الجزائر تبني أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين بكلفة مليار يورو
أعطيت اليوم إشارة الانطلاق للبدء في بناء جامع الجزائر الكبير بكلفة مليار يورو على مساحة 40 الف متر مربع يستوعب 120 الف مصل، وهو مشروع ضخم اراده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة معلما ثقافيا وحضاريا على ان يتم انجازه بعد 42 شهرا. وبتوقيع الشركة الصينية “شاينا ستيت كونستراكشن” والحكومة الجزائرية الثلاثاء على عقد بناء جامع الجزائر الكبير بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة، بدأ الانجاز الفعلي للمشروع.
ووقع العقد من الجانب الجزائري مدير الوكالة الوطنية لانجاز وتسيير جامع الجزائر الكبير محمد علوي بحضور وزير الشوؤن الدينية والاوقاف بوعبد الله غلام الله ومستشار رئيس الجمهورية محمد علي بوغازي. واكد غلام الله ان الاشغال “تبدأ فعليا اليوم (الثلاثاء) بعد التوقيع على العقد ومدة الانجاز ستدوم 42 شهرا بكلفة مليار يورو”. واعتبر وزير الشؤون الدينية ان جامع الجزائر الكبير “خاص” في كل شيء واكد انه “لا يوجد مثله في العالم لا في الماضي ولا في الحاضر لجوانبه الدينية والسياحية والاقتصادية”. واشار الى ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “الذي شيد الطريق السريع شرق-غرب (1200 كلم بحوالى 14 مليار دولار) اراد ان يترك اثرا” بهذا المشروع المتميز بمنارته التي سيصل علوها الى 270 مترا وعمق 48 مترا تحت الارض.
ويعرف عن الرئيس بوتفليقة تدينه والمامه بالتاريخ الاسلامي واحترامه للزوايا والطرق الصوفية. وكان الرئيس الشاذلي بن جديد (1979-1992) خلد حكمه بمشروع مقام الشهيد (92 مترا) الذي يمكن رؤيته من اي مكان من الجزائر العاصمة. وستتكون منارة جامع الجزائر من 25 طابقا، ويمكن صعود الى سطحها باستخدام ثمانية مصاعد لرؤية خليج الجزائر في البحر الابيض المتوسط. وتعد منارة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب اعلى منارة في العالم حاليا بعلو 210 امتار.
وكان بوتفليقة وضع حجر الاساس للمشروع في 31 تشرين الاول/اكتوبر، وتطلب مراجعة العقد المتكون من عشرين مجلدا تضم 12 الف صفحة اربعة اشهر. وقدمت لجنة مكونة من مؤرخين و مهندسين معماريين ومختصين في الفن الإسلامي تصورها لجامع الجزائر الكبير لمكتب الدراسات الالماني المكلف بالمشروع، بحسب مسؤول في وزارة الشؤون الدينية. وقال مدير وكالة انجاز الجامع محمد علوي ان “كل الهندسة والحسابات الرياضية لجامع الجزائر مبنية على ثلاثة ارقام هي واحد وثلاثة وخمسة”. واوضح “واحد لله وثلاثة للحياة والموت والبعث وخمسة لاركان الاسلام”.
وسيتكون جامع الجزائر الواقع بحي المحمدية بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة من 12 عمارة تحتل مساحة 20 الف متر مربع اما المساحة الاجمالية للمشروع فهي 40 الف متر مربع. وستتسع قاعة الصلاة ل120 الف مصل ودار للقرآن (مدرسة عليا) بسعة 300 مقعد لفائدة طلاب الكفاءة والدكتوراه علاوة على مركز ثقافي إسلامي ومكتبة تضم 2000 مقعد ومليون كتاب اضافة الى قاعة محاضرات ومتحف للفن والتاريخ الاسلامي ومركز للأبحاث حول تاريخ الجزائر.
وسيتم رفع ارضية المسجد حوالى سبعة امتار لتصبح بنفس مستوى الطريق السريع المحاذي لها، لانجاز مواقف تتسع ل4000 سيارة. وقام مجمع الماني بدراسة المشروع اما اشغال التهيئة للانطلاق في انجاز جامع الجزائر الكبير فبدأت في 2008. وقال محمد علوي ان المشروع “سيوظف 17 الف عامل منهم 10 الاف جزائري في مرحلة البناء، وبعد التسليم سيعمل في ادارة الجامع ما بين 1500 و2000 موظف”. ووعد مدير فرع الجزائر للشركة الصينية “شاينا ستايت كونستراكشن” شان وانجيان بتسليم المشروع “في الاجال المحددة والنوعية الجيدة”. وقال “خلال المدة الطويلة التي عملنا فيها بالجزائر عرفنا كيف نتأقلم مع الوضع الجزائري وهذا ما ساعدنا على الفوز بصفقة بناء جامع الجزائر الكبير”.
وتعمل الشركة الصينية في الجزائر منذ 30 سنة واشتهرت ببناء اكبر خمسة فنادق بالجزائر خاصة منها شيراتون الجزائر وشيراتون وهران ورونيسونس بتلمسان (غرب). وروعي في هندسة الجامع الجنب البيئي، اذ وضع المهندسون تقنية خاصة لتجميع 30 الف متر مكعب من مياه الامطار وتخزينها لاستخدامها في ري المساحات الواسعة من الحدائق المحيطة بالمسجد. وتشتهر الجزائر العاصمة بثلاثة مساجد تاريخية، هي الجامع الكبير (القرن الحادي عشر ميلادي) والجامع الجديد (القرن السابع عشر) وجامع كتشاوة المبني في نهاية القرن الثامن عشر والذي حوله الاستعمار الفرنسي (1830-1962) الى كنيسة، قبل ان يعود الى اصله عند استقلال الجزائر.