الأخبار المحلية

اختصاصي : أمراض «الشرايين» و«السكري» تزيد من نسب بتر الأعضاء في السعودية

أكد اختصاصي الأطراف الاصطناعية بدران حسين ، أن الطلب زاد في السنوات الأخيرة على الأطراف الاصطناعية في المملكة بشكل ملاحظ، مرجعاً ذلك إلى زيادة نسبة الحوادث المرورية، وكثرة المصابين بأمراض السكري والشرايين التي تؤدي إلى بتر الأعضاء المصابة.

وقال: «نستقبل في العيادة كل يوم معدل ثلاث حالات بتر غالبيتهم من الذكور، وتعود غالبية أسباب بتر أعضائهم إلى إصابتهم بأمراض السكري أو الشرايين، أو حوادث السير أو في بعض الأحيان الحوادث الاصطناعية».

ويلفت حسين الذي يعمل في أحد مستشفيات القطاع الخاص، إلى تراجع أعداد الإناث اللائي تتطلب إصابتهن بتر أعضائهن بشكل ملاحظ، ووصفهن بأنهن أصبحن أكثر وعياً، واهتمامًا بالغذاء والصحة، ما ساعد كثيراً في الحفاظ على سلامتهن.

وأشار إلى أن ثمة ندرة في اختصاصيي الأطراف الاصطناعية في السعودية، وعدم توافر مصانع لمواد تلك الأطراف في المنطقة العربية، وأضاف: «للأسف، لا يوجد في منطقة الشرق الأوسط بالكامل مصنع لمواد الأطراف الاصطناعية وأجهزتها، باستثناء دولة تركيا التي يوجد بها أحد المصانع، لكنها ليست بجودة عالية كالقطع الأوروبية أو الألمانية، لأن من الأمور المهمة في القطعة، الجودة والمتانة والوزن، وبطبيعة الحال يسبب ذلك تزاحماً وضغطاً كبيرين على سوق الأطراف الاصطناعية في المملكة». وزاد: «هذا الأمر لا يقتصر فقط على المصانع، بل إن اختصاصيي الأطراف الاصطناعية في المملكة قليلون، والحاجة ماسة لعدد أكبر من هؤلاء الاختصاصيين».

وعن وعي المصابين بكيفية التعامل مع أطرافهم الاصطناعية، أجاب: «هناك تنوع في أحوال التعامل مع الطرف الاصطناعي، فهناك المريض الكسول الذي لايهتم بتنظيف طرفه والعناية به، وهناك المندمج مع الطرف، وهذا لا يقوم بترك الطرف طيلة الوقت، وهذه الطرق تؤثر على الطرف سلباً، وتساعد في سرعة تلفه، ونلاحظ ذلك كثيراً على المصابين».

ونوه اختصاصي الأطراف الاصطناعية، بأن أهم مشكلات المريض مع الأطراف الاصطناعية هي كلفة العلاج، وقال: «يجب أن تُوجد لدينا جمعيات تُعنى بهؤلاء المرضى، وتوفر لهم العلاج والأطراف الاصطناعية، لأنها مكلفة جداً، وتبدأ أسعارها من 14 ألفاً إلى 125 ألف ريال، وهذا بالتحديد في ما يخص بتر أسفل الركبة».

من جانبه، اعتبر محمد المنهاري والذي فقد أحد أطرافه السفلى، أن ندرة اختصاصيي الأطراف الاصطناعية في المملكة، أسهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار عيادات الأطراف الاصطناعية، وأضاف: «إن المراجعة لدى اختصاصي الأطراف الاصطناعية مكلفة جداً، ونحن مضطرون للدفع لعدم توافر خيارات أخرى».

ويتفق أحد المصابين قدم اصطناعي. (فضل عدم ذكر اسمه) مع المنهاري، إذ يقول: «إن قلة عيادات الأطراف الاصطناعية واختصاصييها ترفع من الكلفة، فنحن ندفع مبالغ كبيرة جداً، علاوة على انتظارنا لفترات طويلة حتى يجهز الطرف».

وأضاف: «الحصول على بعض الأطراف يتطلب السفر إلى الخارج (بلد المصنع)، وذلك عند حدوث أي خلل بها أو عند صيانتها، وهذا يجعلنا ننتظر طويلاً».

وطالب فهد السناني وهو والد ابن بترت قدمه، بأن تهتم المستشفيات الحكومية بعيادات الأطراف الاصطناعية، وأن تكثف من وجودها في المستشفيات، لأنه يجد الكثير من المعاناة في إيجاد موعد فوري لدى أحد الاختصاصيين للكشف على طرف ابنه والأهتمام به، وقال: «أي تأخر في الكشف على الطرف الاصطناعي يفاقم المشكلة، ويسبب أمراضاً جلدية وبكتيريا في مكان العضو، ما يشغلنا بعلاج مشكلات صحية أخرى».