الأخبار المحلية

إغلاق الفندق بحجة إجراء صيانة….شاهد عيان يروي تفاصيل القصة

[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – زاهي النويعمة[/COLOR]

في الوقت الذي لا يزال التحقيق مستمراً في وفاة الفتاة الجزائرية سارة بنويس”، بانتظار أن تظهر نتائج تشريح الجثة بعضاً من غموض القضية، برز تطور لافت على مسار الأحداث أمس، تمثل بإغلاق الفندق بحجة إجراء صيانة، بحسب لافتة إعلانية ورقية تم تثبيتها على مدخل الفندق الرئيس الزجاجي.
وفيما يمكن اعتباره خروجاً عن صمته كشف محمد القاضي المشرف الليلي بالفندق الذي كانت تسكنه الفتاة في مكة المكرمة، تفاصيل بالغة الدقة عن الساعات القليلة التي سبقت اكتشاف الوفاة.
وجاء على لسان القاضي، شاهد العيان في القضية “أنه في حوالي الساعة الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي، حضر إليه والد الفتاة الجزائرية (متبنيها ومربيها) وسأله عن (سارة). مؤكدا أنه أبلغ الأب أن الفتاة داخل الفندق. وكان سؤاله يحمل نظرات شكوك كبيرة، وأنه بادره على الفور بالسؤال قائلا: وكيف عرفت أنها داخل الفندق؟. مردفاً: لأنه من الممكن أن تكون الفتاة في الحرم أو في السوق المجاور؟. وقد أوضحت له، أن الفتاة أخبرتني أنها ستذهب لشراء وجبة رز ودجاج لجدتها (المرأة الكبيرة التي كانت مع الفوج السياحي)، والتي تسكن في الدور الحادي عشر. وعندها توجه الأب إلى الجدة وسألها عن ابنته، فأخبرته أنها لم تشاهد (سارة)، كما أنها لم تبعثها لشراء وجبة العشاء.
ومضى القاضي يقول: بدأ التأثر والغضب على أبيها، عندما اكتشف أن ابنته كذبت عليه. وعندها طلبت منه الانتظار للبحث عنها، لأننا كنا نشاهدها كثيرا في بهو الفندق وهي تتنقل بين الأدوار وعند المصاعد، فحركتها كثيرة جدا وهي كثيرة الخروج والدخول. مبينا أنه سأل مشرف العمال (جلال)، هل تعرف شكل البنت؟. فأخبرني أنه يعرفها، فطلبت منه البحث عنها في الغرف وفي الأدوار العلوية، وبعد فترة عاد وأخبرني أنه بحث عنها ولم يجدها. مشيرا إلى أنه بعد ساعة عاد والد الفتاة وسأله هل وجدتم (سارة)؟. فأخبرته أننا بحثنا عنها ولم نجدها ولكن ربما تكون لدى أحد أقاربكم من الفوج الذي قدمت معه، وهم يسكنون في ثمان غرف مختلفة، فطلب مني بيانا بأرقام الغرف وزودته به، وبعثت معه أحد العاملين للبحث في الغرف الثماني ولكن لم يتم العثور عليها.
وأشار المشرف الليلي إلى أن والد الفتاة زاره ضيوف من المملكة وجلس معهم في بهو الفندق، ولكنه كان متوتراً وفي الساعة العاشرة والنصف بعثت مشرف العمال (جلال) لإحضار فرش من الغرف التي تم تجهيزها بالدورين السادس عشر والخامس عشر لتجهيز بعض الغرف في الدورين الأول والثاني، والتي لم تكن مجهزة، لأن المغسلة لم تبعث الفرش، فصعد جلال إلى الدور السادس عشر، وفي إحدى الغرف عثر على أحد العمال (عمار) ومعه الفتاة الجزائرية التي نبحث عنها، وحصل بينهما شجار كبير، ويبدو أن الفتاة خافت وهربت، واتصل بي مشرف العمال وطلب مني الصعود إليه لوجود مشكلة هناك. مشيرا إلى أنه عند الصعود إلى الدور السادس عشر، وجد مشرف العمال والعامل الآخر داخل الغرفة، وأخبره جلال أنه وجد الفتاة مع عمار الذي كان يردد كاذب كاذب. ودار بينهما عراك تدخلت لإنهائه. كما سألت عمار عن سبب وجوده في الفندق في هذه الفترة لأن دوامه انتهى، فهو يعمل في الفترة الصباحية. وأخبرني أنه على خلاف مع زميله في السكن، المدعو فضل، والأخير (وافد آخر يعمل في الفندق).
وأشار القاضي بحسب الزميل علي العميري ونشرته الوطن إلى أنه اتصل بالمدعو فضل. مضيفاً: سألته عن سبب خلافه مع عمار، وأكد لي أنه ليس بينهما أي خلاف، مما يؤكد كذب عمار ونيته الالتقاء بالفتاة مسبقا.
وأوضح القاضي أنه بعد ذلك لم يعثر على الفتاة ولا نعلم هل نزلت إلى غرفتها أم نزلت إلى سطح العمارة المقابلة، وأنه تم الاتصال بمستثمر الفندق وإبلاغه بالواقعة، والذي بدوره طلب الاتصال بالمشرف العام على الفندق وإبلاغه بما حدث. مشيرا إلى أنه وجد في الغرفة وجبة عشاء، حيث ذكر عمار أنه أحضر وجبة العشاء لتناولها، لكنني وجدت كأسي عصير وفي ثلاجة الغرفة زجاجة عصير كبيرة، وكانت (الفنيلة) الداخلية الخاصة بعمار ملقاة على الأرض. مبينا أنه اصطحب الوافدين إلى بهو الفندق، وفي هذه الأثناء حضر المشرف ودخل مع عمار في غرفة الإدارة، وبعد دقيقة أخبرني أن عمار اعترف بأنه كان مع الفتاة في الغرفة، ولكن كل واحد منهما كان على سرير. وأجرى المشرف على الفندق اتصالا بصديق له في أحد الأجهزة الأمنية وأبلغه بالواقعة وطلب منه التحفظ على عمار وفي هذه الأثناء فوجئت بموظفين من الفندق الملاصق لنا ومعهما رجلا أمن يخبرونني أن فتاة سقطت من سطح فندقنا إلى سطح فندقهم، وإذا بوالد الفتاة الجزائرية يحضر عندي ويسألني هل وجدتم (سارة) فطلبت منه الصبر لمعرفة المصيبة التي حلت بنا حيث سقطت فتاة من سطح الفندق على سطح الفندق المقابل، واتجهنا إلى الفندق المجاور ووجدنا الجهات الأمنية مطوقة الفندق بالكامل. مشيرا إلى أنه لم يعلم أن عمار يقيم بشكل غير نظامي إلا من جهات التحقيق، فهو لم يعمل في الفندق إلا من العاشر من شهر رمضان الماضي. مبينا أن الفتاة يبدو أنها سقطت على الأقدام، بدليل أنها لم تصب في رأسها، ولو أنها رميت من الأعلى لسقطت على رأسها ولتفتت جسمها، مؤكدا أنه أدلى بشهادته لدى جهات التحقيق.
من جهة ثانية قام فريق من إدارة الطب الشرعي بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة صباح أمس وعلى مدى ثلاث ساعات تقريباً بتشريح جثمان الفتاة. وتكون الفريق الطبي من أطباء ومساعدين وفنيين بإشراف من الدكتور عبدالعزيز مليباري، وتم تشريح الجثة وأخذ عينات من كبد الفتاة وطحالها وعنق رحمها تمهيداً لإرسالها للمختبرات المركزية وتحليلها وإخراج النتائج. كما تم عمل أشعة لكامل جسمها وفحص شامل على الجثة.
إلى ذلك أطلق أمس سراح أحد العمال الآسيويين بعد الانتهاء من التحقيقات معه والإدلاء بشهادته حول سقوط الفتاة عليه مع بعض زملائه حينما كانوا على سطح الدور الثاني عشر بالفندق الملاصق للفندق الذي كانت تسكنه الفتاة.
التشريح المبدئي لجثمان الفتاة كشف أن الفتاة تعاني من كسور حيوية في أجزاء متفرقة من الجسم بما في ذلك العمود الفقري والأقدام وأنها لم تتعرض للاغتصاب، وما زالت بكراً، وتم أخذ مسحات مهبلية وإرسالها لمعمل الأدلة الجنائية لتحليلها. وما زالت هيئة التحقيق والادعاء العام في انتظار نتائج التشريح بشكل رسمي من قبل الطب الشرعي.

