باحث: عواجيز الليبرالية لا يفرقون بينها وبين “المرقوق”
انتقد الباحث والكاتب الصحفي بدر العامر الليبرالية السعودية وشخوصها، واصفا الكثير من مدعيها بأنهم إمّا منبهرون حضاريا من الغرب، أو رجيع الصحوة الإسلامية.
وقال العامر خلال ورقة “مطارحات الليبرالية السعودية في الإنترنت” طرحها في الجلسة الفكرية التي عقدتها جماعة فكر بنادي القصيم الأدبي مساءَ أول من أمس وأدارها سلطان العثيم في قاعة النادي الرئيسة بمدينة بريدة، إنه وصل إلى ذلك بعد دراسة وتتبع لتاريخ الليبرالية في المملكة على مدى 15 عاما.
وأكد أن “عواجيز الليبرالية” لا يفرقون بينها وبين “المرقوق” – بحسب وصف العامر – مشبها تلك الطبقة بسماسرة العقار، وشريطية السيارات، وكذلك طبقة الليبراليين الشبحيين، الذين وصفهم بأهل العربجة الفكرية والسفاهة، ممن ينكأون المقدس نكاية بالخصوم فقط.
وسرد العامر في الجلسة تجربته الخاصة في مطارحات الليبرالية السعودية، وتناول مراحل نقاشه وحواراته مع الليبراليين السعوديين في فضاء الإنترنت، معرجا على منتدياتهم الإلكترونية المشهودة والجامعة لهم، متحدثا عن أبرز المسائل التي تمت مناقشتها معهم، وشكلت بؤرة الصراع المحتدم، كغموض مصطلح “ليبرالي” والاختلاف في مفهومها، وتفاوت تعريفها من قبل العديد من التيارات الفكرية والعلمية، وموقف الليبراليين من السلفية المعاصرة، مبديا اندهاشه من التوجه العام الذي ينحاه الليبراليون في هجومهم على السلفية والوهابية، وإغفالهم الكثير من المذاهب والتيارات والأفكار الأخرى كالصوفية مثلا والشيعية.
عقب ذلك، قسم العامر الليبراليين السعوديين، إلى عدة طبقات، منها: طبقة المخضرمين الأوائل، ممن عايشوا نشوء الحركات القومية، وانخرطوا في الأحزاب والتيارات الناصرية والبعثية والقومية العربية، فطبقة الليبراليين الفلاسفة، ممن يعتبر الفكرة الليبرالية بديلا مرجعيا وشموليا للحياة، مبينا أن تلك الطبقة تستمتع بالتنغيص على خصومها، ثم الطبقة الثالثة التي سماها “رجيع الصحوة الإسلامية”، ممن نشؤوا في أحضان الدعوة الإسلامية، ثم تشكلت أفكارهم في التسعينات الميلادية، وانكبوا على قراءة فكر الجابري، وأركون، وعلي حرب، وفهمي جدعان وغيرهم، وباتوا يرفضون الدعوة الإسلامية، بل حتى الإسلام نفسه.
أما طبقة عواجيز الليبرالية، فوصفهم العامر بأنهم مجموعة من الكتاب الذين صارت لهم خصومة مع التيار الإسلامي، وهم لا يميزون بين الليبرالية وبين “المرقوق”، إلا أنهم وبحكم خبرتهم الصحفية ومواقعهم الأكاديمية ركبوا الموجة، وأصبحوا ينكأون الخصوم لأجل الخصام أكثر من كونهم يحملون فكرة أو مشروعا ليبراليا.
ثم تحدث عن طبقة الحداثيين الليبراليين وجرأتهم بسبب الانفتاح الصحفي الأخير في المملكة، وطبقة الشبحيين، وهم بوصف العامر مزيج من أصحاب التوجهات الماركسية والملحدة، ممن يدخلون في المنتديات الإلكترونية ليظهروا عقولهم الباطنة، ويصفون حساباتهم مع خصومهم، ويمارسون “العربجة” الفكرية في النقد، والصبيانية التي لا ترتقي إلى الطرح العلمي والموضوعي كما قال.
وفي نهاية اللقاء، تداخل رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم، ودعا إلى عدم الربط بين الحداثة والليبرالية، مستشهدا بهجوم الدكتور عبدالله الغذامي أخيرا على الليبرالية في المملكة، ليرد العامر هذا القول بالتأكيد على أن الغذامي لم يهجم على الليبرالية بوصفها منكرا، بقدر أنه أنزلها منزلا عاجيا لا يرتقي له أي مدع لليبرالية في المملكة، وهذا دليل على التشابه بين الليبرالية والحداثة.