الأخبار المحلية

الخط العربي يحتل الصدارة بالحسن والروعة والإبداع أمام الخطوط العالمية

[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – واس[/COLOR]

يعد الخط العربي من أجمل الفنون لكثرة أنواعه وتشكيلاته الجمالية وهو لغة التفاهم بالقلم وتبرءة الذمم ويتميز عن لغات العالم جميعاً أنه لا يحتمل إلا قراءة واحدة حيث يخلو من اللبس والإبهام خصوصاً إذا كان مشكولاً ومكتوباً بخط النسخ كالقرآن الكريم مثلاً .

ويعتبر الخط العربي أجمل الخطوط العالمية بشهادة شعوب الغرب لكثرة أنواعه وتشكيلاته الجمالية حيث أبدع الخطاطون في تصوير أشكال متنوعة ومتعددة للحروف العربية .

وأوضح الخطاط العربي جلال أمين صالح أن التاريخ لم يضع زمناً محدداً لبداية الولادة التي شكلت بها صورالحروف العربية إلا أننا نستطيع القول بأنها تطورات متعددةً عبر السنين والازمان لتصوير النطق لتحقيق لغة التفاهم بالقلم .

وبين أن التجارة والمقايضة بين الناس وبين الشعوب أدت الى حاجة ملحة للابتكار والتطوير برموز المخاطبة بالقلم لتفي بالاغراض الدينية وبشئون التعامل والمداولة ، ومن هنا كان لكل قوم حروف متفق عليها تصور لغتهم وتتناقلها الاجيال عبر العصور وتقوم الاجيال بتطويرها وادخال التحسينات عليها لتعطي مدلولاتها بوضوح تام ولتسطر به أمجادها وتاريخها وحضارتها .

وقال “أن الخط العربي هو محصلة رموز إستعملتها الأقوام داخل الجزيرة العربية فيما بينها وإنتشرت وزادت رقعتها وعرفت خارج الجزيرة بسبب تعامل التجار العرب مع جيرانهم من الشعوب المحيطة ، ففي اليمن كانت للعرب حضارة قديمة فرضت سلطانها السياسي على بعض القبائل العربية الشمالية وهما دولتا ” سبأ وحمير” وكان ذلك في القرنين الاول والثاني قبل الميلاد وقد فرضت هاتان الدولتان ثقافتهما على الأمم التي دانت لها وكانت أبجديتها تعرف “بـقلم المسند “وهو خط العرب الأول وقد بلغ درجة عالية من الجودة والإتقان والإحكام في زمن دولة التبابعة وقد سمي “بالخط الحميري ” وقد إنتقل إلى الحيرة في عهد دولة المناذرة نسباء التبابعة اليمنيين في العصبية، ومن الحيرة يقال أنه إنتقل إلى قريش بمكة المكرمة وثقيف بالطائف “.

وأضاف أنه في قريش كان حرب وسفيان ولدا أميه يجيدان الكتابة والخط إجادة تامة ومن هذين تعلم نفر غير قليل الخط العربي من أهل قريش وجاء الإسلام وكان في مكة المكرمة عدد لا بأس به ممن يجيدون الكتابة الجميلة منهم معاويه ويزيد أبناء أبي سفيان و أبا بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبدالله وأبا عبيدة عامر بن الجراح ، ومن النساء الشفاء بنت عبد الله العدويه وحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

وفي المدينة كان أحد اليهود يعلمها للصبيان ولما جاء الاسلام كان في المدينة جماعة يكتبون منهم سعيد بن زرارة والمنذر بن عمر وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورافع بن مالك واسير بن مضر ومعن بن عدي وابو عين بن كثير وأوس بن الخولي وبشير بن سعيد وغيرهم .

