العوفي “التائب” للشهري “الضائع”: اعلم أنك تُقاد ولا تقود
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض [/COLOR]
أوضح «التائب» محمد عتيق العوفي أن هناك دولاً إقليمية تطمع في استخدام الشباب السعوديين في بث الفساد وتعريض أمن واقتصاد المملكة للتخريب، عبر تنفيذهم عمليات انتحارية، من دون أن تظهر أي من تلك الدول الإقليمية في المشهد الإعلامي الذي سيغطي تلك العمليات في حال حدوثها، وذلك بعد توافق فكر وأهداف تلك الدول مع فكر ومصالح تنظيم «القاعدة»، مشيراً إلى أن قدرة استقطاب التنظيم في اليمن للشبان يتركز حول تجنيد انتحاريين لديهم القناعة واللياقة على ارتداء أحزمة ناسفة وتنفيذ عمليات انتحارية، وأن أعمار الشباب المستهدف تتراوح بين 20 و30 عاماً.
وقال العوفي الذي سلم نفسه للسلطات السعودية بعد أن كان القائد الميداني في فرع تنظيم «القاعدة» باليمن، خلال حلقة جديدة من برنامج (همومنا) بعنوان (تحليل تجربة الشباب في مناطق الصراع) بثها التلفزيون السعودي أمس:»إن اختيار الشباب السعودي يعود لكونهم(الشباب) لديهم إقدام يختلف عن الآخرين، فالشاب السعودي يعتقدون(قادة التنظيم) أنه يمتلك عقيدة صافية، وبالتالي يصبح فريسة لأطماع استخباراتية من دون أن يدري».
وأشار القائد الميداني في التنظيم سابقاً إلى أن الشبان السعوديين المستقطبين عادة ما يكونون من حديثي الالتزام دينياً، ومن ثم يصار إلى توجيههم توجهاً جهادياً، خصوصاً وأنهم يفتقدون الضوابط الشرعية وليست لديهم دراية كافية في فقه الجهاد، وهكذا يتم استغلالهم».
وأضاف:»تتراوح أعمار الشباب بين 20 و30 عاماً، وأن خروج ثلاثة أرباع السعوديين في إصدارات الأفلام الصوتية أو المرئية، مجرد واجهة لأشخاص آخرين يقودون التنظيم ويسيطرون على مفاصلة».
فيما لفتت مصادر مطلعة لـ»الحياة» أن فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن، طلب من «التائب» محمد العوفي عندما كان قائداً ميدانياً للتنظيم،أن يقوم بتصوير شريط مرئي للإعلان عن التنظيم الجديد ومقره اليمن، إلا أن العوفي عارض التسجيل بسبب أن هناك مخططاً لدخوله السعودية وسيتم التعرف عليه بعد ظهور صورته، وبالتالي ستتم ملاحقته.
وأضافت المصادر: «أصر عليه زعيم التنظيم اليمني ناصر الوحيشي أن يكون عنصراً في الفيلم ويقرأ ورقة تم تحضيرها بواسطة شخص يدعى عبدالرحمن المصري، وبثتها مواقع الإنترنت، واستغرق التسجيل نحو 5 ساعات على الرغم من تكرار انقطاع الكهرباء، وحذف بعض الجمل، وأصر نائب التنظيم سعيد الشهري على أن يشن العوفي هجوماً على عضو لجنة المناصحة في مركز الأمير محمد بن نايف للتأهيل الدكتور تركي العطيان».
وذكر العوفي خلال اعترافاته أمس، أن الذين تزعموا القيادات، مثل خطاب وأبو الوليد الغامدي وأبو يعقوب الغامدي، رحلوا في مواجهات في الشيشان، أما في اليمن فهم يلقبون معظم العناصر بالقائد فلان وهو لم يؤهل كقائد بعد، وقال:»لو نظرنا إلى تاريخ أي من قادة التنظيم الجدد، لوجدنا أنه غادر إلى أفغانستان فترة قصيرة ومن ثم اعتقل وهكذا أصبح قائدا». وأكد العوفي أن عناصر التنظيم في اليمن ممن تم استدراجهم، لا يعلمون من هو قائدهم، ولكن بعد تعمق اتضح لنا أن هناك استخبارات دول تعمل على تحريكهم.
