الأخبار المحلية

“البابونج”.. زهرة جميلة من الصيدلية الخضراء!

إن زهور البابونج التي تشبه أزهار اللؤلؤ أي لها مركز أصفر محاط بأطراف بيضاء وتعطي زيتاً لونه أزرق خفيف الزرقة. هذا النبات يُحب المناطق الظليلة جزئياً ويذبل في الشمس ويعطي زهوراً وافرة تدوم عدة أسابيع. بعد القطاف تجفف الزهور وتوضع في أواني محكمة الإغلاق وذلك للمحافظة على زيتها الطيَار. هناك أكثر من نوع من البابونج ويستخدم الألمان البابونج منذ فجر التاريخ لمعالجة المشاكل الهضمية وإدرار الطمث كما يستخدم في معالجة آلام الدورة الشهرية. أوصى أطباء الإغريق بتناول البابونج لمعالجة آلام الرأس واضطرابات الكلى والكبد والمثانة، وفي الهند القديمة كان أطباء الهند يستعملونه لنفس الأغراض السابقة. أوصى أطباء بريطانيا باستعمال أزهار البابونج لمعالجة الحمى ومشاكل الهضم وقصور القلب الاحتقاني ومن أجل إدرار الطمث. يعتبر البابونج اليوم أحد أكثر النباتات الطبية مبيعاً في العالم فهو لذيذ كمشروب شعبي ويدخل عطره في العديد من المستحضرات الجلدية وفي تركيب أنواع الشامبو فهو يلمّع الشعر الأشقر. تُصنع إحدى شركات المنتجات الصيدلية في ألمانيا مستحضراً من البابونج الممتاز يستعمل في الداخل والخارج فهو يفيد لمعالجة الجروح والالتهابات كما أنه يفيد لمعالجة عسر الهضم والقرحة ووصلت شعبية هذا المستحضر إلى القول بأنه ” قادر على كل شيء ” ولا نبالغ إذا قلنا بأن المزايا العلاجية للبابونج متعددة. دراسات حديثة عن البابونج أولاً : أدرجت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية البابونج في عداد النباتات التي ليس لها أي خطر. يمكن للنساء غير الحوامل وغير المرضعات استهلاكه دون خوف شريطة التقيد بالجرعات المحددة. ثانياً : يمكن تناول البابونج لغايات علاجية أو في حالة تناول أدوية أخرى باستشارة الطبيب. ثالثاً : تعترف عشرات الدراسات بالاستخدام التقليدي للبابونج كمنشط للهضم. وأظهرت الدراسات أن البابونج يزيل توتر الأمعاء بل وأن البابونج يساعد في شفاء قرحة المعدة. رابعاً : يجب على الحوامل الامتناع عن تناول البابونج . خامساً : أثبتت الدراسات أن زيت البابونج له خواص مضادة للفطريات ومضاد للبكتيريا وخاصة العنقودية وفي حالة حدوث جرح أو خدش أو حرق أن يُصنع نقيع مركز من البابونج ويطبّق على شكل كمادات على المنطقة المصابة . سادساً : أثبتت الدراسات الحديثة أن أزهار البابونج مهدئة ومريحة للأعصاب وتذهب الشعور بالقلق. سابعاً : أظهرت الدراسات الحديثة أن البابونج ينشط الجهاز المناعي ويفضل تناوله عند الإصابة بالرشح أو النزلة الصدرية . التحضير والمقادير يتم تحضير نقيع البابونج بأن نأخذ ملعقتين إلى ثلاثة ملاعق صغيرة من زهوره وتُنقع لمدة 15 دقيقة في الماء الغالي أو الساخن. لا يُؤخذ منه أكثر من ثلاثة فناجين في اليوم. في حال استعمال دواء تجاري للبابونج فيجب إتباع تعليمات الاستعمال المدونة على علبة الدواء. يمكن وضع بعض من زهور البابونج في شاش وتوضع في حمَام من البابونج للحصول على راحة ورائحة زكية في الحمَام. من النادر جداً أن تحدث حالات تحسسية للبابونج الألماني وهو المنتشر في بلادنا وعليه فإن النقيع المخفف والمستخدم بكميات قليلة هو الأفضل والكميات الكبيرة منه ممكن إن تسبب الغثيان. البابونج الروماني نبات معمر، زهوره بسيطة أو مزدوجة ويتأقلم تقريباً مع كافة أنواع التربة ويُفضل زراعته انطلاقاً من غُصينات صغيرة وترك مسافة 30سم بين النبتة والأخرى أو يمكن زراعته على شكل بذور ويصدر عن هذا النوع من البابونج نكهة مستساغة تذكر برائحة التفاح . البابونج الروماني اسمه بالانجليزي feverfew أي طارد للحمى وهذا اعتقاد خاطئ إذ أن القدماء اعتقدوا أن هذا النبات مقاوم للحميات وخاصة الملاريا. وفي القرن الثامن بدأ الأطباء في انجلترا باستعمال هذا البابونج في علاج الآلام المتعلقة بالرأس. آلام الشقيقة مع بداية السبعينات في القرن الماضي بدأ الأطباء في إعطاء أوراق البابونج الروماني لمرضى يعانون من صداع الشقيقة فذكر ثلاثة مرضى من عشرة أنهم قد تحسنوا تماماً وذكر السبعة الآخرون أن هناك تحسناً ملحوظاً في حالتهم وقد توالت الدراسات بعد ذلك وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا البابونج مفيد جداً في هذا النوع من آلام الرأس وقد نشرت الصحيفة البريطانية ” لانست LANCET” نتائج دراسات تُعزز هذا الاستعمال الطبي. هذا النوع من البابونج يخفّض أيضاً الضغط الشرياني وهذا أمر حديث ومدهش. على ما يبدو أن في مادة البابونج دواء ما بحيث يؤثر على البروستاجلاندين التي تعتبر السبب في الآلام والالتهابات وهذا الاستنتاج يدعم الاستعمال التقليدي للبابونج في أنه علاج فعال لآلام الطمث. طعم أوراق نباتات البابونج الروماني مُر جداً ولذلك فقد أخذت شركات الأدوية الألمانية هذا المشروع وأصبحت ُتنتج مستحضرات صيدلانية تحتوي المادة الفعالة بكمية محسوبة. يمكن أيضاً للبابونج أن يستعمل في غسولات الفم ولا ننسى أن البابونج الألماني قد يمنع تخثر الدم، لذا يجب على المصابين باضطرابات في تخثر الدم أو الذين يتناولون مضادات تخثر الدم مراجعة الطبيب. ومن الطريف ذكره أن النحل يكره البابونج الألماني ولله في خلقه شؤون.