وبانتشار الاسلام أصبحت الحاجة ملحة في تعلم المسلمين القراءة والكتابة ، لذا أدرك الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام قيمة الكتابة والقراءة والكتابة حيث نراه في غزوة بدر الكبرى جعل فدية الكاتب من أسرى قريش تعليم عشرة من صبيان المسلمين وبالتالي يعد الرسول الكريم أول من عمل على تعليم الخط العربي ونشره بين المسلمين فنراه عليه السلام يطلب من الشفاء بنت عبدالله تعليم زوجه حفصة ليضرب في ذلك مثلاً يقتدي به المسلمون في تعليم النساء .

وأشار الخطاط جلال أن بانتشار الإسلام في الجزيرة العربية والعراق وسوريا ومصر حلت اللغة العربية محل اللغات المحلية وأصبحت لغة الفاتحين ، وحيث أنها لغة القران الكريم دستور المسلمين لذا أصبح لزامًا على المسلمين والشعوب التي أسلمت وإنضمت تحت لواء الاسلام أن تتعلم كتابة اللغة العربية وقراءتها وهكذا غدت وسيلة من وسائل الحكم وبها تصدر المكاتبات بين الخلفاء وعمالهم في الاقاليم التي يحكمونها ، وكلما إتسعت رقعة البلاد الاسلامية كلما إنتشرت اللغة العربية وصارت الحاجة ماسة لتعلم الخط العربي كتابة وقراءة .

وأوضح أن أول خروج للكتابة العربية من شبه الجزيرة كان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأول تدوين لها كان في خلافة عثمان بن عفان رضي اله عنه وأول الافتنان والابتكار والتنظيم كان في الكوفة في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .

ولفت أن أول إختراع لأنواع الخط العربي التي تبعد عن صورة الخط الكوفي كان في بني أمية عندما ظهر الإسلام و إختلط العرب بالأعاجم ظهر جيل نشأ اللحن في كلامه والتحريف في قراءته القرآن الكريم واللغة العربية فاصبح لزاما وضع حل يجنبهم اللحن والخطأ خوفاً من ضياع اللغة ، فبتلقين من علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وضع أبو الأسود الدؤلي أول نقط للمصاحف مستعيناً بعلامات كانت عند السريان يدلون بها على الرفع والنصب والجر الى آخره ، فوضع ابو الاسود علامات على شكل نقط بصبغ يخالف لون المداد المكتوب به من أجل وضع الشكل لاواخر الكلمات وحركات الحروف وكان ابو الاسود خير من إشتغل بالنحو وأمهر من يقرأ الكتابة الصحيحة ويعتبر هذا هو الإصلاح الأول فكان الفتح يرمز له بنقطة من الحبر المخالف فوق الحرف والكسر نقطة تحت الحرف والضم نقطة بين يدي الحروف ” اي أمامه ” اما الغنة فكانت نقطتين احدهما فوق الأخرى وكانت النقط بمثابة الحركات وهكذا نقط المصحف الشريف كله .

أما الإصلاح الثاني للخط العربي فكان عندما أمر الحجاج بن يوسف الثقفي يحيى بن يعمر ونصب بن عاصم بوضع الإعجام بمعنى النقط والتمييز للحروف المتشابهة لتفريقها عن بعضها وبالفعل نقطت الحروف بنفس لون مداد الكتابة لان نقط الحروف أعتبر جزءاً منه فقام تلميذا ابو الاسود يحى ونصر بالاصلاح الثاني وبهذا الإصلاح أصبحت الحروف المنقوطه خمسة عشر حرفاً كما يلي :

ب ت ث ج خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن ي والحروف غير المنقطة ثلاثة عشر حرفاً هي : أ ح د ر س ص ط ع ك ل م ه و

أما الإصلاح الثالث جاء في العصر العباس على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وكان عالماً باللغة العربية وأوسع الناس معرفة بكنهها وحركاتها العربية وهو واضع علم العروض وواضع علامات الإعراب .. وقد قام بوضع ثمان علامات أزالت الإبهام وزادت الخط العربي جمالاً وروعةً وهي الفتحة والضمة والكسرة والسكون والشدة والمدة والصلة و الهمزة وبهذا الابتكار الناجح أمكن للكاتب الخطاط أنا يجمع بين الخط والإعجام والشكل بلون مداد واحد ودون لبس في القراءة وهكذا أخذ الخط العربي يتطور من حسن إلى أحسن حتى أصبح بشكله الحالي جميلاً واضحاً يحتل الصدارة بالحسن والروعة والإبداع أمام الخطوط العالمية الاخرى مترجماً عظمة هذا الخط ونبوغ علماء المسلمين في الابتكار والابداع والهندسة .

