الأخبار السياسية والدولية

التفاصيل الكاملة لمصرع القطري قاتل شقيقته في القاهرة

[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – ( القاهرة )[/COLOR]

تكشفت معظم خيوط وملابسات جريمة جماعية وقعت أمس الأول ” الخميس ” في شارع خطاب جوهر بمنطقة أرض اللواء في حي العجوزة بالقاهرة، حيث تحول الطابق الثاني من عمارة مكونة من 5 أدوار إلى مسرح دموي لمجزرة بدأت بمسدس كاتم للصوت عند الصباح وانتهت ظهراً بطعنات سكين قاتلة وفي المرحلتين سالت الدماء من شرايين 3 أفراد من عائلة واحدة موزعة على 3 جنسيات.. مصرية وسعودية وقطرية.

الجريمة بدأت فصولها بحسب مصادر صحفية بزيارة إلى القاهرة قام بها الاثنين الماضي السعودي الحاصل على الجنسية القطرية محمد جابر الفهيد والمقيم بالدوحة.
جاء محمد، البالغ من العمر 41 سنة، ونزل في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة وفي رأسه هدف واحد فقط، هو تصفية حساب إرث عمره 17 سنة وتشاركه فيه أختان غير شقيقتين له من أبيه وتقيمان في القاهرة مع والدتهما، الحاجة نعمة، التي كانت متزوجة من والده المتوفى منذ 20 سنة تقريباً. والشقيقتان اللتان تحملان الجنسيتين المصرية والسعودية هما عفرا وجواهر جابر الفهيد، البالغتان من العمر 30 و35 سنة، فاتصل بهما باكراً صباح أمس الأول وأخبرهما بأنه وصل من السعودية ويرغب في زيارتهما بالبيت.

الشقيقتين اعتراهما الفرح بزيارة أخ لم ترياه منذ أكثر من عام، لذلك أخبرتا خالهما، الشيخ عاطف، الذي أسرع إلى الفندق ليصطحبه إلى بيت شقيقتيه اللتين أعدتا فطوراً للجميع يناسب جلسة عائلية، فاستقبلتاه حين وصل كما تستقبل الأخت أخاها. أما والدتهما وأرملة أبيه البالغة من العمر 58 سنة، فمضت لتجلس على درجات السلم خارج باب الشقة ولم تشارك في الجلسة لسبب غير معروف.
وفي التحقيق الأولي لما حدث اتضح أن الفهيد طلب من شقيقتيه خلال الإفطار التوقيع على ما يسمونه “الإعلام الشرعي بالإرث” وهي وثيقة يمكنه بواسطتها بيع أرض تركها والده ميراثاً للجميع، فرفضت شقيقتاه التوقيع وأخبرته »عفرا« بأنها لا تفكر في بيع ما لها من الأرض، وكذلك قالت شقيقتها »جواهر«، وهنا بدأ يحتدم في نقاشه معهما إلى درجة تطور الاحتدام إلى تلاسن بالألفاظ منه على الشقيقتين، فبادلتاه بما يناسب من التعابير، ثم تطور كل شيء إلى حد بلغت معه الأمور إلى اشتباك بالأيدي تخلله وعيد منه وتهديد فيما الشقيقتان بقيتا تعاندان، وكله على مرأى من خالهما الشيخ عاطف ومسمع من الوالدة الجالسة على درجات السلم خارج باب الشقة.
فجأة هدأ الفهيد واستكان ومضى إلى الحمام زاعماً أنه سيغسل يديه، ولم تمض دقيقة إلا وقد خرج شاهراً مسدساً كاتماً للصوت، ثم راح يطلق النار على شقيقته عفرا، فأرداها قتيلة في الحال برصاصة استقرت في رأسها وسط ذعر وهلع دبّ في الحاضرين، وأسرعت أخته الثانية جواهر للاختباء كيفما كان، ثم حاولت الهرب عشوائياً من المكان، فعاجلها بطلقة مرت رصاصتها طفيفة في وجهها وغير قاتلة. ولكن لأنه اعتقد بأنه أجهز عليها وقتلها فقد لاذ بالفرار وسط صراخ وعويل الأطفال الصغار والخال والأم التي رأته يسرع بقربها نازلاً من سلم العمارة متجهاً إلى الشارع.
أسرع الشيخ عاطف”خال الشقيقتين” وراءه على السلم وهو يستغيث بالجيران، فخرج بعضهم وطاردوه وقبضوا عليه عند باب العمارة وتحلقوا حوله مع فضوليين آخرين، وظلوا منتظرين وصول عناصر الشرطة التي تم إبلاغها. وخلال الانتظار علم الجميع بجريمته، خصوصاً خالة القتيلة التي بدأت تنهال عليه ضرباً بحجر، فقلدها بعضهم وراحوا يضربونه بأحجار متنوعة الأحجام، كما سدد إليه أحدهم طعنة معتدلة بسكين صغير نفذت قليلاً في صدره، وكادوا يقضون عليه من الركل واللكم ولم ينقذه من أياديهم وحجارتهم إلا وصول رجال الشرطة بقيادة اللواء كمال الدالي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فتسلموه من الغاضبين وكبلوا يديه بالأصفاد وهو دامٍ واقتادوه.
وبقي في المكان رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، عبد الرحمن حزين، فعاين جثة القتيلة ومسرح الجريمة وقام بأخذ المعلومات الأولية، في وقت كانت الشرطة تنقل الفهيد إلى مستشفى إمبابة العام لإجراء إسعافات له نتيجة طعنة السكينة في صدره، فخضع لجراحات بسيطة داخل غرفة الاستقبال بالطابق الأرضي، حيث تولى طبيبان من الطوارئ خياطة ومداواة جروح ورضوض عنيفة أصيب بها ونزف بسببها دماً سال منه الكثير عند مدخل العمارة حيث أمسكوا به وضربوه.
دقائق مرت على الجريمة واقتياد الفهيد حتى علم محمد شعبان عبد المعبود «مصري الجنسية»، وهو ابن خالة الشقيقتين ويعمل بتصليح المكيفات وعمره 25 سنة، بعنوان المستشفى الذي نقلوه إليه، فدسّ سكيناً بين ثيابه وأسرع إلى هناك زاعماً أن آلاماً ألمت به فجأة في بطنه، فأدخله حرس المستشفى إلى غرفة الطوارئ لعلاج سريع بعد أن ظن الجميع أنه يعاني من حالة تسمم حرجة.
ومن غرفة الطوارئ التي كانوا يحاولون علاجه فيها تسلل عبدالمعبود إلى حيث عرف رقم غرفة محمد الفهيد، وفيها وجد طبيباً كان لايزال يسعفه، فانقض عليه بالسكين وسدد فيه عدداً من الطعنات معظمها عميق ولم يتركه إلا بعد أن رآه جثة مضرجة بالدم، ثم فرّ مغادراً المكان وسط صراخ وعويل من علموا بما حدث، لكن أفراد الأمن تمكنوا من اعتقاله خارج الباب الرئيس للمستشفى قبل أن يتمكن من الفرار.
ثم اقتادوه بعدها إلى مركز الشرطة حيث سيبقى فيه 4 أيام لاستكمال التحقيقات. أما جثة الفهيد وأخته غير الشقيقة عفرا فتم نقلهما إلى الطبيب الشرعي للتشريح ولإصدار شهادة بأسباب الوفاة، ولتقرير مصير الجثتين، خصوصاً أن الشرطة المصرية أبلغت السفارة السعودية والقطرية بوقائع الجريمة، محتفظة لنفسها بحق الانفراد بالتحقيق، باعتبار أن الشقيقتين تحملان أيضاً الجنسية المصرية إلى جانب السعودية فضلاً على أن الجريمة وقعت في مصر.

