تقنية تكشف أرقام هواتف المشاهير ومواقعهم
انتهى عصر سرية أرقام الهواتف الشخصية للمشاهير أو المسؤولين أو حتى عموم الناس، سواء للهاتف الثابت أو المحمول ولم يعد الوصول إليها مستحيلا أو يحتاج إلى واسطة أو بذل مجهود، بل تعدى الأمر ليصبح تحديد موقع التواجد وتتبع التحركات سهلا جدا، بعد أن ظهر على الإنترنت برنامج “number book” المستضاف بمدينة هاينا الألمانية، الذي جعل الأرقام الخاصة بمتناول الجميع بمجرد تحميله على الهاتف المحمول سواء كان من منتجات أبل أو أندرويد أو بلاك بيري أو نوكيا.
البرنامج الذي كشفت أداة “جاد جيت” الخاصة بباحث جوجل الرسمية للتعرف على مقدار البحث الذي تم عن مصطلحات معينة عبر الزمن، أن البحث عنه بدأ مطلع أبريل الحالي ولاقى رواجا كبيرا في نسب البحث، يجده الكثيرون مفيدا لرغبتهم بمعرفة شخصية من يتصل عليهم بهدف الإزعاج أو المعاكسة فيما هناك من يجده مزعجا لقيامه بنشر رقمه الخاص عند أشخاص لا يرغب بالتواصل معهم أو لا يعرفهم أساسا.
تنصيب البرنامج سهل جدا عبر الدخول إلى موقعه المجاني على الإنترنت واختيار نوع الهاتف المحمول المراد تحميل البرنامج عليه وبخطوات بسيطة دون الحاجة إلى تسجيل كمشترك جديد يتيح البرنامج خدماته في البحث سواء عن طريق الاسم أو الرقم في البلد الذي يتم تحديده، غير أنه وبمجرد تحميله والموافقة على شروط الاستخدام يسحب جميع البيانات الموجودة في قائمة جهات الاتصال ويرفعها إلى سيرفر خاص يتغذى بالأرقام المسجلة ويبثها للجميع بدون رقابة وبحسب الاسم المسجل في الهاتف المحمول.
من الناحية القانونية لا يعتبر رقم الهاتف الثابت أو المحمول ملكية شخصية كما يؤكد المحامي والمستشار القانوني ريان مفتي، الذي يجد أن الموافقة على تنزيل مثل هذه البرامج تتضمن الموافقة على الشروط، وبذلك يكون صاحب الهاتف المحمول تنازل عن أي حقوق لديه في ملكية المعلومات داخل الهاتف سواء كانت أرقاما أو صورا أو مقاطع فيديو أو مستندات نصية وغيرها، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن لدينا في عدم وجود ثقافة قراءة الشروط والتحذيرات وماذا يمكن أن نخسر مقابل تنزيل مثل هذه البرامج.
خبير تقنية المعلومات المهندس محمد القحطاني، لا يرى التحدي في هذه البرامج بنقل أو توزيع أرقام الهاتف المحمول أو الثابت بل يتعدى ذلك إلى أن مثل هذه البرامج كما أنها تسحب بيانات الجهاز المتضمنة لمعلومات الحسابات الشخصية سواء في البنوك أو البريد الإلكتروني أو غيرها من صور ومقاطع فيديو ومستندات شخصية، فإنها تزود الجهاز بمعلومات أو فيروسات أو برامج حيث إنها من الممكن جدا أن تزرع برامج تجسس تحدد موقع الشخص أو حتى تسجل أو تنقل الحديث الدائر سواء خلال مكالمة مفتوحة أو عند إغلاق الخط أو تحويل المكالمات الواردة إلى أرقام أخرى، حيث إن تنزيل مثل هذا البرنامج يفتح منفذا بين الجهاز وبين سيرفر الموقع يمكن صاحب الموقع من عمل أي شيء يريده في الهاتف المحمول الذي نزل عليه البرنامج.
ويضيف القحطاني من خلال البحث وجدت أن الموقع مستضاف في أميركا ولديه رديف في مدينة هاينا بألمانيا ويتمتع بحماية أمنية معقولة وهو غير مدرج بأي قائمة حظر في أي دول بالعالم، مشيرا إلى أن هذه التقنية بصفة عامة ليست جديدة بحد ذاتها حيث سبق هذا البرامج العديد من البرامج منها برنامج “WhozCalling” الذي ظهر في أواخر أكتوبر الماضي غير أنه لم ينتشر بنفس السرعة أو مدى الانتشار مع ميزته عن سابقه بأنه يظهر اسم الشخص بمجرد الاتصال وحتى لو لم يكن مسجلا في قائمة جهات الاتصال.
ويؤكد القحطاني أن الاستخدام الأمثل لمثل هذه البرامج إن لزم الأمر هو من خلال شريحة وهاتف جديدين لا يحتويان أية معلومات، مما ينعش حركة بيع الهواتف المحمولة لرغبة الناس الدائمة في استخدامات التقنية الجديدة، مشيرا إلى أن السعوديين معروفين بهوسهم بالتقنية ومحبتهم للتجربة، حيث إنه كلما توفرت بنية اتصال مناسبة للإنترنت أصبح المستخدم ضحية لمثل هذه البرامج وغيرها. ويتابع هذه التقنية ستنعش أيضا فواتير شركات الاتصالات عبر الاشتراك بخدماتهم لفلترة الاتصالات الواردة غير المرغوبة، بدلا من أن يضطر الأشخاص الذين تم نشر أرقامهم إلى تغييرها بأرقام جديدة مع أمكانية نشرها مجددا بدون سوء نية من الأشخاص الذين ينشرونها أساسا حيث إنه بمجرد تحميل البرنامج على الهاتف المحمول يقوم البرنامج برفع الأرقام الموجودة في سجل الهاتف إلى سيرفر البرنامج ولكن لا توجد طريقة لمنع صاحب الموقع من الحصول على أية معلومات خاصة داخل الهاتف أو تتبع تحركات الهاتف والتنصت عليه بمجرد تحميل البرنامج.