات اثنتان تتمتعان بأجساد طبيعية، وهذا أمر طبيعي فالجو العام يدفع لمثل هذا الوضع، وانتشار المطاعم في كل ركن في الجامعة وانعدام الأنشطة الحركية، حيت تتركز الأنشطة حول المحاضرات والندوات وتهمل الامور المتعلقة بصحة الجسد، مشيرة إلى انه في إحدى المرات اقترحت مع مجموعة من الطالبات بإيجاد نشاط رياضي ولو بسيطا من أجل تحريك أجسادنا؛ فقوبلنا بعاصفة من الغضب وتأويل الاقتراح، وأنه تقليد للغرب وتفاسير وصلت إلى “النوايا”؛ بعدها قررنا أن لا نفتح الأمر مرة أخرى أبداً.
وتؤيدها زميلتها الجوهرة عبدالله التي تدرس في القسم نفسه وتعاني من مشكلة تراكم الشحوم ولا تجد مكانا مناسبا للرياضة وذلك لصعوبة المواصلات وارتفاع أسعار الجهات التي توفر الرياضة بالنسبة لها، متمنية أن يوضع صندوق للاقتراحات أو أن تقوم وزارة التعليم العالي بإرسال استبيانات للجامعات لمعرفة مدى رغبة الطالبات بوجود رياضة في الجامعات وعليه يتم القرار، وقالت: إن الأحاديث التي تدور في الساحة حول موضوع الرياضة النسائية عشوائية وغير منظمة ولا تعطي نسبة محددة من القبول والرفض، علماً أن مسألة الرياضة يجب أن تكون بدهية ولا تحتاج استفتاءً وغيره.
وتذكر والدة طالبة في المرحلة المتوسطة أنها درست في جامعة الملك سعود فترة الثمانينيات الميلادية وكانت هناك فرق لكرة السلة والطائرة من الطالبات، وتقول: كانت هذه الفرق تؤدي تدريبات كما يتطلبها الوضع، وكان الأمر طبيعيا ولم نكن نفكر هل هو ممنوع أو غيره، وكان الموضوع مأخوذا ببساطة ، والنشاط يجد إقبالاً كبيراً سواءً من المشاركات أو المتفرجات، والسؤال: لماذا كل هذه التعقيدات في هذا الوقت الذي يفترض فيه أننا نتقدم للأمام؟، كيف رياضة نعرف مدى انعكاسها الايجابي على صحة بناتنا وتأخذ كل هذا الوقت من السماح أو الرفض؟.
وهذا ما تراه والدة طالبة في المرحلة الثانوية وتضيف، لديّ ابنتان في المرحلة الثانوية إحداهما في مدرسة أهلية والأخرى في مدرسة حكومية، وذلك بناء على رغبتها كونها لا تريد أن تبتعد عن صديقاتها، وما أراه أن كل واحدة كأنها تدرس في بلد مختلف وليس في بلد واحد، أو وزارة مختلفة عن الأخرى؛ فعلى سبيل المثال ابنتي التي في المدرسة الأهلية تمارس عدة أنواع للرياضة أولها التمارين الصباحية، أما التي في الحكومية فممنوع حتى نقاش الأمر، وأعتقد أن المسألة تحتاج لقرار مسؤول جريء، وناصح لفتيات أرهقهن الوزن الزائد، وامراض السمنة!.