الأخبار المحلية

بمناسبة ندورة الجوف .. آل الشيخ: الانتماء الصحيح لا يقف عند حدود الأقوال بل يتعداه إلى كل عمل نافع في خدمة الوطن

[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض[/COLOR]

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف تنطلق يوم غد السبت بمقر المركز الحضاري في مدينة سكاكا بالجوف أعمال الدورة الخامسة من برنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة، والذي ينظمه معهد الإنماء والخطباء بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ويستهدف أكثر من 250 إماما وخطيبا وداعية في جميع مدن ومحافظات الجوف.

وقد أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على أهمية دور المسجد ومؤسسات التعليم في ترسيخ قيم الانتماء للوطن، وتقديم القدوة للناشئة والشباب في حب الوطن واستشعار مسؤولية المواطنة الحقه، موضحاً في تصريحات بمناسبة انعقاد البرنامج ، أنه لا يوجد أدنى تعارض بين الانتماء للوطن وعالمية رسالة الإسلام التي جاءت رحمة للعالمين وخير الإنسانية بأسرها.

وأوضح آل الشيخ أن الانتماء للوطن والدفاع عنه، مما دعا إليه الشرع الحنيف ومؤصل على رؤية جلية واضحة في تحقيق المقاصد الشرعية، تتفق مع فطرة الله التي فطر الإنسان عليها منذ الأزل في محبة الأوطان، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم من قتل دون أرضه فهو شهيد، وقال في شأن مكة حين تركها مهاجراً: “ما أطيبك من بلد وما أحبك إلىَ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت” ليضرب لنا بذلك مثالاً في حب الوطن والانتماء إليه.

وشدد معاليه على ضخامة المسؤولية المنوطة بالأئمة والخطباء والدعاة في ترسيخ قيم الانتماء للوطن على أساس من الوعي بالمقاصد الشرعية، وقدرته على إبراز جوانب الانتماء الصادق، والمواطنة الصالحة من خلال منهج واضح يخاطب الفطرة السليمة، ويتفق مع وسطية الإسلام دون إفراط ولا تفريط، لافتاً إلى أهمية اقتران الأقوال بالأفعال، وأن يقدم الأئمة والدعاة والخطباء للناشئة والشباب حب الوطن، في إطار دائرة أوسع وهي حب المسلم لدينه والدعوة إليه دون تعارض بين هذا وذاك، مشيراً إلى أن غرس قيم الانتماء في النفوس وبث روح المواطنة الصالحة، لا تنفصل عن الدعوة إلى الإسلام وأداء التكاليف الشرعية، حيث أنها من مقومات الأمن والاستقرار والحفاظ على حرمة الوطن.

ووجه معاليه كلمة للأئمة والخطباء يحثهم فيها على استشعار الأمانة الملقاة على عواتقهم في مواجهة دعاوى الانحراف، والغلو والتطرف، بالدليل والبرهان من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفهم سليم لمقاصد الشريعة عبر خطاب موضوعي رصين، يبتعد عن التشنج والانفعال أو الحماس الزائد، الذي قد يخرج بصاحبه عن رؤية الصواب، مشيراً إلى أن يتسلح الإمام والخطيب والداعية بالعلم والمعرفة للرد على كل ما يثار من شبهات وأباطيل لزعزعة مشاعر الانتماء، لا سيما في نفوس الشباب، والتأكيد على أن محبة الوطن، وأنه قربة دينية، ومن دلائل الوفاء والشهامة والنبل التي تتفق مع الفطرة السليمة، والتقاليد العربية الأصيلة، وأن المحبة الحقيقية للأوطان لا تقف عند حدود القول، بل تتعداه إلى كل عمل نافع مفيد لرفعتها وتقدمها واستقرارها وأمنها.

وأعرب معاليه عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف لترحيبه واهتمامه بانعقاد الدورة الخامسة من برنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة بالمنطقة، لتكون بمشيئة الله تعالى رافداً لتفعيل رسالة المسجد والمنبر في تعزيز قيم الانتماء للوطن، وتوعية المواطنين من الرجال والنساء بمسؤوليتهم في حماية الأمن والاستقرار، والتصدي لكل الفتن والشبهات.

وختم تصريحاته متمنياُ أن تسهم دورات البرنامج في التعريف بثوابت الوطن وفق مقاصد الشريعة، وترسخ الناحية الشرعية لمفهوم الانتماء والمواطنة في المملكة التي شرفها الله باحتضان الحرمين الشريفين، ثم في تحمّل لواء الدفاع عن الإسلام والدعوة إليه والحرص على مصالح المسلمين، وقد منّ الله على هذه الدولة بأن جعلها منطلق دعوة الإسلام إلى جميع أرجاء العالم.

من جهته قال وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد د.توفيق بن عبدالعزيز السديري: أن التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة يُعد أحد أولويات الوزارة في السنوات الأخيرة، وبتوجيهات من معالي الوزير لحماية الناشئة والشباب من المخاطر الناجمة من حملات التغريب الفكري والثقافي من ناحيته وتفنيد المزاعم والأباطيل التي تصور الانتماء للوطن نقيضا لرسالة الإسلام العالمية أو خروجا مع تعاليمه السمحة، مضيفاً أن البرنامج الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، يهدف إلى تفعيل دور الأئمة والخطباء والدعاء في ترسيخ قيم الانتماء الصحيح والمواطنة الصالحة على ضوء معرفة واضحة بالأصول الشرعية، من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإلمام بأبرز المزاعم والدعاوي التي تثار في هذا الشأن، وامتلاك القدرات في الرد عليها، وبيان جوانب قصورها، كما أن فعاليات البرنامج تتضمن 6 محاضرات لعدد من العلماء والمختصين وأساتذة الفقه تتناول كافة المسائل المرتبطة بفقه الانتماء والمواطنة، وترصد أبرز الشبهات والأقاويل التي تثار في هذا الشأن إشاعة الفوضى وتهديد الأمن والاستقرار أو التأثير في تماسك نسيج المجتمع.

وتطرق د. السديري إلى ضخامة المسئولية المنوطة بالأئمة الخطباء والدعاء في حماية الأمن الفكري، وترسيخ مشاعر الانتماء للوطن وبيان طبيعة المسؤولية التي توجبها المواطنة الصحيحة في التصدي لأي عمل أو قول يمثل تهديدا للأمن والاستقرار، لافتاً إلى اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ومتابعته لبرنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة، كأحد محاور إستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف والغلو، مشيراً إلى أن الأئمة والخطباء المشاركين في البرنامج يزيد على 250 إماما وخطيبا وداعية، ليتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج منذ انطلاقة أكثر من 1200 أمام وداعية وخطيب، بالإضافة إلى منسوبي عدد من المؤسسات العسكرية بإدارات التوعية والشئون الدينية.