«فيسبوك» يثير «عاصفة فتاوى» بعد تحميله مسؤولية طلاق الأزواج
[B][COLOR=green]صحيفة طبرجل الاخبارية – الرياض[/COLOR][/B]
احتدم الجدل عبر وسائل إعلام حول موقف الشريعة الإسلامية حيال موقع التعارف الاجتماعي ”فيسبوك،” فظهرت تقارير تشير إلى تحريمه من قِبل لجنة الفتوى في الأزهر، بعد أن حملته بيانات المسؤولية عن خُمس حالات الطلاق في مصر، قبل أن يتم نفي ذلك بعد مرور أيام، وسط انعدام في وضوح الموقف.
في المقابل، رأى أمين الفتوى في لبنان، الشيخ أمين الكردي، الذي يمتلك صفحة دعوية خاصة على ”فيسبوك،” في حديث لـ موقع شبكة CNN أن ”الأمور بمقاصدها” وليس هناك بالتالي حظر شرعي على الموقع بشكل مطلق، شرط مراعاة استخدامه بصورة عاقلة ومتزنة، ”أما اللجوء إليه لاختراق الحرمات وفضح الناس فهو محرم ومرفوض”. وأوضح الكردي عبر الهاتف من بيروت قائلاً ”النظرة إلى هذه القضية، سواء بما يتعلق ‘بفيسبوك’ أو الإنترنت بشكل عام يجب أن تكون شاملة عبر التحقق من جانبين، الأول القصد من الاستخدام والآخر هوية المستخدم”. وتابع الكردي بالقول ”إذا كان القصد من الاستخدام سامياً، ويهدف إلى تبادل المعارف والمعلومات والتواصل بين الناس الذين تفرقهم المسافات، فهذا أمر جيد، بل يمكن أن يكون مقصوداً لذاته إن كان السبيل الوحيد لمعرفة ما هو بعيد عنّا، وقد قرّبت هذه الوسائل التكنولوجية العالم وجعلته في متناول البشر، وهذا أمر إيجابي”.
غير أنه لفت إلى أن الحكم الإيجابي على ”فيسبوك” والإنترنت بشكل عام ينقلب بالكامل إن كان القصد من الاستخدام ”العبثية والتدخل في شؤون الناس وتجاوز الحرمات واستخدام شخصيات وهمية للتغرير بالآخرين، وهي أمور محرمّة”. ولفت أمين الفتوى في لبنان إلى أن هذا يقود إلى إدراك أفضل للجانب الآخر في الحكم، المتمثل في معرفة هوية المستخدم، فإن كان من المتزنين والعاقلين فلا مشكلة في تعامله مع هذه المواقع ”أما إن كان ممن عُرف عنه تتبع الناس وفضحهم وتشويش عقول الفتيات والمراهقين فيجب عندها تحريم استخدامها من قبلهم”. وخلص الكردي إلى القول: ”الأمور بمقاصدها، ونحن ننظر للمقاصد لإطلاق المواقف والأحكام، أما التحريم المطلق فلم يقل أحد به، لأن الإنترنت ككل و”فيسبوك” بشكل خاص هو مجرد وسيلة”.
وأعاد الكردي أساس المشكلة إلى وجود شريحة من الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت بطريقة سيئة، معتبراً أن الحل لا يكون بتحريم هذه الشبكة بل بتوجيه الذين يسيئون التعامل معها ونصحهم وتنظيم هذا الملف بشكل كامل.وحدد الكردي ثلاثة أسس لمعالجة هذه القضية، تبدأ من تعزيز الجوانب الإيمانية لدى المستخدمين، وخاصة صغار السن، وتفعيل الجانب الرقابي من قبل الأهل ودعوتهم إلى تجنب ترك أولادهم بحالة العزلة، وأخيراً استخدام برامج المراقبة الإلكترونية ”المرشحات” في المنازل لضمان ضبط المصطلحات والصور والمواقع المستخدمة. يذكر أن الكردي يمتلك صفحة خاصة على موقع ”فيسبوك” تحمل طابعاً دعوياً، وهو يستخدمها لنقل الدروس الدينية والرد على الأسئلة. وكانت صحيفة ”الراية” القطرية قد نشرت مطلع شباط (فبراير) الجاري بياناً منسوباً إلى لجنة الفتوى في الأزهر في مصر، تحرم فيه اللجنة التسجيل في موقف ”فيسبوك” واستخدامه. وعزت الصحيفة قرار اللجنة الأزهرية إلى نتائج دراسة أعدها فريق من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، خلصت إلى أن حالة من كل خمس حالات طلاق في البلاد تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت، من خلال موقع ”فيسبوك”