أجرة توصيل تكشف سر اختفاء مواطنة وابنتها
أظهرت تفاصيل جديدة حول اختفاء مواطنة وابنتها في منطقة نجران قبل ما يقارب 3 أشهر، حصر الاشتباه في 5 أشخاص من ضمنهم امرأتان أثيوبيتان وسائقان سعوديان ورجل أفريقي آخر.
وكانت القضية بدأت في 23 نوفمبر 2011 عندما فوجئ مواطن باختفاء زوجته وابنته البالغة من العمر 13 عاما، وذلك بعد عودته من رحلة سفر قام بها إلى ذويه في محافظة فيفا بمنطقة جازان. وبعد عدة تحريات أجرتها الجهات الأمنية وفيما يشبه بعض الحبكات البوليسية، وبالرجوع إلى فواتير جوال المواطنة اتضحت بعض الخيوط التي يمكنها المساعدة في العثور عليها وعلى ابنتها.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل القضية إن التحقيقات كشفت اتصالات حديثة دارت بين الزوجة المتغيبة والعاملة التي كانت تعمل لديها قبل عدة سنوات، وتم التحفظ على العاملة بعد العثور عليها في جدة والتحقيق معها في نجران.
وأضاف أن المتغيبة اتصلت بالعاملة وتدعى “فسيكا” قبل وأثناء وبعد اختفائها وتحمل جوالا باسم شخص يدعى جمال هاشم، حيث ثبت لدى الجهات الأمنية تواصل المتغيبة مع العاملة عبر الجوال بتواريخ 21 و 22 و 23 و 24 من شهر نوفمبر الماضي.
وكانت الجهات الأمنية في محافظة جدة خاطبت الجهات الأمنية في نجران بالخطاب رقم 525 وتاريخ 6 /2 /1433 وأفادتها بالقبض على العاملة واتضح من خلال التحقيق معها أنها كانت على تواصل بالمتغيبة.
وأضاف المصدر أن المتغيبة غادرت نجران متجهة إلى جدة وذلك بمساعدة عدد من الأشخاص، مبينا أن التحقيقات كشفت أنها كانت على تواصل مع شخص (أسمر اللون) يعتقد أنه أفريقي الجنسية، وهو نفس الشخص الذي استلمها من مواقف سيارات الأجرة في محافظة جدة وذلك حسب إقرار السائق (أ. س. ق) الذي أقر أثناء التحقيق أنه التقى برجل أسمر البشرة يدعى أبو سلطان، واتفق معه الأخير على إحضار عائلة من منطقة نجران بمبلغ 2000 ريال واستلامهم والتوجه بهم إلى شارع بن لادن في جدة، إلا أن الجهات الأمنية تابعت رقم جوال أبو سلطان، حيث اتضح أنه ضمن الشرائح المسبقة الدفع ولم يتم التوصل إليه في حينها. في غضون ذلك، ألقت الجهات الأمنية في جدة القبض على رجل أثيبوبي يدعى محمد حسن إسماعيل، وذلك للاشتباه فيه بأنه يعرف شيئا عن السيدة لكونه يرد على الاتصالات الواردة إلى جوالها، وسلمته الجهات الأمنية إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام بجدة.
إلى ذلك، أكد المصدر أن المتغيبة وابنتها وصلا إلى جدة من خلال مرحلتين، الأولى نقلتا من نجران إلى محائل عسير والثانية من محايل عسير إلى جدة، مشيرا إلى أنه تم تحديد نوع السيارتين والمعلومات حولهما.
وأفاد قائد السيارة الأولى (م. ق) أنه اتصل به سائق السيارة الثانية وهو من أقاربه وألح عليه إيصال المتغيبة وابنتها إلى محايل عسير، على أن يتولى الثاني نقلهما إلى جدة، مقابل تقاسمهما مبلغ 2000 ريال كأجرة توصيل. وأقر السائق الأول أن رجلا اتصل عليه يطلب منه مقابلته أمام أحد الأسواق في حي الفهد بنجران، وبحسب إفادته في التحقيقات، فقد تبين أن الرجل الذي اتصل عليه هو شاب في العشرينات من العمر، كان يرافق المرأة المتغيبة وابنتها، وأنه نقلهما بسيارته من نجران إلى محائل عسير، ومن ثم تكفل السائق الثاني بإيصالهما إلى جدة.
ولا تزال الجهات المختصة تحقق في القضية سعيا إلى فك لغز الاختفاء الغامض للسيدة وابنتها، وتتحفظ أيضا على العاملة الأثيوبية في سجن نجران العام.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه زوج المتغيبة الجهات الأمنية بعدم الإفراج عن أي متهم في القضية، خاصة العاملة فسيكا التي استغنى عن خدماتها نظرا لأنه يشتبه بها في أعمال سحر موجهة ضد أسرته قبل سنوات، مشددا على ضرورة إحضار الشاب الذي يبلغ من العمر 24 عاما والذي أقر سائق السيارة الأولى والسيارة الثانية بأنه رافق عائلته إلى جدة بصفته محرما لهما، مؤكدا أنه كان يتصل على جوال زوجته فيجيبه شخص لهجته أفريقية ويقول إنه في محافظة جدة. في غضون ذلك، أضاف المصدر أن جميع الأطراف المشتبه بهم تم التحفظ عليهم ويتم التحقيق معهم في كل من نجران وجدة.