سعوديات يبحثن عن مواطنات يقبلن وظيفة «مدبرة منزل» على رغم الرفض الاجتماعي
كشف عدد من مكاتب الاستقدام في المنطقة الشرقية، عن تلقيهم اتصالات من سيدات سعوديات، للسؤال عن مدى توافر مدبرات منازل سعوديات. فيما برزت ردود فعل «ساخطة» على فكرة عمل المرأة السعودية «مدبرة منزل». وعزا الرافضون موقفهم إلى «عدم توفير الأمان للمرأة، في حال عملها في هذا المجال». وأقام أحد المواقع الالكترونية تصويتاً حول تقبل عمل المرأة في هذا المجال، وكانت نسبة الرفض 91 في المئة. فيما ما زال التضارب في الرأي على الساحة حول عمل المرأة بالأساس، سواءً مدبرة منزل، أم غيره من المهن.
وقال نور الدين محمد، الذي يدير مكتب استقدام في محافظة القطيف: «تلقينا اتصالات عدة من سعوديات، يسألن عن إمكان توفير عاملات منازل سعوديات، ونحن لا نعمل في هذا المجال، إذ نتعامل مع الاستقدام فقط». فيما أشار زميله مصطفى بدر، الذي يعمل مكتبه في مدينة الدمام، إلى أن الجمعيات الخيرية «قد توفر مدبرات منازل سعوديات»، مضيفاً: «سمعت عن تعامل سعوديات مع جمعيات خيرية، للعمل لدى أسر سعودية، بسرية تامة. وأعتقد بأن توفير هذه النوعية من العمل للسعوديات فيه الكثير من المسؤولية على الجهة التي تشرع في توظيفهن»، لافتاً إلى أن ذلك «لا يجاري العادات والتقاليد في المملكة».
ونظمت إحدى الجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية، أخيراً، دورة لتأهيل 20 فتاة، للعمل تحت مسمى «مساعدة ربة منزل». وأوضح المسؤول عن التوظيف والتأهيل في الجمعية ذاتها، أن الجمعية «بدأت في الإعداد لدورة التأهيل منذ خمس سنوات، لتوفير فرص العمل الشريفة لفتيات محتاجات، وعقدت الدورة المكثفة الموجهة لفتيات تفوق أعمارهن 35 سنة. وتم إعطاؤهن دورات متفرقة، في الطهي والنظافة، والعناية في الأطفال وكبار السن، والإسعافات الأولية في حال الطوارئ والحوادث المنزلية، إلا أن الفتيات لم يكن راغبات في العمل بعد انتهاء الدورة». وأضاف: «مهما حاولنا تجميل المسمى، فهذه المهنة لن تسمى العاملة فيها إلا خادمة». وقال: «في حال عملت الفتاة السعودية في هذه المهنة علينا تأمين عدد من الأمور، خصوصاً إن كان باب التوظيف من الجمعيات الخيرية، من قبيل وضع حد أدنى للراتب وساعات العمل، وتأمين المواصلات، مع التأكد من أخلاقيات صاحب المنزل، وأن تكون ساعات العمل بوجود ربة المنزل».
وقالت المدير التنفيذي للقسم النسائي في جمعية مضر الخيرية كرماة المرهون: «على رغم عدم يقيني من إمكان استيعاب المجتمع وتقبله لعمل السعودية مدبرة منزل، إلا أنني اعتقد أنه لو تم طرح الأمر على الجمعية الخيرية، وفق ضوابط وشروط معينة، وبالتعاون مع الجهات الحكومية، فسيكون أكثر أماناً بالنسبة إلى الراغبات في هذا العمل»، مستدركة أن هناك «خطوات يتم إجراؤها عن وعي، لنقدم فتياتنا لأمر لا نعلم عواقبه، وفي هذه الحال؛ سيتم النظر في الأمر من الجمعيات الخيرية». وأضافت: «توجد لدينا طلبات توظيف لسعوديات من حملة البكالوريوس، تقدمن للعمل عاملات نظافة، أو حاضنات ضمن الحضانة في الجمعية، وعقدت الجمعية أخيراً، أمسية توظيف لسعوديات ضمن القطاع الخاص».
بدوره، قال مسؤول التأهيل والتوظيف في جمعية القطيف الخيرية زكي العبد الجبار: «نسعى إلى تأمين وظائف للفتيات أكثر أماناً ورقياً من مدبرة منزل»، مضيفاً: «عقدت الجمعية أخيراً، أمسية للتأهيل والتوظيف، حضرتها أكثر من 600 فتاة. ونعتبر هذا العام هو عام توظيف السيدات، إذ حضر نحو 22 شركة ومؤسسة. ومعظم الوظائف كانت عبارة عن سكرتارية، ومسوقات، ومدرسات لأطفال التوحد. كما تم الاتفاق مع احد مصانع الخياطة، الذي سيتم إطلاقه قريباً، لتزويده بالموظفات. وعقدنا اجتماعات عدة مع مدربات خياطة».
وأبان العبد الجبار، أن دورهم، «لا يقتصر على دور الوسيط فقط، وإنما التأكد من طبيعة العمل وضمان حق الموظفة في بنود العقد، إضافة إلى تأمين المواصلات للموظفات»، مردفاً: «عمل المرأة كمدبرة منزل لا عيب فيه، إلا أن المجتمع لم يعتد عليه، وإن حصل؛ فنحن في حاجة إلى ضوابط تحكمه».