المعلم (المتسوّل) جدير بالمساعدة!
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – متابعات [/COLOR]
تقول الرسالة المطبوعة في بطاقة المعلم التعريفية (المعلم صاحب رسالة جديرة بالمساعدة) وهذا على الأرجح أقصى ما يمكن أن تقدمه له وزارة التربية والتعليم لمربي ومعلمي الأجيال.
وعلى ما يبدو أن وزارة التربية والتعليم تتوقع أن مثل هذه البطاقة لها قوة السحر بحيث (تسخن الفزعة) عند مَن يقصدهم المعلم مراجعاً أو لأي غرض آخر وسيقفزون من مقاعدهم ويتسابقون على خدمته وإنهاء الغرض الذي قدم من أجله بسرعة خارقة.
والواقع يقول إن بعض المعلمين يخجل من عرض بطاقته على الموظف المختص في أي جهة يراجعها سواءً كانت قطاعاً عاماً أو خاصاً لأنه ـ هكذا يعتقد ـ سيبدو (متسوّلا)، وأن ما كتب على البطاقة لا يعدو كونه حبراً على ورق، وليس فيه أية ميزة تفضيلية.
كما أن هذه البطاقة تصرف للجميع وليس للمتميزين فقط، فالجيد والسيئ لا فرق بينهما، كما أنها لا تحمي المعلم من التوبيخ المعتاد ولا تعطيه الحق أيضا في توبيخ طالب متمرد، كما أنها أيضا لا تمنع عنه النقل المفاجئ مع حركة تنقلات المعلمين.
وهذه البطاقة أيضا لا تستثنيه من سيل بعض التعاميم التي تنهال على المدارس وكلها هدفها واحد وهو المعلم المطلوب منه الشرح والتوضيح والتقييم لما يفوق الأربعين طالبا في الفصل وخلال خمس وأربعين دقيقة، وويل له من زيارات المتابعة إذا لم يفهم طلابه الدرس.
ولا أدري إذا راجع المعلم أياً من الإدارات التابعة لوزارته وأبرز بطاقة (المعلم صاحب رسالة جدير بالمساعدة) سيجد مَن يلتفت إليه أو يحتفل به ويقدم له الخدمة التي يستحقها وأتى مراجعا من أجلها!
يبقى القول: إن المعلم يعمل بلا تأمين طبي في مناخ محتدم وسط ضغط مواد الدروس وشقاوة بعض الطلاب وتقييد تعاميم الوزارة وكثرة عدد طلاب الفصل وبطاقته لا تسقية ماءً ولا تجلب له دواءً إذا مرض ولا تعطيه خصماً في المستشفيات وشركات الطيران.
وتبقى إشارة أخيرة .. أن التأمين الطبي مطلب ملح، ليس للمعلمين فقط، بل لجميع موظفي الدولة لخلق أجواء مريحة تنعكس على أجواء العمل بدلا من ترك موظفي الحكومة تحت رحمة فواتير المستشفيات والعيادات الخاصة.
وتبقى إشارة لافتة .. أن بطاقة المعلم تستوي في خلوها من أية ميزة مع بطاقة هيئة الصحفيين السعوديين، فكلتاهما لا تجلبان نفعاً لحاملهما وإن كانت الأولى تصدر مجاناً، والثانية برسوم تدفع سنويا.
(محمد السلوم)