معلمان يستفزان«براءة» طالبين و«التربية» تحقق!
استاء كثير من التربويين وأولياء الأمور من تصرف معلمين في ثانوية جنوب مدينة الرياض يظهران في مقطع فيديو على «يوتيوب» وهما يستغلان مركزهما التعليمي للتلاعب بمشاعر طالبين والتسلي برد فعلهما على أسئلتهما المستفزة، وفي نهاية المقطع يخبران الطالبين بأن هذا مقلب للكاميرا الخفية.
وكان مقطع الفيديو الأول يبدأ باستدعاء طالب لغرفة المدرس، ثم يأمره بالوقوف ليوجه الاتهام إليه «وش ذا العلوم الشينة اللي كتبت عنك كلام ما يليق، وأنت تعرف أن أي شيء يخل بالنظام يتم فصل الطالب وتعرف درجات المخالفات السلوكية وأن أي تحرش فيه فصل»، ثم أعطى الطالب ورقة ليقرأها وما إن انتهى الطالب من القراءة حتى عاود المدرس يسأله «لمسته وإلا ما لمسته»، ليأخذ الطالب بحلف إيمان مغلظة ويدعو على نفسه بقطع اليد والموت، والمدرس يعاود استفزازه مكرراً التهم، والطالب ينكر حتى يختم المدرس المقلب بعبارة: «أنا حليم لدرجة قصوى ولكن إذا غضبت غضبت ولكن هذه الكاميرا الخفية»، أما الطالب فبعد أن استرد أنفاسه طالب المدرس بعدم النشر، بينما كان المقطع الثاني أقل حدة إذ اتهم المدرس الآخر الطالب الثاني بأنه يعتدي على الطلاب بالضرب مستغلاً قوة جسمه وبنيته.
وفيما أشار مدير المدرسة إلى صحة المقطع ومعرفته المدرسين ورفضه التعليق، لأن الأمر أصبح لدى الإعلام التربوي، أوضح مدير الإعلام التربوي علي الغامدي أن الموضوع يجري التحقق منه لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
من جانبه، ذكر مدير جامعة اليمامة والخبير التربوي الدكتور أحمد العيسى أن هناك خللاً في علاقة الطالب بالمعلم، وأن الكثير من المدارس لا يصلها الجهد الكافي من المخططين التربويين لمناقشة هذه الظواهر التي تترك من دون معالجة، وتصبح أمراً عادياً، لافتاً إلى أن ثقافة التهكم وثقافة السخرية أصبحت منتشرة حتى عند المربين التربويين، وإلى أنه من الضروري على وزارة التربية والتعليم أن تفتح حواراً لمناقشة علاقة الطالب بالمعلم.
وأضاف أن تصرف المعلمين يعتبر انعكاساً لما هو موجود في المجتمع، إذ لم يقدرا مهنة التعليم والمسؤولية اللتين يحملانها، وأن فعلهما انتهاك لحقوق الطالب، وإيذاء ربما يحمله الطالب طول حياته، لافتاً إلى أنه يجب ألا تترك الأسرة التربوية هذه الحادثة من دون معالجة، وإعادة منظومة القيم بين الطالب والمعلم، وأنه لابد أن توضح مسؤوليات المعلم وحقوقه قبل أن يبدأ مهنة التدريس، وأن يكون هناك ميثاق شرف يوقع عليه جميع المعلمين قبل أن يعين على وظيفته.