تربويون يؤكدون أن منهج “الفقه والسلوك” للصف الأول الابتدائي يدعو لتأجيج العنصرية ضد غير المسلمين ويعارض منهج الاعتدال السعودي..!
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض[/COLOR]
فجرت صحيفة الوطن السعودية اليوم مفاجأة من العيار الثقيل بعد الجدل الذي أثير حول مشاركة السعودي يوسف الأحمد في تأليف منهج الفقه والسلوك للصف الأول الابتدائي, حيث نقلت تأكيد مجموعة من التربويين على أن الدرس الثالث في المنهج يخصص تحية “السلام” للمسلمين فقط, وهو ما يدعو لتأجيج “العنصرية” ضد غير المسلمين، وغرس كراهية “الغير” في نفوس الطلاب، موضحين أنه يتعارض مع منهج “الاعتدال السعودي” الذي تسعى الدولة جاهدة لتكريسه في نفوس الناشئة.
ونقلت الصحيفة عن عميد كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن عائل على أن قائمة مؤلفي كتاب الفقه والسلوك للصف الأول الابتدائي خلت من وجود أسماء تربويين، وهو ما ينبغي التركيز عليه عند تأليف الكتب الدراسية، وأنه يجب أن يتكون فريق التأليف من مجموعة من المتخصصين في العلم نفسه، ومجموعة من المتخصصين في التربية. وطالب بأن يراعي المختصون مطالب الطفل في هذه المرحلة، ومنها سهولة المعلومة، وعدم تعارضها مع الواقع الحالي، وأن يركزوا على الأخذ بآراء المعلمين، وأولياء الأمور، والطلاب، والمجتمع. وقال إنه بعيدا عن المعلومات الموجودة في الكتاب كونها معلومات شرعية يتحدث عنها المتخصصون، فإن التربويين يحرصون على عدم تعارض ما فيها مع قيم المجتمع والواقع الحالي.
من جانبه، أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي أن المقررات المدرسية تعد الصائغ الأهم لعقلية المتلقي في مرحلة الطلب الأولى، وأنه ينبغي عند صياغتها استحضار الجوانب الحياتية التي تربي النشء على حب الإنسان للإنسان في أي مكان ومهما كان في ظل هذا الانفتاح والتعايش العالمي.
وشدد على أنه بعيدا عن الأحكام الشرعية، يجب أن يراعي مؤلفو هذا الكتاب ضرورة استشعار أننا لا نعيش بمفردنا في هذا العالم، ولا يجب أن نصوغ مناهجنا بمعزل عن الأمم التي نتعاطى معها، وأن نعلم أجيالنا عدم كراهية الإنسان مهما كان اتجاهه، أو انتماؤه، أو عرقه، أو دينه. وطالب بإبعاد أي صياغة منهجية تتضمن نبرة التمييز أو كراهية الغير، ابتداء من السلام والبشاشة في وجه الإنسان، وانتهاء بالمعاملات الحياتية، وأن قادة هذا الوطن عمموا هذه المبادئ من خلال تأسيس منهج الاعتدال، والسعي إلى تكريسه، وأن كل هذه المعطيات تؤكد على أن تخلو المقررات الدراسية من العبارات أو الإرشادات، التي قد تجنح بفهم الطالب أو الطالبة إلى ما يخالف منهج الاعتدال السعودي.
وأوضح السلمي أن الناشئ الصغير يكون مستقبلا فقط، ولا يقوى على الحوار أو النقاش حول كل ما يتلقاه من المعلم أو المقرر، وإذا ما ابتلع هذه المعلومات أو الإشارات، فإنه يبدأ بوضع علامات استفهام حولها عندما يكبر ويصل إلى مرحلة التعاطي مع الحياة في ظل ما تعلمه.