المفتي العام يحذر من المشاركة في بعض القنوات الفضائية
حذر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء من القنوات الفضائية المستغلة لأبناء الوطن لتحقيق أغراضها الشخصية.
وبين آل الشيخ في خطبته التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض، أن المحطات الفضائـية انتشرت وصارت تنافس بشدة لبث الكذب والتناقض والأباطيل.وقال: «بعض تلك القنوات المدعومة من أهلها بالأموال لا تهدف إلى الإصلاح، وإنما لجلب الناس لمشاهدتها والتعلق بها، فلا ترى إلا هرجا أو كلاما باطلا»، وأضاف «كثير من المحطات تستغل بعض شبابنا وأبنائنا فتدعوهم للمشاركة في برامجها؛ ليزجوا بهم في أمر هم في غنى عنه، تحقيقا لمصالحهم الشخصية دون مبالاة بما يحصل من تبعات».
وزاد «استغلت القنوات طيبة بعض هؤلاء، وزجت بهم في أمور كثيرة سيئة، فهي بوابة لأعداء الإسلام يلجوا منها إلى المسلمين، ويقضوا على أمنهم ويشقوا صفوفهم، ويحملوا الأمة على الشر والبلاء».
وحذر المفتي الشباب «إياك أن تستغلك هذه القنوات لصالح أفكارها السيئة وتنال من كرامة دينك وأمتك وقيادتك، فأنت مؤتمن على أمتك ومجتمعك المسلم، وإياك من مظاهرة المشركين على المسلمين، ومن أعان المشركين على المسلمين فليس بمسلم».واستنكر آل الشيخ الحديث عن الأخطاء لصالح تلك المحطات «أخطاؤنا نحلها فيما بيننا ونبذل لها كل جهودنا لحلها مع قيادتنا، ولا ننقلها لأعداء الإسلام في قنواتهم».وقال: «هم لايحبوننا، بل يسرهم أن يجدوا فينا من يكون غرضا لأعدائنا»، مرجعا السبب في وقوع الأحداث التي ابتلي بها العالم العربي والإسلامي إلى تلك القنوات الفاسدة ومن شارك فيها بلاعلم فصارت المشكلات على الأمة .وزاد «يجب أن نحافظ على مجتمعنا وتماسك الأمة وانتظام اقتصادها وقوة قيادتها والخير العظيم الذي حباها الله به، وانظر إلى من خدعوا في تلك البلاد بالدعوات المختلفة لم يحصلوا على ما أرادوا».
من جانب آخر، دعا المفتي العام إلى محاورة المتأثرين بالأفكار الضالة باللين والأسلوب المناسب. وشدد على ضرورة تغيير الخطاب ليكون مواكبا للزمن الحالي ومستجداته، مشيرا إلى أن واقع اليوم غير الماضي.
وأوضح آل الشيخ أن الشريعة الإسلامية جاءت بآداب تجب مراعاتها حال تقديم النصيحة، مشيرا إلى أن من شروطها التأدب بآداب الشريعة وضوابطها والإخلاص لله وأن تكون سرا وأن يعلم الناصح حقيقة مايدعو إليه، لايريد بها شهوة أو حب ظهور أو استغلال أخطاء الآخرين، أو تحقيق مصالح شخصية أو الانتصار على فئة معينة أو تعصب جاهلي. وقال: «كم من نصب نفسه ناصحا أمينا على جهل وخطأ، قد يكون نصحه قاصرا فيؤذي ويضر ويفسد أكثر مما يصلح؛ لأن نصيحته صادرة عن شر وليست عن يقين».وأضاف «ليس كل من يظهر في الإعلام أو قناة ما ناصحا، فيتكلم بغير علم ويتحدث عن مصالح الأمة أو الشريعة دون أن يدع ذلك لأهل الاختصاص». وأكد المفتي العام أنه يجب أن يكون دافع النصيحة جمع القلوب وإنقاذ الأمة من الفرقة والاختلاف، وتقارن فيها بين المصالح والمفاسد واختيار الزمن المناسب للمنصوح لتكون القلوب مهيأة لذلك.
وحذر من التشهير وفضح عيوب الآخرين في المواقع والصحف، داعيا إلى تحسين الأسلوب، وأن يكون مواكبا للعصر؛ لأننا في زمن تصارعت فيه الحضارات والثقافات وأصبح الناس يشاهدون ويقرأون، مضيفا «لا يكفي الناس اليوم أن تقول لهم كالأمس إن هذا حرام، لابد من طرق لاستئصال تلك الأخطاء والأفكار».وحض على التحلي بالأسلوب الحكيم والعلم الرصين عند مناصحة من تأثروا بالأفكار الضالة ويحملون أفكارا خاطئة لا تليق بالإسلام، مشيرا إلى ضرورة مناقشتهم علميا برحابة صدر لتغيير أفكارهم.