تحديث :

أثبتت الفحوص الطبية لجثة المجني عليها أنها لم تتعرض للإغتصاب وبكارتها سليمة .

مراسيم الدفن الأسبوع المقبل بمكة
مصالح الدرك بتلمسان تستمع الى الوالد الحقيقي لـ”سارة”

استدعت مصالح الدرك الوطني ببلدية عين تالوت بتلمسان الجزائرية محمد بن ويس الوالد الحقيقي للفتاة سارة المتوفاة في ظروف غامضة بمكة المكرمة نهاية الأسبوع المنقضي قصد تقييد إفادته بالقضية في إطار متابعة السلطات الجزائرية للقضية، كما باشرت عائلتها بالجزائر والمتكونة من والدها الحقيقي وأخيها غير الشقيق إجراءات السفر إلى البقاع المقدسة لمتابعة القضية عن كثب وحضور جنازة “سارة” المرتقبة نهاية الأسبوع الجاري مباشرة عقب إصدار الأمن السعودي ترخيصا بدفن جثتها.
وأوضح محمد بن ويس والد الضحية أن الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بعين تالوت بتلمسان استدعته ظهيرة أمس قصد الاستماع لأقواله وتقييد إفادته حول قضية وفاة ابنته بالبقاع المقدسة نهاية الأسبوع المنقضي في ظروف غامضة، مشيرا إلى أنه أدلى بجميع المعلومات الشخصية حول “سارة” وكذا ما جمعه من معلومات حثيثة من والدها بالتبني “بومدين خطيب” الذي رافق سارة في رحلة العمرة و يتواجد حاليا بالبقاع المقدسة. وذكر محمد بن ويس أنه باشر إجراءات تنقله رفقه ابنه إلى البقاع المقدسة لمتابعة حيثيات قضية وفاة ابنته بمكة المكرمة عن قرب والاستعلام شخصيا لدى مصالح الأمن السعودي عن التفاصيل الحقيقية لظروف وفاتها فضلا عن إلقاء النظرة الأخيرة عليها وحضور جنازتها المقررة نهاية الأسبوع الجاري بمكة المكرمة بعد الحصول على ترخيص بدفنها من الأمن السعودي.