نتائج «قياس» تفجّر مفاجأة .. المدارس الأهلية تكتسح الحكومية في القدرات
فجّر ترتيب المدارس السعودية، الذي أعلنه المركز الوطني للقياس والتقويم أمس، مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف تفوق طلاب المدارس الأهلية على أقرانهم في المدارس الحكومية، حيث اكتسحت المراكز العشرة الأولى في أغلب التخصصات، سواء القدرات أو التحصيلي للبنين والبنات، بينما تفوقت مدارس تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات (حكومية) للأقسام النظرية.
وتتعارض هذه النتائج مع الاعتقادات السائدة من أن المدارس الأهلية تحابي طلابها، وأن عمليات النجاح والتفوق فيها سهلة مقابل وجود صرامة في المدارس الحكومية.
المصادر سألت أمس الدكتور عبد الرحمن الحقباني – رئيس اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي في مجلس الغرف السعودية – عن مدلولات النتائج التي بينت تفوق المدارس الأهلية، فقال إنه يكشف أن النقد الموجه للمدارس الأهلية، والاتهامات التي تطالها من أنها جهة لبيع الشهادات، نقد سطحي لا يغوص في الأعماق، مبينا أن شهادة مركز متخصص ومحايد دلالة على حجم الدعم الذي تلقاه المدارس الأهلية والتعليم الأهلي بشكل عام من وزارة التربية ومتابعتها لسير العمل في هذه المدارس، فضلا عن حجم الجهد المبذول لتطوير وتأهيل وبناء شخصية الطالب. ولفت الحقباني إلى أن المقارنة الحقيقية تكشف تفوق المدارس الأهلية، خاصة أن عددها بحدود ثلاثة آلاف مدرسة مقابل أكثر من 30 ألف مدرسة حكومية. كما اعتبر أن تفوقها يأتي في الوقت الذي يكلف الطالب فيها بنحو 50 في المائة من تكلفة قرينه في المدرسة الحكومية.
وفيما حصلت ثماني مدارس أهلية على المراكز الأولى في اختبارات القدرات للتخصصات العلمية (بنين) مقابل مدرستين فقط في قائمة العشرة للمدارس الحكومية، خطفت سبع مدارس تحفيظ قرآن كريم على المراكز السبعة الأولى مقابل ثلاثة للمدارس الأهلية. وكان الاستثناء الوحيد من جميع النتائج حصول المدارس الحكومية (بنين) على المراكز المتقدمة في اختبار التحصيلي للبنين فقط، وذلك بتصدرها المراكز السبعة الأولى مقابل ثلاثة للمدارس الأهلية. وفي اختبارات القدرات للبنات حصدت المدارس الأهلية تسعة مراكز من عشرة مقابل مدرسة حكومية واحدة في المركز العاشر، وذهبت ثمانية مراكز لصالح مدارس تحفيظ القرآن الكريم مقابل مركزين للمدارس الأهلية. وقال المركز أمس: إن ترتيب المدارس تم بناءً على أداء طلابها في اختباري القدرات والتحصيلي لمدة ثلاث سنوات خلال الفترة من لأعوام من 1430- 1432هـ. وبيّن المركز أن ترتيب المدارس يعتمد على أداء الطلاب والطالبات، المنتمين للمدرسة في اختبارات المركز؛ وذلك بناءً على متوسط أداء الطلاب خلال آخر ثلاث سنوات، وإنه لضمان استقرار الترتيب وعدم تأثره بالطفرات غير الطبيعية، تم اعتماد متوسط آخر ثلاث سنوات لطلاب المدرسة، كما تم استبعاد المدارس التي يقل فيها عدد الطلاب عن عشرة طلاب في أي سنة من السنوات محل التقييم.
من جانبه، أوضح إبراهيم بن محمد الرشيد – مدير إدارة العلاقات والاتصال والإعلام – أن هذا الإعلان يهدف إلى شحذ همم المدارس إلى التنافس في تأهيل طلابها والرفع من مستواهم في مجال التعليم عموما، وفي مجال الأبعاد التي تركز عليها اختبارات المركز خصوصا؛ ليحظى طلابها بفرص أكبر في النجاح في التعليم الجامعي.
وفصل الرشيد فقال: إن القوائم تشمل المدارس العشر الأوائل في التخصصات العلمية والعشر الأوائل في التخصصات النظرية لاختبار القدرات العامة (بنين – بنات) والمدارس العشر الأوائل في الاختبار التحصيلي (بنين – بنات). ففي التخصص العلمي لاختبار القدرات العامة (بنين) اشتملت قائمة العشر الأوائل على مدرستين حكوميتين مقابل ثماني مدارس أهلية تصدرتها، بينما اشتملت قائمة التخصصات النظرية (بنين) على سبع مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وتصدرت القائمة مدرسة الإمام مسلم لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض. وبيّن الرشيد أن القوائم العشر الأوائل للتخصص العلمي لاختبار القدرات (بنات) شملت تسع مدارس أهلية ومدرسة واحدة حكومية، تصدرتها مدارس رياض الصالحين الأهلية في الرياض وفي التخصصات النظرية (بنات) كانت ثماني مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتصدرت القائمة المدرسة الأولى لتحفيظ القرآن الكريم في الهفوف، فيما اشتملت القوائم العشر الأوائل للاختبار التحصيلي الدراسي (بنين)، سبع مدارس حكومية وثلاث مدارس أهلية تصدرتها مدارس الجامعة الأهلية في الظهران.
وأبان الرشيد أن القوائم العشر الأوائل لاختبار التحصيلي الدراسي (بنات) للتخصص العلمي اشتملت مدرسة حكومية واحدة وتسع مدارس أهلية، كما اشتملت جميع المدارس العشر الأوائل لاختبار التحصيلي الدراسي (بنات) للتخصص النظري على مدارس تحفيظ القرآن الكريم تصدرتها المدارس الأولى لتحفيظ القرآن الكريم في الهفوف، مبينا أنه يمكن للمتصفح الحصول على موقع أي مدرسة في القائمة، وكذلك ترتيب المدارس في أي منطقة.