أسرة تحوّل قصراً طينياً إلى متحف وتطالب بالدعم
بينما كان مبنى من الطين محط اهتمام بعض المستشرقين في السابق، لاحتوائه على آثار من العصر الحجري، ونقوش عمرها 7000 عام، وصار إحدى الوجهات السياحية لزوار منطقة حائل من داخل المملكة وخارجها في الوقت الحالي، يتساءل كثير من المهتمين والمواطنين عن دور الهيئة العليا للسياحة وجامعة حائل ووزارة التربية والتعليم في تبني قصر النايف في مدينة جبة، وتحويله إلى متحف أثري، وتوفير كرسي بحث لقراءته تاريخياً واكتشاف علاقته بالمنطقة وأهلها.
وأوضح المشرف على المتحف سعود النايف، أن أبناء أسرة النايف قبل سنوات حولوا قصرهم التاريخي إلى متحف أثري يعنى بتاريخ جبة وأهلها، ليصبح متحفاً زاخراً بالقطع النادرة من الأسلحة القديمة والأحجار والنقوش والأواني والعملات والحيوانات المحنطة والمقتنيات، مثل أخشاب متحجرة من العصر الحجري، وأسفنج طبيعي ومرجان وقواقع، ما يدل على أنها أماكن لبحيرات، لافتاً إلى أنه تم تشييد القصر عام 1117هـ، وبناه عتيق الفرحان، وتوجد في داخل القصر بئر ماء تعود إلى أكثر من 1500 سنة، ويبلغ عمقها 24 متراً، وتعرف محلياً باسم «الجب»، واشتق اسم جبة من هذه البئر، إذ تتميز باتساع فوهته.
وأضاف أن الهدف من تحويل قصر النايف لمتحف أثري كان المحافظة عليه، نظراً لقيمته التاريخية، بعد أن تم تدوينه وذكر اسمه وموقعه في عدد من الكتب والمذكرات، التي قام بنشرها الرحالة والمستشرقون الغربيون، ومنهم الليدي آن بلنت أوغست، مع الإبقاء على بعض من المقتنيات الأثرية والتاريخية النادرة التي كانت موجودة في القصر، مشيراً إلى أن بداية العمل كانت من عام (1406 ـ 1410هـ)، لتجهيز قصر نايف لاستقبال الزوار والسياح، وأنه يتكون من القسم الخاص بالزراعة، الذي يضم البئر وأدوات الزراعة القديمة، وقسماً آخر للحرف اليدوية القديمة، إضافة إلى موقع المقتنيات الأثرية النادرة والقديمة وغرفة الضيوف والزوار، التي استقبلت المستشرقين الغربيين.
وقال: «في الفترة الماضية قمنا بترميم المتحف من حسابنا الخاص، بعمل عدد من التغيرات والتحسينات على بعض الأقسام، مع المحافظة على هويته بالتعاقد مع مؤسسة متخصصة في المباني التراثية والتاريخية، وتم الانتهاء من العمل والمتحف، ليصبح جاهزاً لاستقبال ضيوف المنطقة والوفود السياحية والزوار».
وذكر المواطن هاشم الشمري أن جامعة حائل يجب أن تبادر بوضع كرسي بحث للمتحف لوجود مقتنيات كثيرة تحتاج لفك شفرتها مثل بعض الأخشاب المتحجرة، التي يبلغ عمرها آلاف السنين، وعدد من الكائنات البحرية، مثل الاسفنج والمرجان والقواقع والسلاحف، ما يدل أن المنطقة كانت بحيرات، ولفت المواطن تركي المشاري الى أن الجهات الحكومية خصوصاً المتعلقة بالتعليم والجامعة والسياحة وتطوير حائل يجب أن تخفف من أعباء الجهد المادي والنفسي لأصحاب المتحف الذي يزوره السياح من مشارق الأرض ومغاربها. بينما يذكر محمد العبدالعزيز أن النقوش والمنحوتات الصخرية المذهلة في مدينة جبة تشير إلى معالم موغلة في القدم تحتاج لدراسات علمية وبحوث ورسائل جامعية.