الأخبار السياسية والدولية

صحيفة “الجورنال” هدية ساركوزي لقطر قدم ليبيا على طبق من ذهب

ذكرت صحيفة الجورنال في مقال لجون ماكنسين أنه يبدو أن أحلام نيكولا ساركوزي كبيرة جدا أكبر من فرنسا أحيانا كثيرة فهو يحلم أن يصبح ديغول فرنسا الجديد. لكن قد يتذكره التاريخ بغير ذلك، حيث أنه قدم ليبيا على طبق من ذهب لقطر مبينة أن النتيجة ستكون علاقة خطيرة وغير محسوبة النتائج بين ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني.

وأوضحت -وفقاً لما نقله المرصد الليبي للإعلام- أنه منذ مقتل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي ونهاية الحرب لم تعد قطر تلعب الدور الثانوي بل أعلنت عن نواياها بلعب الدور الأهم في ليبيا وذلك أمام أنظار العالم وبأوراق مكشوفة. فاليوم كشفت الإمارة الخليجية الصغيرة بمساحتها الكبيرة بقوتها أنها قد أرسلت مئات من المقاتلين للأراضي الليبية في الأسابيع الأخيرة كما عبرت عن استعدادها لقيادة قوات دولية لمرحلة ما بعد حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويظهر أن قطر وفقاً للصحيفة- قد وضعت برنامجا واضحا لليبيا تصبح فيه هذه الأخيرة دولة إسلامية تكون متقاربة مع السلطة في قطر. وأكدت أنه لا أحد تحدث عن المساعدة القطرية من ناحية الأسلحة والخبرات العسكرية التي تلقتها قوات القائد العسكري لطرابلس عبد الحكيم بالحاج عند دخولها لطرابلس.
كما أشارت أنه يوجد في الطرف الآخر علي الصلابي الأب الروحي للإسلاميين في ليبيا والذي كان منفيا لسنوات في قطر وكثيرا ما هدد المجلس الوطني الانتقالي بسحب الثقة والشرعية منه.

[COLOR=#FF5C00]
قطر وساركوزي[/COLOR]

وقالت إنه يجب العودة لسنة 2007 لفهم العلاقة الشائكة بين ساركوزي والدوحة. ففي تلك السنة ساهمت زوجة ساركوزي سيسيليا اتياس في حصول الممرضات البلغاريات على الإفراج من السجون الليبية بعد اتهامهم بحقن مئات الأطفال من بنغازي بفيروس نقص المناعة (الإيدز). وكان أول نجاح لإدارة ساركوزي لكن لا أحد تحدث عن 320 مليون يورو التي استعملتهم السيدة الأولى في فرنسا لشراء القرار من حاشية العقيد معمر القذافي.

وفي تلك الفترة قدمت قطر هذه الأموال وقالت صحيفة لموند الفرنسية لا أحد يعرف متى سيكون على ساركوزي أن يقدم الثمن وكان المقابل سريعا فمنذ 2009 صدر قانون يعفي قطر من الضرائب في قطاع العقارات. ومنذ ذلك الوقت انتقلت مليارات الإمارة نحو باريس وضواحيها لاقتناء أفخم النزل والمباني.
ويبدو أيضا أن رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم بلاتيني كانت له كلمته في دعم ملف قطر للحصول على تنظيم تظاهرة كأس العالم سنة 2022.

[COLOR=#FF0F00]مصالح[/COLOR]

واليوم يظهر أن الحرب في ليبيا لها العديد من الخفايا بين قطر وفرنسا وما هي إلا أسرار اقتصادية بالأساس.ففي سنة 2008 عندما تمكنت شركة إيني البترولية الإيطالية من دعم دخول العملاق الروسي غازبروم لليبيا فإن قطر ثالث منتج للغاز في العالم بعد روسيا وإيران فقدت مكانها في مد القارة العجوز بالغاز وحلت محلها الشركة الإيطالية فتدخلت فرنسا سريعا لتضمن للإمارة نصيبا من السوق الأوروبية.

أما اليوم مع سقوط القذافي وفقدان إيطاليا لمكانها فسيكون الباب مفتوحا لقطر قبل كل شيء خاصة بعد إعلان القادة الجدد أن روسيا لن يكون لها نفس المكانة التي كانت تحظى بها مع القذافي.