طبرجل : الشيخ سويلم متروك الشراري…تطوير الخطاب الدعوي ضرورة ملحة لإيصال الرسالة المحمدية
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – خاص[/COLOR]
أوضح الشيخ سويلم بن متروك الشراري رئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في طبرجل أن من أبرز ملامح الخطاب الدعوي المعاصر الذي نحتاج إليه في إيصال الدعوة إلى الله إلى كل أحد من الناس، بالنظر إلى التطور التقني الهائل في وسائل الإعلام والاتصال هو الاتساع والشمول، حيث تعددت وسائلة وتنوعت لغته وجليت حقيقته واتسعت دائرته، وذلك من خلال المحاور التالية: إقامة المحاضرات والندوات في مختلف المدن بل الدول والدعاية لها، وحضور الأعداد الهائلة للاستماع للخطاب الدعوي وتلقيه، وتوظيف الوسائل المتنوعة مثل النشرات والرسائل والكتب والأشرطة المسموعة والمرئية وغيرها، واستغلال التقنيات الحديثة في عرض الخطاب الدعوي عبر الفضائيات وشبكات الإنترنت بحيث يصل إلى العالم أجمع على اختلاف مللهم وتعدد نحلهم، وتنوع الدعاة وتنوع أساليبهم في الطرح، وتنوع الموضوعات المطروحة في العقائد والأحكام والأخلاق والمعاملات وبيان طبيعة الإسلام وسماحته وموقفه من أصحاب الديانات الأخرى، وإقامة المناظرات ومناقشة الآراء المعادية للإسلام، وكشف زيفها ورد شبهها، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام ورسول الإسلام وأئمته بالحجة والدليل ووقائع التاريخ والسير وشهادات غير المسلمين.
وبيّن الشراري أن المطلوب في تجديد الخطاب الدعوي، أنه لم تعد الوسائل الحديثة كالقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية مقصورةً على دعاة المسلمين فحسب. بحيث يخاطبون من خلالها العالم، بل أصبحت في متناول كل أحد، ومنبراً يتحدث من خلاله من هب ودب ويعرض كل صاحب ملة ومذهب مذهبه وعقيدته مع الهجوم الكاسح على الإسلام وأهله وتزوير التاريخ وتشويه صورته مما يؤثر على المستمع ويشوش الصورة لديه، بل أصبح كل من أراد أن يتكلم عن الإسلام ممن ينتسبون إليه أن يطرح رأيه وإن كان شاذاً ويحشد له الأدلة والحجج، فيتناغم معه آخرون ممن يتفقون معه في الرأي والهوى دون نظر أو اعتبار لصحة رأيه ومدى موافقته أو مخالفته للشرع، مما يشوش على الناس دينهم ويحدث اضطراباً لدى عامتهم، فكان لزاماً على دعاة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها إدراك حجم الخطورة الناجمة عن مثل ذلك والتصدي لها بما يناسبها ومن أعظم أسباب مواجهة ذلك في نظري الاستجابة لخطاب الله تعالى لهم حينما دعاهم بقوله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جميعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وذلك من خلال إنشاء اتحاد علماء الإسلام ودعاتهم تحت مظلة واحدة فينبذون الفرقة ويترفعون عن النزاعات الجانبية التي أضنتهم وبددت جهودهم وفتحت الباب على مصراعيه لخصوم الإسلام للنيل منه، ووضع برنامج ينطلقون من خلاله في دعوتهم إلى الله تعالى كما قال تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، وتوزيع الأدوار والمهام كل بحسب تخصصه وإمكاناته وقدراته بحيث يبدع كل في مجاله، وإنشاء قنوات إسلامية تقوم بالدعوة إلى الله تعالى بمختلف اللغات تخاطب جميع الشرائح والأصناف من أصحاب الملل المختلفة أو المذاهب المتعددة، ووضع آلية للإفتاء بحيث لا تترك الفتوى لكل من شاء حتى لا يضطرب الناس في أمور دينهم، فهذا يحلل وهذا يحرم وهذا يوجب وهذا يبيح وهكذا مما ينعكس على المجتمعات الإسلامية قبل غيرهم، وإنشاء المعاهد التدريبية وإعداد الدعاة والدورات المركزة لرفع المستوى الدعوي للدعاة والاتفاق على صيغة الخطاب وما ينبغي ذكره وما ينبغي تجنبه في الطرح كالتعرض للهيئات أو الأشخاص أو الرموز مما لا يخدم الدعوة وإرجاء كل قول لوقته المناسب انطلاقاً من قوله تعالى: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل: كيف يلعن والديه يا رسول الله قال: يلعن أبا الرجل فيلعن أباه ويلعن أمه فيلعن أمه»، ووضع آلية للخلاف والمناقشة وإبداء وجهات النظر والرد على المخالف فليس من المناسب أن يظهر المفتي ليفتي بأمر ثم يعقبه آخر لبيان خطأ المفتي والفتوى، بل يكون هناك تنسيق منظم بين المفتي ومن يخالفه ثم إن لزم الأمر لإعادة الفتوى تعاد بطريقة مهذبة لا تشوش على العامة وتفقدهم الثقة بعلمائهم ودعاتهم، ووضع موقع للتصدي للشبة الموجهة للإسلام من أي كان ضمن خطة واعية وأساليب راقية ومتخصصين أكفاء.