“سدير” وجهة سنوية لـ”سكان المملكة” قبيل دخول “رمضان”
شكّل حوطة سدير هذا اليوم “السبت”، محط أنظار الكثير من المواطنين والمقيمين في مختلف مناطق المملكة، وذلك انتظاراً لما ستسفر عنه نتائج الرؤيا الشرعية التي تتم فيها مع نهاية شهر شعبان من كل عام ولكون سدير تُعرف بأنها واحدة من أنسب الأماكن لرؤية الهلال إن لم تكن الأنسب، وذلك لارتفاعها وخلو أجوائها من العوالق مقارنة بغيرها من المدن، ونظراً لأن عدد من الرؤات الشرعيين المعترف بهم ينتمون إليها، والذين يأتي أشهرهم الرائي عبدالله الخضيري، فإن الانتظار سيكون حاضراً مساء اليوم لإعلان إمّا أن يتبين معه أن الأحد يوافق الأول من رمضان، أو أن شهر شعبان سيكمل 30 يوماً، وبالتالي يكون يوم الإثنين هو الموافق لدخول رمضان، وذلك بعد مخاطبة الرؤات لمجلس القضاء الأعلى بعد أدائهم لهذه المهمة.
ولا تزال حالة من الانقسام تبدو بارزة بين الرؤات الشرعيين الذين يعتمدون على العين المجرّدة، وبين الفلكيين الذي يستخدمون المناظير الفلكية التقنية، إذ أن عدداً من المنتمين لكل فريق من هذين الفريقين يكادون لا يعترفون بنظرائهم من الفريق الآخر، وكل يتمسك بأسبابه، الأمر الذي يمتد ليطال الكثير من الناس، إذ يصبحون منقسمين بين الاعتراف بهذا أو ذاك، ففي الوقت الذي قد يدّعي فيه بعض الفلكيين أن الرؤات الشرعيين يعتمدون طريقة حسابية قديمة لترائي الهلال، لا تتواءم مع الواقع العلمي، لدرجة وصلت إلى وصف الفلكي الدكتور خالد الزعاق للرؤات بالواهمين، وتأكيده بأن التشكيك في دقة الحسابات الفلكية ليس له أساس، يطلّ الرؤات بأسباب أخرى للرد على ذلك.
في حين أن الرؤات قد يعتبر البعض منهم أن هناك أشخاصاً غير مؤهلين باتوا ينظرون إلى أنفسهم كفلكيين، وذلك لأسباب يأتي بينها حب الظهور الإعلامي، وكان الرائي الشهير عبدالله الخضيري قد ذكر سابقاً أن الاختلاف بين الفريقين وعلماء الفلك عموماً لا مشكلة فيه إذا كان الهدف منه هو المصلحة العامة الناتجة من السعي إلى الوصول للحقيقة، مشيراً إلى أن المشكلة في الاختلاف تكمن بدخول من هم غير مؤهلين ومن هم ليسوا على دراية كاملة بهذا المجال.
وبين الرؤات والفلكيين، والعين والأجهزة، يبقى البيان الرسمي الحكومي هو الفيصل سنوياً في هذه الحالة، لينطلق منه الناس ويسيرون وفقه، مهما كان حجم الاختلاف الذي يجمعهما، وهذا ما سيظهر مع مساء هذا اليوم.