آثار صدمة سحل المصري في لبنان تهز الصحف المصرية
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية -الرياض[/COLOR]
تداعت أحداث قيام حشد جماهيري غاضب في بلدة كترمايا اللبنانية بقتل من مصري يشتبه بأنه قتل مسنين وحفيدتيهما، عبر ضربه حتى الموت ومن ثم سحله والتمثيل بجثته أمام أعين رجال الشرطة، موجة استنكار في الأوساط السياسية اللبنانية والمصرية وتصدرت قصة المصري المسحول عناوين الصحف في كلا البلدين.
[COLOR=darkred]بداية القصة[/COLOR]
تعود بداية الحدث الذي زلزل المؤسسات الرسمية اللبنانية والمصرية إلى ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية من أن مئات الأشخاص قاموا الرجل بالقوة من سيارة الشرطة التي اقتادته إلى المكان، بحسب لقطات صورت بالفيديو وبثتها محطات التلفزيون المحلية. وبعد تجريده من ملابسه ومن ثم قام الحشد بطعنه وضربه حتى الموت، بحضور رجال الشرطة الذين وقفوا عاجزين. وأظهرت لقطات أيضا كيف قام الحشد بتعليق جثته التي كانت تنزف على عمود للكهرباء بحبل وقضيب حديدي لمدة حوالى نصف الساعة وسط هتاف وزغاريد النساء. والتقط عدد كبير من الفضوليين مشاهد بهواتفهم المحمولة. وعنونت صحيفة “لوريان لوجور” التي تصدر بالفرنسية الجمعة “زمن الهمجية”.
[COLOR=darkred]رد الفعل اللبناني الرسمي[/COLOR]
جاء رد الفعل اللبناني الرسمي على الحادث على مستوى أعلى سلطات البلاد والمتمثلة بالرئيس ميشال سليمان الذي أدان “قتل المتهم بجريمة كترمايا” وأعطى توجيهاته إلى وزيري الداخلية زياد بارود والعدل إبراهيم نجار “بوجوب ملاحقة المرتكبين وإنزال العقوبات الصارمة بحق المقصرين”، حسبما ورد في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. وقال البيان إن سليمان “اعتبر أنه على رغم بشاعة الجريمة التي نفذها المتهم وقبضت عليه القوى الأمنية في أقل من 24 ساعة، فإن التصرف الذي حصل يسيء إلى صورة لبنان خصوصا أن الدولة لم تقصر في كشف الفاعل”.
من جهته، قال وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار “مهما كان جرح الأهالي عميقا لا شيء في العالم يمكن أن يكون أساسا قانونيا لردة الفعل الجماعية التي حصلت”. وأضاف أن ردة الفعل هذه “ستنعكس سلبا على صورة لبنان في العالم وستحطم ما تبقى من هيبة للقضاء والقانون والأمن في لبنان وتعطي إشارات يرفضها العقل البشري”. وتابع أن “السلطات القضائية تمتلك أسماء عشرة أشخاص من الذين قاموا بهذه الجريمة البشعة, وثمة إجماع على ضرورة الملاحقة وأن يقوم القضاء بواجباته”.ورأى نجار أن “هذا الحادث لا يقل خطورة عما سبقه من أعمال همجية”، في إشارة إلى مقتل المسنين وحفيدتيهما” البالغتين من العمر سبعة وتسعة أعوام. وقد عثر عليهم مقتولين بطعنات سكين. وأكد الوزير اللبناني أن هذا الحادث “يجب ألا يمر مرور الكرام, ودولة المؤسسات لا يمكن أن تقبل” بذلك.
وقال مسؤول أمني لبناني طالبا عدم كشف هويته إن المصري كان مشتبها بإقدامه على اغتصاب فتاة في الثالثة عشرة من عمرها في البلدة نفسها, وإنه ذهب لوالد الفتاة ليتزوج منها إلا أنه رفض. وبموجب القانون اللبناني تتوقف الملاحقات بحق مرتكب جريمة الاغتصاب إذا تزوج ضحيته. وقال المسؤول نفسه إن “الرجل السبعيني رفض مما دفع محمد مسلم إلى طعنه حتى الموت قبل أن يقتل زوجته كوثر (70 عاما) وحفيدتيهما”. وأثبتت تحاليل الحمض النووي أمس أن الدم الذي كان على قميص الرجل والسكين التي عثر عليها في منزله ينطبق على الضحيتين. وقال أحد سكان كترمايا “سنفعل الأمر نفسه”. وأضاف آخر “ماذا تتوقعون عندما تجلب الشرطة المشبوه في لحظة ينتظر فيها الأهالي الجنازة ويغلون غضبا؟”.
