دمشق: من يهددنا لن يكون «مسروراً» ياإسرائيل..!!
[B][COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – دمشق[/COLOR][/B]
ردت سوريا على تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشن حرب على سوريا والإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن من يهدد دمشق «لن يكون مسروراً»، في ما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أن كلام ليبرمان جاء لإفشال مفاوضات سرية لمعاودة مفاوضات السلام على غير رغبته، وسط غضبٍ أميركي طالب بـ «إيضاحات» بشأن ذلك التصعيد بالتزامن مع تهديدات قائد المنطقة الوسطى آفي مزراحي بدخول دمشق رغم تأكيده أن الحدود الإسرائيلية السورية هي الأكثر هدوءاً.
وأعلن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري في تصريحاتٍ صحافية مساء أول من أمس أن من يهدد بلاده «سيتلقى الرد ولن يكون مسروراً»، وذلك في أول رد فعل رسمي سوري على كلام وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشن حرب على سوريا والإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال عطري: «أقول لكم من يستفز سوريا حالياً سيلقى إجابة على هذا الاستفزاز ولن يكون مسروراً»، مضيفاً: «نحن نمتلك مصادر القوة ومصادر الرد والمواجهة وهذا شيء نعتز به ونملك شعباً مقاتلاً متمسكاً بثوابته الوطنية والقومية».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن التهديدات التي وجهها وزير الخارجية الإسرائيلي للرئيس السوري بإسقاط حكمه في حال نشوب حرب «تهدف إلى إحباط اتصالات سرية غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا». وأشارت الصحيفة إلى أن ليبرمان «قلق لأنه يعرف بصفته عضواً في هيئة السباعية الوزارية أن اتصالات سرية تجري من وراء الكواليس من أجل استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلافاً لإرادته».
ووفقاً لـ «معاريف»، فإن أكثر ما أثار غضب ليبرمان كان تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي حذر من أنه في حال عدم الشروع في مفاوضات مع سوريا فإن الوضع «قد يتدهور إلى حرب معها ستتطور إلى حرب إقليمية». وأضافت الصحيفة ان نتانياهو أعرب عن استعداده لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع سوريا «واقترح حلولاً مبتكرة» في ما يتعلق بالوساطة وبينها أن تتولى ذلك كلاً من ايطاليا واسبانيا.
وأشار مسؤولون في مكتب نتانياهو إلى أنه بعث برسائل إلى الرئيس السوري عبر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ووزير الخارجية الاسباني ميغيل أنغيل موراتينوس اللذين زارا القدس المحتلة مؤخراً.
بدورها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تهديدات ليبرمان «أثارت غضب» الولايات المتحدة التي طالبت حكومة إسرائيل ب«إيضاحات» بشأن أقواله بحق الأسد. وأضافت الصحيفة ان مسؤولين أميركيين في واشنطن «مرروا رسائل عاجلة لنظرائهم الإسرائيليين بعد تهديدات ليبرمان طالبوا من خلالها بتهدئة الأجواء ووقف التصريحات ضد سوريا».
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن نتانياهو يساند وزير خارجيته على الرغم من التهديدات ذات النبرة الحربية.
وقال أحد مساعدي نتانياهو ل«يديعوت أحرونوت»: «يتعين أن يكون واضحاً أنه ليس هناك أي انتقاد لوزير الخارجية»، مضيفاً: «رئيس الوزراء يساند وزير الخارجية. سمعنا خلال اليومين الماضيين بيانات سورية خطيرة. أي شخص يوجه تهديدات إلى إسرائيل يتعين عليه أن يفهم أننا لن نتجاهلها».
وفي هذه الأثناء اتهم القيادي في حزب العمل اسحق هرتسوغ ليبرمان ب«السعي منذ مدة طويلة إلى دق الأسافين بين باراك نتانياهو»، منوهاً إلى أنه «يجب النظر إلى تهديدات ليبرمان على أنها تأتي في سياق السياسة الحزبية الداخلية في إسرائيل».
وأشار المحلل السياسي في «يديعوت أحرونوت» شمعون شيفر إلى مواقف أعضاء «السباعية» حيال المفاوضات مع سوريا حيث تبين أن وزيرين فقط هما باراك ودان مريدور يؤيدان التوصل إلى سلام مع دمشق مقابل الانسحاب من هضبة الجولان في ما يعارض الخمسة الآخرون وهم نتانياهو وليبرمان وموشيه يعلون وبيني بيغن وإلياهو يشاي الانسحاب.
وأضاف شيفر ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي «يؤيد التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا والانسحاب من الجولان»، وأن تقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين تفيد بأن اتفاق سلام مع دمشق «سيؤدي إلى حدوث تغييرات إيجابية في الشرق الأوسط».
وبالتزامن، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «هآرتس» أمس أن 53 في المئة من الإسرائيليين غير راضين عن أداء ليبرمان مقابل 34 في المئة رأوا العكس.
وفي ما دعا باراك الرئيس السوري إلى «الجلوس على مائدة المفاوضات» بدلاً من ما وصفه «التراشق الكلامي»، معتبراً أن التوصل إلى تسوية معه «يعتبر هدفاً استراتيجياً بالنسبة إلى إسرائيل»، صدرت تصريحات متناقضة عن القيادة العسكرية.
ورد قائد المنطقة الوسطى الاسرائيلي آفي مزراحي على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال إن بلاده يمكنها أن تصل إلى مدن إسرائيل، قائلاً إن سوريا «يمكنها أن تصل إلى مدننا من خلال الصواريخ.
ولكننا في نفس الوقت يمكننا أن نصل إلى دمشق. لدينا ميزان ردع والسوريون يعرفونه». وشدد مزراحي على أن الحدود الإسرائيلية – السورية تعتبر «الأكثر هدوءاً»، مستطرداً: «ومع ذلك، اختاروا التوجه إلى طريق الإرهاب والتسلح بالصواريخ»، على حد وصفه.