التغيرات المناخية تزيد معدلات الأمطار في دول الخليج
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض [/COLOR]
بات أثر التغيرات المناخية على دول الشرق الأوسط حقيقة يجب على بعض الدول العربية الاستعداد للتعايش معها، حيث إن تاريخ المناخ الماضي يشهد بهذه الحقيقة القاسية، فدرجات الحرارة شهدت في السنوات الأخيرة تزايدا مطردا.
كما أن معدل عدد أيام المطر خلال العام الواحد في تناقص، بغض النظر عن كمية يمكن أن تسقط خلال ساعات، ثم تختفي أشهرا طويلة، وهذا يتضح حتى للشخص العادي غير المهتم بمجال المناخ، فالتغيرات حدثت بشكل سريع، وخلال سنوات قصيرة، فلو عدنا إلى سجلات الحرارة والأمطار في بعض دول الشرق الأوسط، وهي خير شاهد على ذلك لوجدنا اختلافا واضحا في هذا الجانب.
وخير مثال على ذلك شرق الشام والعراق، التي شهدت نقصا في متوسط هطول الأمطار، حسب إحدى الدراسات العالمية يصل إلى أكثر من 25 في المائة، وقد تزيد على هذا الرقم، وارتفاع في الحرارة ما بين ثلاث إلى ست درجات مئوية أعلى من المعتاد، وتحولت من هلال خصيب إلى صحراء رملية تذروها الرياح، وتُشكل هاجسا حقيقيا، خاصة في المملكة، الكويت، والعراق التي أصبحت في الفترات الأخيرة تعاني كثرة الغبار القادم من تلك الدول، وتفاقمت مشكلة الجفاف.
من ناحية أخرى، شهدت مناطق أخرى في السعودية والخليج العربي نقصا حادا في متوسط هطول الأمطار يقابله ارتفاع واضح وغير عادي في درجات الحرارة، فمثلا متوسط درجة الحرارة خلال أشهر الصيف في مدينة مثل حائل شمالي السعودية كان لا يتجاوز 42 درجة مئوية في الفترة ما بين 1980 إلى 1985، بل في صيف عام 1984 لم تصل درجة الحرارة في حائل إلى 40 درجة مئوية على الإطلاق.
وكان أعلى ما سُجل في ذلك الصيف هو 39 درجة مئوية، بينما تجاوزت درجة الحرارة في صيف 2010 في حائل حاجز 46 درجة مئوية، ومن ناحية كمية الأمطار فهذه يصعب الحكم عليها، بسبب تذبذب هذه الظاهرة، حيث نجد أن هناك سنوات تسجل كميات كبيرة جدا من الأمطار على عموم مناطق المملكة، مثل ربيع وشتاء عام 1982، وموسم 1997ـــ1998، اللذين كان المطر فيهما وفيرا، حيث زادت كمية الأمطار على 400 مللميتر على بعض المناطق مثل: القصيم، حائل، شمال منطقة الرياض، المنطقتان الشرقية والجنوبية.
وفي المقابل، وبحسب صحيفة الإقتصادية، هناك مواسم لا تزيد فيها كمية الهطول على 70 مللميتر: مثل 1988ـــ1989 و2007ـــ2008 على الوسطى والشمالية والشرقية، مع ملاحظة اختفاء بعض المظاهر المناخية، مثل الأمطار الشتوية الواسعة المتواصلة، التي كانت تسود البلاد في السابق، وهي ما يعرف بأمطار الديم التي تستمر أياما، كذلك اختفاء ظاهرة الضباب في المناطق الداخلية، وهي تدل على تغير في النظام المناخي، ولا شك في ذلك.
لكن هناك دراسات أخرى تشير إلى أن التغير المناخي، بمشيئة الله، قد يزيد هطول الأمطار على مناطق السعودية، ودول الخليج القريبة من مدار السرطان، مثل جنوب وجنوب غرب السعودية، عمُان، والإمارات، خاصة خلال أواخر فصل الربيع، الصيف، وبداية الخريف، وتقل أو تندر في فصل الشتاء، وأول فصل الربيع، وأواخر الخريف، بسبب تغير ظروف درجات الحرارة، التي تؤثر في موقع الجبهة المدارية الرطبة، التي يتوقع أن تتزحزح شمالا، إن استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري.