كاتب سعودي يطالب بتطبيق ” من أين لك هذا ” على المسؤولين الذين تضخمت ثرواتهم
طالب الكاتب السعودي إبراهيم علي نسيب عبر مقال له في صحيفة “المدينة” بتطبيق مبدأ “من أين لك هذا؟” على ثروات بعض المسؤولين السعوديين التي تتضخم دون أصل لها ، وبما لا يتناسب مع رواتبهم الحقيقية ، معتبراً أن هؤلاء المسؤولين هم “اللصوص الكبار” الذين يجب أن تضع هيئة مكافحة الفساد يديها عليهم، ويتعجب الكاتب من ظهور علامات الثراء السريع عليهم وتبدلت حالتهم بشكل مفاجئ ما بين عشية وضحاها ، وطالب بفتح الباب للموظفين والمواطنين الشرفاء للإبلاغ عن هؤلاء ، ففي مقاله “اسألوهم .. من أين لكم هذا؟!” .
يقول الكاتب “كيف يموت الفساد طالما أننا ندعو لكل الفاسدين بقولنا (الله يستر علينا وعليهم) وكيف تتلاشي الأخطاء طالما أن لا أحد يحاول الوقوف ضد الخطأ؟!هذه هي حقيقة معاناتنا مع الأخطاء التي حاصرتنا وقتلتنا كثيراً لدرجة أن منجزاتنا تكاد لا تُذكر مع أن الدولة تدفع مليارات الريالات وتعلنها أمام الملأ في ميزانية كل عام، وحين تنتهي السنة المالية تبحث عن أثرها، فلا تجد شيئاً يُذكر!! كيف ذهبت كل تلك المليارات قبل أن تمسح ملامح البؤس وتنبت الفرح، لتكتشف أن هناك شيئاً ما أو خللاً ما يكاد يغيّر الموازين ويقلب الحقائق، بالتأكيد كلكم يفكر في ذات القضية وكلكم يعرف أن إجابات كل تلك الأسئلة ببساطة أنها ذهبت في بطون اللئام!!!”.
ويمضي الكاتب “كلنا يعرف الكثير منهم، هذا يعرف فلاناً وآخر يعرف علاناً الذي جاء للوظيفة وفي يده العدم، فلا هو من أسرة غنية ولا والده شاه بندر التجار إلا أنه في زمن بسيط استطاع أن يحقق لنفسه مكانةً وبدلاً عن حمار والده أصبح يملك أفخم أنواع السيارات، وبسذاجة تجدهم كلهم يقولون (فتح الله عليه) وغادر منزله القديم إلى منزل حديث بناه بعناية وأثثه بأحدث أنواع الأثاث؛ ليصبح منزله حديث المجتمع والناس، وكل هذا ويا سبحان الله تحقق من خلال عمله في وظيفته التي بدأها براتب بسيط ربما لا يزيد على خمسة آلاف ريال ولو افترضنا وصل راتبه إلى (20000) وبعملية حسابية بسيطة قمنا بضرب آخر راتب في عدد الشهور في عدد سنين الخدمة على افتراض أنه وفر كامل الراتب لكانت النتيجة هي أن المبلغ الناتج لا يمكنه أن يحقق كل ماحققه!!”.
ويعلق الكاتب بقوله ” السؤال الكبير ” هو: أين هيئة مكافحة الفساد عن مثل هؤلاء؟ أعتقد ببساطة أن الوقت قد حان لكي تمارس الجهات المسئولة دورها بعناية وبأسلوب حديث تشرك فيه المواطنين وتشجعهم على التعاون معها ليمارسوا دورهم في كشف الفساد، وهي أمنيتي لا أكثر!! يا سادتي قضيتنا هي أننا نرى الفاسد ونتركه يكبر وكأن الأمر لا يعنينا أبداً لا والقضية الأكبر من ذلك هي أن بعضهم يعرف الكثير عن كثير من الفاسدين لكنه يهاب ما بعد البلاغ!! كما أن بعضهم يعرف جيداً أنه لا يمارس السرقة بمفرده، بل من خلال مجموعة من المقربين أو مجموعة من المغفلين يضعهم بذكاء الشياطين في مواقع هامة ويفوضهم أو بالأحرى يورطهم ومن ثم يمنحهم الفتات ليحظى هو بنصيب الأسد وعند حدوث أي مساءلة قانونية يكون هو البريء والحقيقة أنه هو اللص الكبير وهم الضحايا لا أكثر!! والسؤال هنا هو: أين أمانة الموظفين العاملين معه؟؟!! فهل يعي المواطنون أن كشف الفاسدين مهمة وطنية ذلك لأنهم يسرقون مالي ومالك ومال ابني وابنتك، والمال العام هو للجميع وهو للوطن الذي يدفعه لتنميته لا لتنمية كروش هؤلاء وتسمين أرصدتهم!!!”.
وينهي الكاتب مقاله بقوله “هيئة مكافحة الفساد أقول شكراً لكم لو قمتم بتشجيع المواطنين على التعاون معكم، وشكراً لكم لو قبلتم منهم كل ما يقدمونه لكم بحب، وشكراً لكم لو قدمتم أنفسكم للجميع بطريقة لافتة واستخدمتم الطرق الحديثة للوصول للناس حتى ولو كان ذلك بواسطة الإعلان ولا خسارة في ذلك ولاسيما أنكم سوف تردون للوطن مبالغ خيالية يسرقها هؤلاء اللصوص”.