ومن المعلومات عن العائلة بحسب المصادر أن الحاجة نعمة، والدة المهندسة القتيلة عفرا وشقيقتها جواهر، تزوجت من جابر، وهو سعودي الجنسية وكان رجل أعمال يملك شركة لتصنيع المنتجات النفطية في مدينة حفر الباطن حيث أقامت معه هناك وأنجبت منه ابنتيها الوحيدتين، وبعد وفاته منذ 20 سنة تقريباً عادت بهما إلى القاهرة واشترت الشقة في شارع خطاب جوهر، وهو شارع ضيق ورملي ومازال غير معبد إلى الآن، وفيه سكن الجميع حيث تزوجت عفرا من محاسب اسمه أحمد فيما بعد وأنجبت منه 3 أطفال، بينما تزوجت جواهر وطلقت منذ مدة وهي أم من زوجها السابق لطفلة وحيدة.
وقد أمرت نيابة حوادث شمال الجيزة بحبس محمد شعبان «٢٥ عاما» المتهم بقتل محمد جابر الفهيد ٤ أيام على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، ولم تتمكن النيابة من الاستماع لأقوال المجني عليها المصابة «جواهر» لتعذر إمكانية التحدث بسبب إصابتها في وجهها.
كما أمرت النيابة، بإشراف المستشار هشام الدرندلي المحامي العام الأول للنيابات، بتشريح جثتي عفرا جابر وشقيقها محمد جابر «قاتلها» لمعرفة وتحديد أسباب الوفاة بدقة، وذلك بعد أن عاينت الجثتين وموقع الحادث على الطبيعة.
اعترف المتهم محمد شعبان تفصيليا بارتكابه لجريمة القتل، إثر قيام الفهيد بقتل ابنة خالته عفرا والشروع في قتل الأخرى «جواهر» ، موضحا انه استقبل اتصالا هاتفيا أثناء تواجده بعمله أخبره فيه أحد أصدقائه بمقتل وإصابة نجلتي خالته على يد شقيقهما، ما دفعه إلى مغادرة عمله واشترى سكيناً أثناء توجهه إلى المستشفى وأخفاها بملابسه في جانبه الأيمن وتسلل إلى غرفة علاج المتهم وطعنه عدة طعنات أودت بحياته قبل ضبطه وتسليمه للشرطة.

من ناحية أخرى، استمع كل من عبدالرحمن حزين رئيس النيابة وعبد الحميد الجرف وكيل أول النيابة إلى أقوال ١٣ شاهداً منهم والدة المجني عليهما وخالهما و٣ أطباء بمستشفى إمبابة العام شهدوا واقعة مقتل المتهم على يد نجل خالة الفتاتين أثناء تلقيه العلاج من إصابات تعرض لها على أيدي الأهالي عقب ارتكابه الجريمة.
أوضحت الأم أن علاقة نجلتيها بشقيقهما انقطعت منذ ١٩٩٣ وتجددت مرة أخرى منذ عامين، عندما اتصل بهما وطلب منهما إعادة صلة الرحم وعاود زياراته لهما كل عام.
وقد أفاد الأطباء الثلاثة بمستشفى إمبابة العام «شهود واقعة مقتل المتهم على يد نجل خالة الفتاتين بأنهم أثناء قيامهم بإجراء خياطة لجروح المتهم جراء تعدي الأهالي عليه داخل غرفة الاستقبال فوجئوا بشخص يداهمهم ويتعدى على محمد جابر بـ١٢ طعنة نافذة بسكين أدت إلى وفاته في الحال قبل أن يتمكن أمن المستشفى من ضبطه وتسليمه للشرطة.