[COLOR=darkred]رد الفعل المصري الرسمي[/COLOR]
من جهتها أبلغت القاهرة بيروت استياءها من جريمة قتل «المصرى» والتمثيل بجثته، وقالت صحيفة المصري اليوم أن الخارجية المصرية أجرت اتصالات بالسلطات اللبنانية، لإبلاغها استياء مصر من جريمة قتل مواطن مصرى والتمثيل بجثته، وقالت مصادر دبلوماسية إن أحمد البديوى السفير المصرى فى بيروت، ناقش مع مسؤولين لبنانيين ما تردد عن وجود تقصير أمنى فى حماية القتيل المصرى محمد سليم، لدى اصطحابه إلى قرية «كترمايا» لتمثيل جريمة قتل ٤ من عائلة واحدة فى القرية. واستنكرت سفارة مصر في بيروت قتل المواطن المصري خصوصا بعد أن اصبح في قبضة العدالة. وأدانت السفارة في بيان لها التمثيل بجثة المتهم والذي بثته وسائل الإعلام المرئية والمقروءة في مشهد يتنافي مع الوجه الحضاري للشعب اللبناني.
وكشفت تسجيلات فيديو بثتها القنوات اللبنانية أمس وأمس الأول، أن عملية القتل كانت على مرأى ومسمع رجال الشرطة، الذين وقفوا عاجزين إزاء ما يحدث، فيما كانت النساء تطلق الزغاريد.
مطالبات مصرية بتقديم المتورطين إلى العدالة
وعلى صعيد آخر حملت منظمات حقوقية، الحكومة اللبنانية مسؤولية الجريمة وطالبت بتقديم المتورطين فى الجريمة للقضاء. ودعت الخارجية المصرية إلى استدعاء السفير اللبنانى بالقاهرة.
[COLOR=firebrick]الصحف اللبنانية[/COLOR]
وفيما اكتفت صحيفتي النهار والمستقبل بنقل تصريحات الرئيس سليمان واستنكاره للحادثة طرحت صحيفة السفير فريضة تساءلت فيها إن كان قتل المصري سليم بهذه الشكل الغريب وكأن الأمر قد رتب قد يحمل في طياته أمر إخفاء شريك محتمل له آثر أن يستغل غضب الجماهير المتعطشة للاقتصاص من سليم لقتله ودفن تفاصيل جريمته معه.
[COLOR=darkred]الصحف المصرية[/COLOR]
من جهتها شنت صحيفة الأخبار هجوما شنيعا على مرتكبي الحادث واتهمت القوات اللبنانية بالتقاعس في حماية المتهم وعلقت الأخبار على الحادث بقولها “هذا العمل الوحشي لا مثيل له إلا في دول تحكمها شريعة الغاب”. وأضافت أن “حشدا من الناس قتل محمد سليم مسلم وقتلوا معه العدالة وهم يفاخرون بتحقيقها”. وأشارت إلى أن “النيابة العامة لم توقف أحدا حتى ساعة متأخرة من ليل الخميس ولم يصدر عنها أو عن وزارة العدل ما يوازي حجم الجريمة وبشاعة الصورة المذلة للبنان وللدولة ومؤسساتها”.
من جهتها قامت صحيفة الأهرام المصرية بزيارة منزل المصري المسحول في لبنان ونقلت عن أهل القتيل بأنه قد اعترف للشرطة اللبنانية بقتل عجوز وزوجته وحفيدتيهما بدافع الانتقام, وذكر أهل القرية أنه تقدم لخطبة فتاة من هذه الأسرة, فرفض أهلها قبل أيام من ارتكاب جريمته.
وفي لقاء مع الأهرام بمنزل القتيل بحي الجمالية, قال الحاج سليم محمد مسلم, والد القتيل المصري, محمد سليم محمد مسلم وشهرته محمد مسلم, إنه تزوج من سيدة سيد الكحكي والدة القتيل, ثم هربت إلي لبنان بعد الزواج بقليل, وتزوجت رجلا لبنانيا وهي علي عصمته, وتركت محمد سليم وهو يبلغ من العمر5 أشهر, ثم حدث الانفصال بينهما وسافرت مرة أخري للبنان بعد حصولها علي الطلاق لتعيش هناك.