أسرة سعودية من 13 فردا تعيش على بقايا الخبز
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – نوير الشمري [/COLOR]
جسدت سبعينية سعودية المثل القائل «الحاجة أم الاختراع»، وذلك بعد أن تكالبت عليها ظروف الحياة، لا سيما أنها تعول 13 فردا، إذ عمدت على تجفيف بقايا الخبز وبيعه لمربي المواشي في حي السبالة وسط العاصمة الرياض.
وفي طريق ضيق وأمام بيت طيني متهالك تجلس أم إبراهيم بجوار بقايا خبز متناثرة تعمل بجد وحماس على توزيعه بعد أن جمعته من المخابز والمطاعم المجاورة للحي، مجسدة بذلك صورة واقعية للمرأة المكافحة رغم تقدمها في العمر وضعف إمكاناتها.
التقت جريدة «الاقتصادية»أم إبراهيم وتحدثت معها لمعرفة أسباب تجفيف الخبز بهذه الكمية أمام منزلها، فقالت وهي تحمد الله على فضله أنها تمكنت من توفير حياة كريمة لأسرتها وأسرة ولدها بعد انفصاله عن زوجته، فهي تعول أسرة تتكون من 13 فردا جميعهم صغار سن من بنين وبنات، باستثناء ولد واحد لم يتجاوز 18 من عمره وهو حفيدها الوحيد.
وتضم أسرة أم إبراهيم كذلك أبناء حفيدتها الكبرى بعدما انفصلت عن زوجها. أما عن ابن أم ابراهيم فهو رجل متقدم بالعمر انتقل للعيش في جنوب المملكة وتزوج بأكثر من امرأة هناك ولديه عشرة من الأبناء ولم يعد قادرا على مصاريف أبنائه الآخرين في الرياض. أم إبراهيم التي نال منها التعب وترك الزمن كل ما يمكن تركه من آثار قسوته على يديها وجسدها النحيل، لم تجد لنفسها عملا كريما سوى تجميع بقايا الخبز من المخابز والبيوت وتجفيفه أمام بيتها وبيعه رغم أن مكسبه زهيد جدا ـ حسبما قالته حين لقائنا بها ـ فهي تبيع كيس الخبز بـسبعة ريالات لمربي المواشي والحيوانات. وهنا أكدت أم إبراهيم، أنها استطاعت أن تساعد زوجها المسن والذي يعاني المرض منذ زمن و يعمل حاليا مراسلا في مجمع الملك سعود (الشميسي سابقا)، معتبرة أن عملها أنقذ أسرتها من المجاعة والعوز ووفر بعض الاحتياجات اليومية لهم رغم أنهم يعيشون في بيت بالإيجار، لاسيما أنه متهالك وآيل للسقوط. وترفض أم إبراهيم طلب المساعدة من الناس أو الجيران كما تقول إذ تحاول مع أسرتها التي تعينها في تجفيف الخبز وبيعه، في البحث عن عمل يوفر لهم حياة كريمة. وفي هذا السياق تضيف « لم أجد أي وظيفة لحفيداتي في حين يطمح حفيدي الوحيد لاستكمال دراسته الجامعية بعدما أنهى المرحلة الثانوية أخيرا». ورصدت عدسة «الاقتصادية» بيت أم إبراهيم بعد الاستئذان في دخول منزلها والتعرف على أسرتها، إذ كان البيت من الداخل مزدحما بالفتيات والأطفال وجميعهم في حجر ضيقة، في الوقت الذي يفتقد فيه المنزل الطيني إلى أبسط شروط الحياة الكريمة للإنسان، كما يفتقد للأجهزة الأساسية وخاصة في المطبخ، إذ إن ما يتوافر لا يكاد يلبي احتياج الأسرة المتعففة، والتي طالما حلمت بمنزل يؤويهم من البرد القارص ولهيب الصيف.