الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز ,الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي يعود الى الرياض الخميس
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – وكالات – عبدالاله الصالح [/COLOR]
يتأهب الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي، للعودة الى عاصمة بلاده الرياض، صباح الخميس المقبل، منهيًا بذلك حالة خضعت لأكثر من تفسير وشائعة، ترددت على مدار السنتين الماضيتين. منها عبارات “العزلة” و”الانطواء” و”الاعتكاف السياسي”و “المرض”.
الحقيقة التي انجلت أخيراً، هي أن التفسير الاخير، اي المرض كان السبب الاساسي والحقيقي وراء غياب أخطر واقوى سفير سعودي مر في تاريخ بلاده منذ تأسيسها في مطلع القرن الماضي.
وتؤكد التقارير الطبية ان الامير السعودي خضع لعمليات جراحية أربع، خلال أقل من عام ونصف، بدلًا مما كان مقرراً في الأصل وهو عملية واحدة. وخلافًا للتوقعات الطبية، من دون ان تكون لها تفسيرات، عدا سوء الطالع الذي لازم الامير، فإنه تعرض لمزيد من الالام مما فرض عليه البقاء الطويل، خارج المملكة.
وتردد بالتالي على اكثر من مدينة عالمية في مقدمتها واشنطن ولندن، وبينهما مراكش، حيث يفضل الاستجمام هناك، والبقاء قريبا من والده، الذي هو كذلك، يتعافى من مرض ألم به. هذه الايام يعيش بندر افضل حالاته الصحيه اذ يمارس الرياضة بانتظام كما ان وزنه نقص بشكل ايجابي.
هذه المدة الطويلة، التي انتهت الآن مع شفائه التام، جعلته عرضة لان يكون افضل «بضاعة لبيع وشراء» الشائعات، التي يضج بها الشارع الخليجي، ومن ثم الشارع الاوسطي. وكان أكثرها مدعاة للسخرية، هو زعم إحدى الفضائيات نقلالً عن مصادرها الاستخباراتية الشرق أوسطية. إلا أن الامير المخضرم، بجانب السخرية منها مع من هم أعلى مرتبة منه في الديوان الملكي، فضل الصمت المطبق. ولكن هذا الصمت وسع نطاق الشائعات تلك ولونها، بألوان الطيف المختلفة
العودة «البندرية» لن تمر بسهولة، خاصة انها تصاحبها الآن همسات بمستوى الجهر عن اتجاه سعودي لمزيد من التصلب، والوقفات الحازمة تجاه مستجدات تمر بها المنطقة، نتيجة بعض التقديرات الخاطئة التي تتطقس «الرياح السياسية، وفق أمانيها واحلامها» كما قال مصدر غربي واسع الاطلاع. كما انها تؤشر إلى أن موجة «الصقور» عائدة الى الواجهة من جديد في الرياض، وذلك بالتزامن مع عودة «صقور» أميركا المحافظين للامساك بيد الكونغرس بعد الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية، وهذا بينما لم يعد أحد يعلق اي أمل على مفاوضات السلام المتعثرة في المنطقة.
عودة الامير بندر لمعاودة نشاطه السياسي تأتي وسط ارتياح واسع بين انصاره ومؤيديه. ممن يرون فيه شخصية فريدة، من نوعها على مستوى العالم، إذ عمل طيلة عقود اربعة، مع ثلاثة ملوك سعوديين هم خالد وفهد وعبدالله، في مواقع مختلفة، طيارًا ومقاتلاً وملحقاً عسكرياً، وسفيراً لبلاده في واشنطن، توكل اليه ادق المهام واصعبها. وقد نجح في تحقيقها كلها نتيجة خبرته وكفاءته الذهنية وحيويته وعلاقاته الوطيدة، مع ساسة العالم، وصناع القرار في أميركا
ويقول خبير سياسي ان مجئ بندر، مع التحرك المتزايد لوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، يشكلان حضوراً مهماً في ظل الظروف السياسية الحساسة التي تمر بها المنطقة. فالمنطقة الخليجية محاطة بمجموعة من «الاشقياء السياسيين» الذين يحتاجون الى اسلحة ردع تكمن في ما يلي:
* عودة الحياة الى اجهزة الامن الوطني في دول الخليج للتنسيق وتبادل الافكار على مستويات عالية، خاصة ان دول الخليج تسابقت على تأسيس اجهزة امن وطني، ثم جمدتها فجأة.
تفعيل محور القاهرة – الرياض – الرباط، مع اضافة محور «أبو ظبي» اليه بشكل خاص وضم العواصم الخليجية الاخرى التي هي في وارد العودة الى إحياء التنسيق بشكل عميق.
ويتوقع سياسي عربي، انه من الآن وحتى مؤتمر قمة العشرين المقبلة التي ستعقد في سيوول العاصمة الكورية، سيتمكن الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز من بلورة موقف «عرب الاعتدال» لتكون معه ورقة حاسمة عندما يلتقي القادة الكبار هناك، وبالأخص، ان اولئك القادة ينتظرون من الرياض موقفاً محدداً وحاسماً في اكثر من قضية تشغل العالم.
عودة الى العودة «البندرية» التي ستأتي بعد فترة قصيرة من فقدان الرواق الملكي السعودي صديقه الشخصي «اللدود» الدكتور غازي القصيبي، اللامع الموهوب الذي كان يملأ كل الامكنة ضجيجاً إذ رحل الى دار الفناء في أغسطس الماضي فكانت خسارته عميقة على الصعيدين الشخصي والرسمي