الإصابة بـ «الذئبة الحمراء»: 9 نساء في مقابل كل رجل… والأسباب مجهولة
كشف أكاديمي سعودي، عن إصابة مواطنات ومواطنين بمرض «الذئبة الحمراء»، مستشهداً بدراسة طبية عالمية، تفيد بزيادة نسبة الإصابة بمرض «الذئبة الحمراء» لدى النساء عنها لدى الرجال، وأن المرض يصيب تسعة نساء مقابل رجل واحد.
وقال الأستاذ المشارك في كلية الطب والمشرف على كرسي الزايدي لأمراض المفاصل والروماتيزم بجامعة أم القرى الدكتور هاني المعلم: «إن مرض «الذئبة الحمراء» من الأمراض المناعية المنتشرة في أنحاء العالم كافة، وهو موجود أيضاً في السعودية، ونتيجة لتأخر التشخيص، والناتج من الجهل بخطورة هذا المرض، ازداد عدد المصابين به خصوصاً النساء».
وأضاف المعلم: «إن التأثيرات التي يسببها هذا المرض تصيب الجلد والمفاصل، والكلى، وبشكل أقل الرئتين، والقلب والجهاز العصبي، وبمعنى آخر، فإن الغالبية من أجزاء جسم الإنسان هي معرضة للإصابة بهذا المرض الخطير».
وأبان المعلم، أنه ومن هذا المنطلق تبنى كرسي الزايدي في جامعة أم القرى، التنسيق مع إحدى دور النشر العالمية ومع علماء وباحثين في هذا المجال من أكثر من 20 دولة، لتأليف كتاب يجمع الخبرات الطبية المتداولة في مرض «الذئبة الحمراء»، إذ يحوي هذا الكتاب 23 فصلاً، منها 11 فصلاً تم تأليفه من قبل علماء وباحثين سعوديين من جامعة أم القرى، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومستشفى الملك فهد في جدة، وبإشرافه وتحريره، مضيفاً : «ألفت فصلاً من هذا الكتاب، وتم تدشين هذا الكتاب في جامعة أم القرى من قبل الدكتور بكري عساس، والشيخ مشعل الزايدي».
وحول مدى تدريس هذا الكتاب ضمن مقررات كلية الطب في جامعة أم القرى أو الجامعات الأخرى، قال المعلم: «إن هذا الكتاب يعد مرجعاً طبياً للدارسين والباحثين، وكذلك الأطباء، إذ يحوي هذا الكتاب خلاصة الخبرات الطبية التي وصلت حول هذا المرض، وسوف يساعد في تثقيف وتوعية المرضى في معرفة أبعاده، والضرورة إلى عمل الفحوصات المبكرة للسيطرة عليه قبل استفحاله، إذ بينت الخبرات الطبية أن الغالبية الكبرى من الذين يتوفون بسبب هذا المرض، يأتون إلى الطبيب بعد أن تتطور مراحل هذا المرض، وبالتــالي تستحيل السيطرة عليه».
ويذكر أن «الذئبة الحمراء» مرض روماتيزمي مزمن يصيب جزءاً أو أجزاء من الجسم، ففي أغلب الحالات يصيب المرض أجزاء عديدة من الجسم و يسمى عندئذ «الذئب الحمامي الجهازي»، وتشمل الأجهزة التي تصاب بالمرض الجلدي، المفاصل، الكلى، الجهاز العصبي، الرئتين، القلب وكريات الدم والصفائح، وأحياناً يكون المرض في بعض الحالات محصوراً بالجلد.
ولا تقتصر الإصابة بالمرض على سن معين، إذ أصيب به أطفال رضع، وآخرون في سن الشيخوخة.
ورغم محاولات العلماء والأطباء الحثيثة لمعرفة مسببات المرض إلا أنهم لم يتوصلوا إلى تحديد سبب محدد، ويعتبر مرضاً مناعياً أي أنه ناشئ عن اختلال في الجهاز المناعي الذي يقوم بتكوين أجسام مناعية تهاجم أجزاء من الجسم، وتعرف هذه الأجسام بالأجسام المناعية الذاتية، والتي من أهمها مضادات نواة الخلية.