وأوضح أن القائد الذي نصبه تنظيم «القاعدة» في اليمن أخيراً، والمطلوب رقم 53 في قائمة الـ85 عثمان الغامدي، لا يمتلك كاريزما القائد وليس لديه أي توجه، مؤكداً أنه لا يوجد قائد سعودي في تنظيم «القاعد» في اليمن، وإنما هناك قائد أجنبي واحد أو اثنين فقط.
وقال:»إن المجاهد لا يعرف من قائده، وإنما يبقى لفترة طويلة في المضافات السكنية، وهي المنازل التي يتم استقبالهم فيها، وينتظر الأمر من القيادات في الصفوف الخلفية، ولكن المجاهدين الذين خرجوا وتعمقوا في الواقع عرفوا أن من يقودهم الاستخبارات، ورأيتها أمام عيني، فكثير من الشباب في اليمن، مستقرين في أماكن نائية تحت حراسة مشددة، حتى تأتيه الأوامر بتنفيذ عملية انتحارية أو توجيه معين».
ولفت العوفي إلى أن التوجيهات الخارجية التي ترد للتنظيم، لا يعلن عنها إعلامياً، وإنما الشباب السعوديون هم الواجهة الإعلامية، بحيث تفسر في الإعلام على أن أبناءكم هم الذين يقاتلونكم، وقال: «هناك دول إقليمية تريد الفساد وانتهاك الأعراض وتدمير الاقتصاد في المملكة، وعجزوا عن ذلك، وأن هذه الدول أرادت استغلال الشباب وتوجيههم نحو دول الخليج خصوصاً المملكة».
وعن نائب تنظيم «القاعدة» في اليمن السعودي سعيد الشهري، أوضح «التائب» العوفي أن الشهري لم تكن سيرته الذاتية قوية، بحيث مكث في أفغانستان أربعة أشهر، وعاد إليها مرة أخرى ولم يتمكن من الدخول، وبقي في إيران لفترة وجيزة ومن ثم أسر، وقال: «إن الشهري رجل فاسد عندما أعلن عن اسم المرأة التي ألقي القبض عليها وتدعى هيلة القصير، خصوصاً وأن الدولة سترت عليها من إشهار اسمها أمام أسرتها ومجتمعها، ولكن للأسف تبجح سعيد باسمها في مقطع مرئي حتى تعرضت للسب والشتائم في المجالس».
ووجه التائب العوفي رسالته إلى زميله سعيد الشهري، قائلاً: «اعلم بأن هذه الدولة (السعودية) مستهدفة من دول إقليمية، اتق الله، وأعلم أنك تقاد ولا تقود، وأعلم أن من يقودك هم رجال الاستخبارات في تلك الدول التي تضمر شراً لأهلك ووطنك»، وزاد:»خاف الله سبحانه وتعالى وأنا أعلم علم اليقين سبب إفتائك بالجواز، وأنا أفتيتك من فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز».
وأضاف: «اعلموا أيها الإخوة في اليمن من سعوديين ويمنيين، أن محمد العوفي لم يسلم نفسه للسلطات السعودية، ولكن رجعت لحقائق اتضح من خلالها أنني أوقعت نفسي في فتنة، فأحببت الرجوع حتى لو أسجن، ولا أقع في فتنة أو تلطخ أيدينا في دماء، ثم لا ينفع الندم بعدها».
ولفت العوفي إلى أنه عندما كان في أفغانستان وكنيته في ذلك الوقت (أبو قتيبة) سأل ثامر السويلم المكنى بـ(خطاب)، لماذا لم تدخل الحزب في أفغانستان، فأجابني خرجت من أفغانستان من أجل الفتنة، ولجأت إلي الطاجيك، ومكثت فيها سنتين، وطُلب منه عدم التحدث في مسائل التكفير والزواج، وفي سؤاله أيضاً للقائدين أبو الوليد وأبو يعقوب الغامدي عن نقل الجهاد إلى الخليج، فأجابوه: بـ»إنها فتنة عظيمة».
وعن عودة العوفي إلى رشده بعد أن مر بتجارب عدة، قال:»اتضحت لدي أمور عدة، لم تتبين للأخوة الذين يسكنون المضافات السكنية، ووجدت هناك أشخاصاً يتفاوضون على الشباب المغرر بهم، وجعلوهم كالسلعة يدارون بحسب الأمور السياسية».