منخفض مداري يجلب الأمطار الغزيرة إلى جنوب الجزيرة العربية
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض[/COLOR]
تَشكَّل منخفض مداري قوي خلال اليومين الماضيين، شرق بحر العرب، وربما يشتد هذا اليوم، وتبلغ فيه قيم الضغط أرقاما هابطة قد تصل إلى 1002 “ملي بار”.
ويتوقع “بمشيئة الله” أن يتجه المنخفض المداري القوي ما بين الهند وباكستان بعد غد، وسيكون مصحوبا بأمطار غزيرة، ومن المتوقع أن يتجه بعد ذلك إلى جنوب الجزيرة العربية ونواحي سلطنة عمان. ومعلوم أن المنخفض المداري والأعاصير تكتسب طاقتها أولا من المياه الدافئة التي يمتاز بها المحيط الهندي ثالث أكبر محيطات العالم، وتزيد أعماق المياه فيه عن 7200 متر قرب إندونيسيا شرق المحيط، وهو من المحيطات المؤثرة في النظام المناخي حول العالم، ولأن الأعاصير (العواصف المدارية) تكتسب الطاقة الحركية من المياه الدافئة، لذلك اهتمت مراصد عالمية بشكل كبير جداً بدراسة هذا المحيط. ولعل من أبرز تلك المراصد مرصد البحرية الأمريكية الذي يملك أسطولا كاملاً لمراقبة أي تغير يطرأ فوق أو تحت مياه هذا المحيط، إذ زرع أجهزة تحت الماء لمراقبة حرارة طبقات المياه وحركة التيارات ونسبة الملوحة حتى أعماق تزيد على 2000 متر، وقامت بنصب أقمار صناعية في المدار من أجل رصد ظروف الطقس على مدار الساعة، ويمكن تقسيم المناخ فيه إلى قسمين، الأول يقع شمال خط الاستواء ويضم بحر البنجال وبحر العرب، والثاني يقع جنوب خط الاستواء ويضم مياه جزيرة مدغشقر.
وبحسب تقرير صحيفة الأقتصادية،يبدأ موسم الأعاصير في القسم الشمالي من المحيط الهندي في نيسان (أبريل)، وينتهي في كانون الأول (ديسمبر)، ويحظى خليج البنجال بالنصيب الأكبر من الأعاصير والعواصف المدارية، ولا يكاد يمر موسم إلا ويتم رصد حالة قوية تضرب هذا الخليج، وتتسبب في حدوث فيضانات ورياح شديدة تلحق الأضرار بالممتلكات المادية والبشرية، ولعل من أبرز هذه الأعاصير ما حدث في 1737 وتتسبب في مقتل 300 ألف شخص في المناطق القريبة من خليج البنجال.
ويرجع سبب نشاط الأعاصير هناك إلى سببين رئيسين: الأول هو ضحالة المياه هناك، والثاني أن مياه خليج البنجال لا تتعرض لهجوم الرياح الباردة القادمة من الشمال الأقصى، وذلك لوجود هضبة عالية من الجبال تحيط بها من الشمال، وهذه الوضعية تجعل المياه دافئة بشكل مستمر، وهي أحد أهم العناصر لحدوث الأعاصير والعواصف المدارية.
ويأتي في المرتبة الثانية من القسم الشمالي من المحيط الهندي، مياه بحر العرب التي تشهد إعصارا عنيفا قد يصل إلى الدرجة الرابعة أو الخامسة كل ثلاث إلى سبع سنوات مرة، منها ما يصل إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، ومنها ما ينحرف ناحية الهند وباكستان قبل وصوله، أو يضعف في البحر، ويصل على شكل عاصفة أو منخفض مداري. يذكر أن آخر إعصارين عنيفين هما إعصار قونو وإعصار فيت اللذان ضربا عُمان في يونيو 2007 ويونيو 2010، وتسبب في أضرار مادية وبشرية، وبلغت قوة إعصار قونو الدرجة الخامسة، ويعد الإعصار الوحيد الذي يصل إلى هذه الدرجة، ثم يليه إعصار فيت الذي بلغت قوته الدرجة الرابعة، وتسببا في نشاط كبير للرياح وحدوث فيضانات عنيفة جداً، ثم تأتي بعد ذلك العاصفة المدارية حضرموت في أكتوبر 2008 من حيث القوة. وتسببت هذه العاصفة المدارية التي تشكلت وسط بحر العرب في حدوث أضرار كبيرة في أجزاء كثيرة من جنوب اليمن لم تشهد البلاد لها مثيلا منذ قرن من الزمان.. ثم في الطرف المقابل جنوب خط الاستواء في المحيط الهندي، تتعرض جزيرة مدغشقر كل حين لظروف مناخية قاسية تتسبب بها أعاصير وعواصف المحيط الهندي المدارية التي يبدأ موسمها كل عام في نوفمبر وينتهي في أبريل، وتتلقى بعض مناطق مدغشقر ما يزيد على 1000 ملي أمطار خلال أربع وعشرين ساعة، وهي تساوي كمية أمطار تسقط على مدينة مثل الرياض عشر سنوات ورياح شديدة مع بعض الأعاصير من الفئة الرابعة والخامسة، الذي كان آخرها إعصار فانيل الذي ضرب الجزيرة في آخر يناير 2009، وتسبب في حدوث أضرار وتم تصنيفه بالدرجة الرابعة.