أصوات نسائية تعارض استقدام مغربيات للعمل في منازلهن
فيما لم يمض إلا أقل من أربع وعشرين ساعة على تصريح رئيس لجنة الاستقدام في مجلس الغرف السعودية سعد البداح بشأن اعتزام شركات الاستقدام المزمع إنشاؤها قريباً جلب عمالة منزلية من المغرب، تعالت أصوات نسائية سعودية معارضة للتوجه الجديد، ومبدية رفضها التام لاستقدام سيدات مغربيات للعمل خادمات في المنازل السعودية.
وبررت سعوديات عاملات وربات منازل معارضتهن لهذا التوجه بالخوف من المرأة المغربية، مشيرات إلى أنهن يسمعن كثيراً بأن المغربية امرأة فاتنة وجميلة ولربما يقع الزوج في فتنتها أو لربما تغويه هي في ظل انشغال الزوجة عن زوجها تحت وطأة الضغط وعدم القدرة على التوفيق بين العمل والبيت، فيما أشارت أخريات إلى أنهن سمعن كثيراً أن المغربيات يحبكن الأعمال السحرية. وهي المخاوف التي دفعت ببعض النساء إلى مطالبة مجلس الشورى بالتدخل وتعطيل هذا التوجه وعدم إنفاذه أو السماح به، كما دفعت بأخريات إلى التهديد بالاستقالة من عملهن والجلوس في البيت خوفاً من انفراد العاملة بالزوج خاصة إذا كان متقاعداً.
وفي ظل هذه الأجواء الصادمة وخاصة بين أوساط النساء، فقد كشف بعض مستقدمي العمالة المنزلية المغربية في حديثهم أنهم جلبوا عمالتهم بأنفسهم من المملكة المغربية دون تدخل مكاتب الاستقدام الأهلية، وتفاوضوا مباشرةً مع الخادمات، مشيرين إلى أن الحد الأدنى للراتب الذي تطلبه العاملة ألفي ريال.
وأوضح سعد العمري رجل أعمال أنه استقدم عاملته المنزلية بنفسه عندما كان في مملكة المغرب أثناء إجازته الصيفية، مشيراً إلى أنه تفاوض مع العاملة مباشرةً للاتفاق حول الراتب، والذي يقدر بحوالي 2.5 ألف ريال.
من جانبه، أكد بدر حميد “صاحب مكتب سياحي” أنه جلب عاملته المنزلية بنفسه من المغرب، واتفق معها على مهام عملها وعلى الراتب وساعات العمل.
وأوضح بسام محسن عطالله “صاحب مكتب استقدام” في حديثه أن مكتبه كان يستقدم في السابق العمالة المنزلية المغربية تحديداً قبل 8 سنوات، قائلاً” إن عدم وجود مرجعية وآلية منظمه وقلة الطلب على الاستقدام من المغرب أدى إلى عزوف أصحاب المكاتب للاستقدام من هناك”. موضحاً أن أجور العمالة المنزلية كانت في السابق تتراوح مابين ألف إلى ألفي ريال. مشيراً إلى أن طلبات الاستقدام تكون عادةً من أصحاب الدخل المرتفع، مؤكداً أنه لا يزال الوضع الحالي في المغرب بالنسبة لاستقدام العمالة المنزلية غير منظم.
وقد تعالت أمس أصوات النساء المعارضة لفكرة استقدام مغربيات للعمل خادمات في منازل السعوديين، واستنكرت أم حمد المطيري، وهي سيدة تعمل في قطاع الاتصالات صدور القرار. وتساءلت: كيف يصدر مثل هذا القرار بدون دراسة وافية من مجلس الشورى؟. وأضافت أن هذا القرار له تبعات خطيرة على الأسرة السعودية.
ورفضت سارة الحربي ربة بيت أن تصدق خبر استقدام العاملات المغربيات للعمل في المنازل ودعت الله أن لا يتم ذلك حتى لا ينخرب بيتها بحسب قولها، وعلى عكسها تحدثت بلهجة ساخرة ريما المحمد موظفة في بنك وقالت: إن هذا عين الصواب، بهذا القرار سيكون زوجي أمام عيني في المنزل بدل سفره كل شهر للمغرب، في سخرية واضحة.
ورفضت أيضاً قرار السماح باستقدام عاملات من المغرب أم فهد السبيعي، التي قالت “سمعتي قبل كل شيء وأنا لدي بنات وشباب في سن الزواج وأخشى عليهم”.
ووفقا لجريدة الوطن قالت شروق الدوسري التي تعمل معلمة إنها ستضطر لتقديم استقالتها من العمل لتبقى في المنزل لمراقبة زوجها المتقاعد، مشيرة إلى أنها مع الخادمة الإندونيسية لم تسلم فكيف مع المغربية؟!.
وترى فريدة العون معلمة بالمرحلة الثانوية أن اسوأ القرارات استخدام المرأة المغربية للعمل في بيوت سعودية، وتؤكد على هذا برواية قصة وقعت مع صديقتها التي استقدمت عاملة مغربية ثم اكتشفت علاقتها بزوجها وما إن انكشف أمرهما حتى أعلن الزوج تخليه عن عائلته وتقديم الخادمة عليها بل زاد وأسكنها في فيلا جديدة بحي الصفا.
وتؤيدها في الرأي طبيبة النساء ابتهاج محمد، التي تقول: إن النساء المغربيات أقل عصبية ويعملن في هدوء وتتمحور سبل معاملتهن على خدمة الرجل أولاً وآخراً، مشيرة إلى تجربتها السابقة مع خادمة استقدمتها والدتها من المغرب للعمل بمنزل العائلة، وكانت الخادمة لا تعير أهمية واحتراماً إلا لرب العائلة وهو الرجل لاعتقادها أنه الحاكم الآمر ببيته حتى لو كانت المرأة الموظفة هي من تتحمل كفالتها وراتبها.
وتعارض أم نواف الفكرة لاستقدام خادمات مغربيات وتؤكد بأن شقيقها تزوج من امرأة مغربية تعرف عليها خلال بعثته ومازال يعيش معها بألمانيا. وتقول عند زيارته للمملكة يلوم نساء العائلة بل ويكيل لهن التوجيهات بأن ينهجن منهج زوجته التي لا تمل من تقديم أشهى المأكولات وتتفنن في عمل طواجن اللحم والكسكس. وتؤكد أن قريباتها ونساء العائلة يرفضن استقدام المغربيات للعمل خادمات، وذلك لتخوفهن من سيطرة النساء المغربيات على الرجال سواء بالإغواء او بغيره. وتشير حسب خبرتها أن زوجة شقيقها ربما سحرته وأبعدته عن عائلته وأسرته، وتضيف أن المرأة المغربية تشتهر ببياض البشرة وهذا ما يدفع الرجل السعودي للاقتران بها، وقد يجعل هدوءها بالبيت وقيامها بكافة الأعمال الرجل السعودي يتمرد على الفتاة السعودية ويفضل عليها المغربية. وتؤيد الرفض أم ناهض وتقول إنها سمعت كثيراً عن استقدام الخادمات المغربيات لكنها لم تحاول تجربة هذا خشية أن تخطف الخادمة زوجها، مبدية تخوفها من ارتفـاع معدلات الطلاق.