الأخبار المحلية

الاتفاق مبدئيا على جواز صعق الدجاج قبل الذبح

[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – عبد القادر محمد ـ جدة[/COLOR]

قطعت منظمة المؤتمر الإسلامي شوطا كبيرا في مشروع إصدار معايير مواصفات الأطعمة الحلال، وصولا إلى المراحل الأخيرة، خصوصا فيما يتعلق بقضية تدويخ الدواجن بصعقها بالتيار الكهربائي قبل التذكية الشرعية. وعند انتهاء المشروع من مختلف جوانبه، سيجري وضع شعار المنظمة على الأطعمة التي استوفت معايير المواصفات الشرعية من حيث الذبح بالطرق المعتمدة في الشريعة الإسلامية.
وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو لـ«عكـاظ»، إن هذه الخطوة تأتي في أعقاب المباحثات التي أجراها وفد مكلف من مجمع الفقه الإسلامي الدولي مع مسؤولي مؤسسة المعايير في تركيا.
وبين أن الوفد الذي ضم مدير إدارة الدراسات والبحوث بالإنابة الدكتور أحمد عبد العليم ومدير إدارة الفتوى بالإنابة الدكتور عبدالقاهر قمر، تابع خلال جولته على أربعة مصانع لإنتاج الدواجن في تركيا، إجراءات الذبح الشرعي للدواجن عن طريق التدويخ بالصعق الكهربائي.
من جهته، أوضح لـ«عكـاظ» الدكتور عبد القاهر قمر أن الوفد وقف على طريقة الذبح هذه، إذ يحصل الصعق بدرجات معينة من التيار الكهربائي وتبقى الدجاجة في حالة هدوء مدة ثلاث دقائق ثم تعود إلى طبيعتها، الأمر الذي يعني أنها لا تموت بهذه الطريقة، بل بالذبح الشرعي.
وأضاف أن الاجتماع بحث موضوع التدويخ الكهربائي من حيث؛ شدة التيار وقوته، والمدة الزمنية التي ينبغي ألا يزيد تعريض الدواجن للكهرباء فيها، فضلا عن أن هناك اتفاقا مبدئيا على أن التيار الكهربائي لا يميت الدواجن.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد عبد العليم، أنه جرى الاتفاق مع مسؤولي مؤسسة المعايير في تركيا خلال الزيارة، على تبني اجتماع يحضره أخصائيون بيطريون وبعض علماء الشريعة، بهدف رفع توصيات بما يخرجون به من مباحثاتهم بشأن مدى تأثير التدويخ الكهربائي على حياة الطائر بعد تعرضه للصعق وقبل الذبح، فضلا عن مدى أثر ذلك على التذكية الشرعية.
وأوضح أن التوصيات سترفع إلى مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي لأخذ قرار مجمعي، مشيرا إلى أنه سيجري التنسيق حول موعد الاجتماع ومكانه بين منظمة المؤتمر الإسلامي ومؤسسة المعايير في تركيا. ووصف مشروع إصدار معايير مواصفات الأطعمة الحلال بأنه «مهم لأنه كلما كانت الرقابة من جهات شرعية من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي، فإن ذلك يعني ضمانة لشرعية الأطعمة، إضافة إلى حصر الاعتماد في جهة موثوقة واحدة ومنع التحايل والتلاعب».
ويذكر أن الإجراءات الجديدة تعني مراجعة لقرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الصادر في 28 حزيران (يونيو) 1997، الذي ينص على أنه «لا يجوز تدويخ الدواجن بالصدمة الكهربائية، لما ثبت بالتجربة من إفضاء ذلك إلى موت نسبة غير قليلة منها قبل التذكية».
وكان مجمع الفقه الإسلامي الدولي ناقش في اجتماع عقده في جدة في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، الملاحظات المقترحة حول معايير الأطعمة الحلال تمثلت في الحيوانات المائية، أدوات الذبح الفرعي، التدويخ قبل الذبح، والذبح الآلي.
ويذكر أن أول اقتراح بخصوص وضع معايير الأغذية الحلال جاء بطلب الحكومة الماليزية إلى اجتماع وزراء الخارجية الثاني والثلاثين في صنعاء عام 2005، وكان يهدف إلى وضع فهم شمولي لمسألة (الأغذية الحلال)، كما يهدف إلى وضع قاعدة شاملة لـ(شهادة الأكل الحلال) تطبق في جميع أنحاء العالم. ولا تشمل شهادة الأغذية الحلال فقط المنتج الغذائي نفسه، بل عمليات التعبئة والنقل والتصنيف وإجراءات تموين الأغذية. كما تستدعي هذه المعايير ضرورة تحليل إجراءات التحضير من أجل ضمان أن تطابق الأغذية معايير الحلال وفق الشريعة الإسلامية.
وعلى صعيد آخر، رجح موقع (حلال فوكس) الإلكتروني المتخصص في صناعة الأطعمة الحلال حجم هذه الصناعة على مستوى العالم بنحو 760 مليار دولار، في الوقت الذي وصل حجم استهلاك دول المجلس التعاون الخليجي للأغذية الحلال نحو 43.8 مليار دولار العام الماضي، وفقا لآخر تقرير عن صناعة الأغذية الحلال الصادر عن مجلة حلال، التي توقعت أن يزيد حجم الاستهلاك مليار دولار في عام 2010.