مفتي عام المملكة: لئيم وخسيس من استغل زوجته ثم هجرها
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – الرياض [/COLOR]
حرم مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مقاضاة الرجال للنساء بـ”طلاقها” مقابل “إرجاع مهرها”، ووصف حرمان المرأة من الميراث وتهديدها للتنازل عنه بأنه “ظلم وأكل لمال حرام وتعطيل لحكم من أحكام الله، كما وصف الحيلولة بين المرأة وبين إرثها من أبيها أو أمها أو أبنائها بأنها من “الجهل”، فإن الله عز وجل أعطى المرأة حقها من الميراث، وحصولها على إرثها “واجب” فرضه الشرع، وقال إن اعتقاد البعض أن توريث المرأة خطأ أو نقص يعتبر “ردة عن الإسلام”.
وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس: إن من صور ظلم المرأة ما يفعله البعض عندما يتزوج رجل امرأة ويخلو قلبه بعد ذلك من الميول لها من غير نقص في دينها أو أخلاقها، ليحاول بعد ذلك الإضرار بها ليسترجع المهر الذي دفعه لها، وهو من الأمور التي نهى الله عنها كما قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن”.
وعّد آل الشيخ تدخل الرجال في حر مال النساء من صور ظلمهن، كون بعضهم يضر بهن لكي يحصل على حقهن المالي الذي اكتسبنه من أعمالهن، وأن البعض يشرط في عقودهن أن جميع مرتباتها له وهو الولي على صرفه عليهن، ووصف تلك الأفعال بـ”الظلم والعدوان”، وأن التعدي على مال المرأة الخاص دون إذنها لا يجوز.
وأكد آل الشيخ أن استغلال ضعف المرأة وإغراءهن بأخذ قروض “ضخمة” طويلة الأجل بأسمائهن لصالح الرجل لفتح مؤسسات وما إلى نحو ذلك، لتتراكم الديون على كاهلهن من صور ظلمهن، وأن استغلال الرجال في تلك الأمور يأتي تحت كلام معسول بأسماء “الأمور والحياة والتنمية المشتركة” لكي يأخذ وكالة منها للتصرف بالأموال على قدر ما يمليه “الهوى” والظلم والعدوان، أتبعها “طلاق المرأة” والبعد عنها وهجرها بذمة مثقلة بالديون، ووصف من يقوم بتلك الأفعال بـ”اللئيم والخسيس”.
وأوضح آل الشيخ أن لما لظلم الرجل للمرأة حرمة وأوجه عدة، إلا أن آل الشيخ لم يخل ساحة المرأة من ظلمهن للرجال ومن صور ذلك طغيانهن وتعاليهن على أزواجهن سواءً لأنها أعلى من الرجل مؤهلاً علمياً أو أكثر مالا أو لهن جاه ومكانة اجتماعية مما يدعها تتخذ تلك المواقف لإهانة الزوج وعجرفة وتكبراً عليه، إضافة إلى ما وصفه آل الشيخ “أنانية المرأة واهتمامها بذاتها دون مبالاة بالزوج وشؤونه وأحواله، وعدم الاستقرار في بيتها وكثرة الخروج للأسواق”.
وقال آل الشيخ، إن الله عز وجل حرم الظلم بجميع صوره، وإن الله أعز المرأة المسلمة ورفع قدرها واستنقذها مما كانت تعامل به في الجاهلية من هضم لحقوقها وإذلال وإهانة لها، فأنزل في الشرع بحرمة ظلمها وإذلالها.
واعتبر آل الشيخ، أن حمل المرأة على خلاف الشرع وفرض الرجل عليها التبرج والسفور والاختلاط بالرجال من خارج محارمها يعدان من صور ظلم المرأة والتي قد تتعرض لها من قبل الأزواج الذين وصفهم بـ”ضعيفي الإيمان، وقلة الحياء والخوف من الله”.
وشدد آل الشيخ على أن فرض بعض الرجال على النساء متابعة المواقع الرذيلة التي تبث المقاطع المنحطة من صور ظلم المرأة، ووصف فارضي هذا الأمر بأنهم “لا يستحيون ولا يخجلون من تلك المناظر السيئة التي تنافي الأخلاق والشيم”.
وعّد آل الشيخ خديعة الخاطب والخاطبة للزوجة من صور الظلم للمرأة، من حيث الكذب في المزايا غير المتواجدة بالرجل من صلاح واستقامة وتعامل حسن ووعود معسولة مما يتبين للمرأة بعد الزواج كذب ما قيل لها وعدم صحة ذلك.
وأكد آل الشيخ أن لظلم المرأة أوجه عدة منها سوء العشرة وقسوة المعاملة وهي من الأمور التي وصفها بـ”الخاطئة” كون سيد الخلق نهى عنها كما قال صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، مبيناً أن بعض الناس جعل السب للمرأة وإذلالها لكونه قيما عليها وهو أمر يخالف شرع الله بحسب وصف آل الشيخ، مطالباً بالعدل والإحسان وحسن القول وهي مطلب المسلم.
ووصف آل الشيخ الضرب الشديد المؤذي للمرأة سواءً أكان بسبب أو دونه من صور ظلم المرأة، مشددا على أن مخاطبة الرجل للمرأة بأقبح “الأسماء والصفات” من ظلم المرأة، حيث إن الكلام السيئ الجارح أعظم وأشد من الضرب.
وبيّن آل الشيخ أن عدم العدل بين الزوجات من صور ظلمهن، كون الشرع شرط القيام بالواجب قبل التعدد كما قال تعالى: “وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة ذلك أدنى أن لا تعولوا”، مشدداً على أن منع المرأة من زيارة أهلها في بعض الأحيان يعد من صور ظلمها والحيلولة دون ذلك، إضافة إلى أن تحميل المرأة ما لا تطيق من صور ظلمها.
وأوضح آل الشيخ أن الإسلام اهتم بنظام الأسرة وأقام العلاقة الزوجية على مبدأ التراحم والمودة وجعلها سكناً لكل من الرجل والمرأة كما قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، وأن الله أوجب حسن المعاملة والتغاضي عن الأخطاء ما أمكن كما قال تعالى: “وعاشروهن بالمعروف”.