تأزم وضع علي ويعقوب في نجران وتركيا.. والأسرتان تعانيان من ميول انتحارية
كشف تقرير طبي، صادر من أحد مراكز الطب النفسي والعلاج السلوكي، أن لدى العائلتين السعودية والتركية اللتين تم تبديل طفليهما (علي ويعقوب) على أسرة مستشفى الملك خالد بنجران قبل 9 سنوات، ميول انتحارية بسبب إصابة العائلتين بأعراض اكتئابية مع صراعات داخلية عنيفة في مواجهة الوضع الراهن وغياب البرنامج التأهيلي ما اوجد أيضا صعوبة التكيف مع الوضع الحالي وعدم القدرة على استيعاب الوضع بشكل كامل.
وأشار التقرير، الذي الى ازدواجية في تعامل الطفلين مع الوالدين الحقيقيين والحاضنين لهما، مع احتماليه خلل في الرابطة النفسية الطبيعية التي تنشأ بين الآباء والأبناء، وذكر التقرير وجود أعراض قلق واضحة لدى الطفلين. واختتم التقرير توصيته ببرنامج تأهيلي مكثف لتجاوز الأزمة الدائمة في حياة الأسرتين مع ضرورة توفير الإمكانيات المادية اللازمة لتسهيل حياة الأسرتين بجانب بعضهما البعض.
غياب التأهيل النفسي
وقال والد الطفل السعودي محمد سالم آل منجم أن العائلتين لم يؤهلا نفسيا، ولم تقم وزارة الصحة بذلك وأضاف: يقولون إن الزمن كفيل بشفاء الجروح وأن من يبعد عن العين ينساه القلب ولكن هاتين المقولتين لم تجديا مع العائلتين صنعا؛ فلا الزمن كفل لهم لمّ الجراح ولا بعد الطفلين ضمن لنا الراحة النفسية والانسجام فبين طفل ربيناه وبين طفل نحن والداه الحقيقيان نعيش ألم الصراع والفراق فلا النفس تصدق الأحداث التي نعيشها ولا العقل قادر على نسيان لحظات الطفولة مع من ربيناه وتعلق قلبنا به علي ويعقوب والعائلتان هما ضحية كبيرة لما وقع ولا احد يدفع ثمن ذلك سوانا والطفلين ولكن نسأل الله أن يعيينا على ما نحن فيه.
وأضاف أن عقد المنزل الذي قامت وزارة الصحة باستئجاره للعائلتين ينتهي بنهاية الشهر الحالي، وهو ما يزيد الوضع تعقيدا من وجه نظره، مطالبا وزارة الصحة بتمديد العقد مع إيجاد برنامج تأهيلي لجميع أفراد العائلتين لأن الوضع النفسي يزداد سوءًا يوما بعد يوم، واشار الى أن النفور لازال من يعقوب تجاه والديه الحقيقيين وإخوانه قائما ومازال تعلق قلبه بالعائلة التركية كبيرا، مؤكدا أن ابنهم علي الذي عاش في كنفهم طيلة 4 سنوات قبل اكتشاف الخطأ يدرس حاليا بتركيا وانه هو ووالدته يقومون بالاتصال عليه بصفة دائمة والحال أيضا بالنسبة للعائلة التركية التي يقوم يعقوب بالاتصال عليها بصفة دائمة أو أنهم من يتصل عليه أيضا، ويضيف آل منجم مهما تكلمت فلن استطيع التعبير عما نعانيه من مشاكل نفسية انعكست على تربية الأبناء وعلى وضع العائلة في المنزل، فزوجته لازالت حتى اللحظة تعيش وضعا نفسيا سيئا بسبب رحيل علي عنا من اجل الدراسة بتركيا، ومما زاد الأمر سوءًا غياب التأهيل النفسي منذ البداية، حتى أصبحت العائلتان في وضع نفسي غير جيد. ويضيف آل منجم أن العائلتين السعودية والتركية يقومان بالسفر إلى دولة كل منهما على حسابهما الخاص بغية اللقاء وعدم البقاء طويلا دون لقاء.
الجدير بالذكر أن الطفل يعقوب يدرس حاليا في الصف الثالث ابتدائي بإحدى المدارس الخاصة على نفقة صاحب المدرسة الخاصة.
من جهته قال محامي الأسرة السعودية عبدالله رجب اليامي أن القضية لازالت لدى ديوان المظالم بعد ان تقدموا بطلب استئناف على أثر رفض القضية قبل نحو عام من الآن ولا زالت في محكمة الاستئناف للبت فيها.
قال مستشار وزارة الصحة للطب النفسي الدكتور عبدالحميد الحبيب إن الوزارة مستعدة لإعادة تأهيل الأسرتين السعودية والتركية إذا رغب أفرادها في ذلك. وأشار إلى أنه لا يعلم شيئًا عن التقرير الطبي ولا يستطيع الحكم عليه دون رؤيته، مؤكدًا أن العائلتين السعودية والتركية هم من قرر مواصلة العلاج النفسي بطريقتهم الخاصة، رغم عرض البرنامج العلاجي النفسي عليهم، وفضلوا مواصلة الموضوع قانونيًا. وأكد استعداده إذا رغبت الأسرتان في تأهيل نفسي والتسجيل من جديد فإنه لا مانع لدى الفريق الطبي من ذلك.