المفحط ” ابوشوشة ” يقتل الجندي الحربي القادم من جبهه القتال بجازان
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – المدينة المنورة [/COLOR]
لم يكن الجندي سلطان الحربي الذي قدّم أجمل مشاهد البطولة في الحرب ضد المتسللين بجازان والذي نجا من رصاص الموت في معترك القتال ثلاث مرات يتوقع أن الفصل الأخير من حياته مرسوم على رمال رحلة بريّة .. حكاية غريبة بدأت تفاصيلها مع عودة البطل من الحدود إلى جدة في إجازة تستمر لأيام معدودة . فرحة لا تعادلها فرحة وهو يلتقي الأب والأم والإخوة بعد غياب . ويروي ذكريات الشرف لأصدقائه ورفقاء رحلة حياته . ولأنه النموذج والمثال الذي يتشرف به الرفقة والأصحاب كانوا حريصين كل الحرص على الاحتفال به وبعودته في نزهة بريّة وعلى مائدة عشاء عامرة . وعلى الفور لبّى الحربي الدعوة وامتد البساط ليجمع البطل وزملاءه بالقرب من مدينة الحجاج بجدة .. ضحكات وحكايات تحت ضوء القمر تقاسمها الجميع ومشاهد عن القتال والنصر رواها الحربي بلسان الفخر واستمع لها الرفقة بإعجاب شديد . وفجأة داهمت سيارة «مفحط» الجلسة لتبدل وجه اليوم الجميل وتحوّل موائد الطعام الى أطباق ملأى بالدماء وتنهي حياة البطل الجسور وتتجاوزه لتصيب ثلاثة آخرين .
المفحط الذي اشتهر بين محبي الاستعراض بـ «أبو شوشة» غيّر خارطة الفرح وأوقف حلو الحكايات التي كان يستعيدها البطل من جبهة القتال وحرم الصحبة والرفقة من الاستماع لنهاياتها نحن نستعيد القصة المأساوية الحزينة وتلتقي شهودها من حضور العشاء الأخير وتستمع لمفردات الحزن من الأب المكلوم الذي فقد في لحظة أعز الأحباب وأغلاهم الى القلب .
ماذا قال الأب ؟
يقول سرور الحربي خرج ابني سلطان – 28عاما – برفقة عدد من أصدقائه في نزهة في أحد الأراضي القريبة من مدينة الحجاج حيث فوجئوا اثناء جلوسهم بجانب سيارتهم الجمس بشاب يقوم بالتفحيط بسيارة شفروليه يقتحم المكان بعد فقدانه السيطرة على مقود سيارته التي انحرفت تجاههم بشكل مباغت فلم يتمكنوا لحظتها من الهرب ما أدى إلى وفاة ابني وإصابة اصدقائه . وأكمل الحربي انه وبعد فراغه من مراسم عزاء ابنه قام بالتقصي عن الحادث واتضح له ان المفحط معروف لدى الأوساط الشبابية بـ«أبو شوشة». وأنه اعتاد على ممارسة حركاته البهلوانية في التفحيط .
قسم القناصة
وقال الأب المكلوم ابني يعمل في القوات المسلحة بقسم القناصة وكان يقضي اجازته بعد فراغه مع زملائه جنود الوطن البواسل من دحر المتسللين وقد تعرض خلال وجوده بالحد الجنوبي التي دامت اكثر من خمسة اشهر بالتزامن مع الايام الاولى للحرب إلى عدة محاولات اغتيال من قبل المتسللين الذين امطروه في احداها بوابل من الرصاص إلا انه بفضل الله نجا من كيدهم ولكن لم تكتمل فرحتي بنجاته و عودته لنا خلال اجازة الاسبوعين حيث احال المفحط «ابو شوشة» افراحنا إلى احزان بتسببه بمقتل سلطان.
فاجعة الرحيل
واضاف الحربي وهو يكفكف دموعه فاجعة رحيل ابني سلطان كبيرة وشديدة ولا تحتمل ولا أخفيكم انني أعيش أيام الموت البطيء بفراقه وسأظل اطالب بالقصاص من القاتل ما حييت مطالبا بإيقاع أقصى عقوبة بحق المتسبب في وفاته وسرعة استدعائه وتقديمه للمحاكمة شرعا .