[IMG]http://newstabarjal.com/contents/useruppic/4b944117c0718.jpg[/IMG]

وإستعرض الخطاط العربي جلال أمين صالح أنواع الخط العربي والتي تمثلت في أحد عشرنوعاً الأول النسخ وهو الخط الذي نسخ به القرآن الكريم ومخترعه محمد إبن مقله الوزير ووضع قواعده بالنقاط وكتب به المصحف الشريف مرتين والثاني خط الرقعة واخترعه الخطاطون الاتراك وهو خط عامة الناس في زمننا الحالي والثالث الخط الثلث واخترعه العرب وساهم في وضع قواعده محمد بن مقله الوزير وهو مكتوب بالروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف وعلى ستارة الكعبة المشرفة والرابع الخط الديواني واخترعه الخطاطون الأتراك وهوما يكتب في الدواوين والمحاكم والمراسلات السلطانية والرسمية وكان بمثابة شفرة فيما بينهم والخامس الخط الديواني الجلي واخترعه الخطاطون الاتراك أيضا وكان يستخدم في اللوحات التجميلية و التزينية داخل القصور والمقرات الحكومية .

[IMG]http://newstabarjal.com/contents/useruppic/4b944117c6992.jpg[/IMG]

أما الخط السادس فهو الخط الفارسي وأخذه العرب عن الفرس ويسمى ” النستعليق ” ولازال يستخدم عند الإيرانيين والباكستانيين إلى جانب نوع آخر يسمى شكسته والسابع الخط الكوفي وهو الخط العربي الأصيل القديم وقد كتب به المصحف الشريف في زمن أبي بكر الصديق وفي زمن عثمان بن عفان وكتبت به 4 مصاحف ويقال خمسة أحد هذه المصاحف أرسل الى الكوفة والثاني إلى البصرة والثالث إلى الشام والرابع إلي مصر و الخامس بقي في المدينه أما المصحف الأساس فبقي عند الخليفه عثمان بن عفان وقد سمي بالكوفي لأن الكوفه هي التي طورت أنواعه حتى أصبح أكثر من عشرة أنواع والثامن خط إجازه وهو خليط بين الثلث والنسخ بقالب جديد تكتب به إجازات الخطاطين التي يأخذونها من أساتذتهم ( شهادات ).

والتاسع الحديث وهو الخط المبتكر حديثا وهو أنواع عده ويمتاز بـعدم وجود قاعده له ويستعمل في الإعلانات وعلى المحال التجاريه حاليا والعاشرالخط المغربي ويكتب في المغرب العربي فقط ويتميز بكتابة نقطة واحدة تحت الفاء ونقطة واحدة فوق القاف وكذلك القاف المفرد لا يوضع لها نقط وكذلك النون المفردة .

فيما النوع الحادي عشر هو خط الطره أو الطغره أو الطاغراء ويكتب به اسماء السلاطين العثمانيين التي تصك على النقود والمراسلات أو ما يعرف بترويسة الأبواك الحكومية الرسمية ويكتب بها أختام الحكام والقضاه في المحاكم الشرعية.

وبين أن من الأدوات التي تستخدم قديما في الخط العربي الأقلام وهي عبارة عن البوص و الخشب والريش وشوك النيص و الأقلام حديثا عبارة عن أقلام الحبر والبوية و الأحبار بأنواعها على أرضيات القماش والبلاستيك و الأوراق قديماً الحجر و العظم وورق البردي والجلد والرق و الأوراق حديثا منها ما تعدد وتميز من ناحية اللون و المقاسات والسمك والملمس .