“السـدلان” اصطحــاب الزوجـة والأطفال للعمرة نهار رمضان إلـقـاء للنفس فــي التهلـكــة
انتقد أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن غانم السدلان كثرة الأخطاء التي تحدث من المعتمرين في شهر رمضان.
وقال السدلان : قضية العمرة في رمضان أخذت عدة جوانب من أبرزها أن الناس يظنون أن عمرة رمضان عمرة سنوية ولا بد في كل عام أن يؤدوا العمرة مستدلين بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم «عمرة في رمضان تعدل حجة معي، رغم أن الحديث لم يقل عمرة كل سنة بل عمرة في العمر واحدة»، مشيرا إلى عدم ورود أحاديث تدعو لعمل عمرة في كل سنة في رمضان، ولفت السدلان إلى انتشار ظاهرة استدانة المال أو طلبه من الناس من أجل الذهاب إلى مكة وأداء العمرة وهو أمر خاطئ ولا يجوز.
مشددا على أن العمرة لم تشرع من أجل أن يضع الإنسان نفسه في الضنك والضيق ويستدين المال من أجل أن يذهب ويؤدي العمرة.
وتطرق السدلان إلى فعل البعض بجمع المال وتوزيع الصدقات في مكة بدعوى أنها تتضاعف هناك، مبينا أنه أمر ليس عليه دليل شرعي، موضحا أن ما ورد في الكتاب والسنة هو تضاعف الصلوات أما الصدقات فلم يرد حديث يدل على مضاعفتها.
وانتقد أستاذ الدراسات العليا من يقوم باصطحاب زوجته وأبنائه في عز النهار في رمضان لأجل أداء العمرة ويشق عليهم، معتبرا ذلك من إلقاء النفس في التهلكة، مطالبا هولاء بتحين الأوقات المناسبة لأداء العمرة مثل أطراف النهار أو عملها ليلا نظرا لشدة حرارة الجو والمشقة الكبيرة من أداء العمرة في نهار رمضان، مبينا أن المسلم لا يكون أجره مضاعفا إذا عمل عمرته نهارا وشق على زوجته وأبنائه بل يأثم والله تعالى يقول «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وقوله تعالى «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، لافتا إلى أن الشخص قد يضطر للفطر بسبب إقدامه على عمل العمرة في الحر الشديد.
وحذر السدلان من تكرار العمرة في اليوم الواحد قائلا «من يكرر العمرة جاهل وليس لديه علم شرعي ويشق على نفسه ويضيق على الآخرين»، مؤكدا على أنه لا يوجد دليل من الكتاب والسنة ينص على خيرية تكرار العمرة في رمضان بل لم يرد عن أحد من الصحابة والتابعين والسلف الصالح مسألة تكرار العمرة، معتبرا ذلك من الأمور المحدثة في الدين.
وانتقد الدكتور صالح الإصرار على الطواف أسباعا مكررة، معتبرا أن ذلك من الأمور المستحدثة الجديدة التي لوحظ انتشارها أخيرا بين الزوار والمتعمرين.
ونصح السدلان المسلمين بعدم الاستحداث في العبادة والسير على المنهج النبوي في كل العبادات، مؤكدا على أن الدين يسر وليس عسرا وأن هذه التصرفات في العمرة أمور خاطئة ولا تجوز وعلى المسلم أن يحذر منها.