أستاذ طب …”شاي التخسيس”.. عبوات ملوثة تدهور الصحة
تنتشر عبارات ترويجية داخل المحلات المتخصصة في بيع ما يسمى بشاي التخسيس، الذي يلقى رواجاً وإقبالاً كبيراً من الزبائن، خاصة السيدات الباحثات عن الرشاقة وتخفيف أوزانهن. ومع الإقبال الذي تشهده محلات بيع تلك الأنواع المختلفة من مشروب الشاي ترتفع الأسعار بشكل كبير، وتتراوح بين 300-470 ريالاً.
وكشف أستاذ الطب التكميلي الدكتور عبد الله القشيري أن بعض أنواع شاي التخسيس الموجودة في الأسواق تفتقر لوسائل التصنيع الحديثة، وتُعبأ في أماكن غير مناسبة أو آمنة صحياً مما يجعلها غير مأمونة وملوثة بالجراثيم، لذلك يكون لها تأثير على المدى البعيد والقريب كتقليل نسبة السوائل في الجسم. والمستخدم لهذه الأنواع قد يفقد عنصر البوتاسيوم من جسمه مما يصيبه باضطرابات في القلب والدورة الدموية.
وأضاف القشيري أن وجود هذه الأصناف من شاي التخسيس الضارة في المحلات وبيعها على الملأ يعود لكثرة التجار الذين يلجؤون لإدخال هذه المنتجات إلى البلاد بطرق غير شرعية. وحذر القشيري بالقول: ليس كل ما هو عشبي آمنا، فهناك عدد من الأعشاب التي تكون سامة وضارة وتدخل في بعض أنواع شاي التخسيس، لذلك فهناك أنواع تكون مخلوطة بنوعيات ضارة من الأعشاب. وهناك شركات تنتج هذه الأنواع المخلوطة من الشاي وتصدرها، واحتمال الضرر منها كبير، لأن الجرعة المضافة غير مقننة.
ومن جهته أكد رئيس مختبر السموم والأدوية بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور محمد بن عبدالله الطفيل أن مخاطر شاي التخسيس تتمثل في نوعية كل صنف، فهناك أصناف من الشاي ملوثة بالمعادن السامة نتيجة استخدام مياه آبار ملوثة أثناء زراعتها في البلد المنتج، مما يجعل هذه الأصناف أكثر خطورة على المستهلك.
وأضاف الطفيل أن هناك أصنافا تباع في المملكة يتجاوز سعر الكيلو فيها ثمانية آلاف ريال وتستخدم لإنقاص الوزن، وكذلك هناك نوع آخر من الشاي يتجاوز سعر الكيلو فيه 40 ألف ريال وهذا يستخدم لدى كبار الشخصيات في المملكة، ويكون ذا نكهات مختلفة ولا يستخدم في التخسيس، وهو آمن وغير ضار ويتم إحضاره من الصين.
وأشار الطفيل إلى أن شاي التخسيس يخلط معه أعشاب مختلفة ضارة مثل سنامكي، وعشبة العشرق فتساعد على فقد سوائل الجسم بكميات كبيرة، وكذلك فقد عناصر هامة في الجسم مثل البوتاسيوم، ولا يمتص الجسم المعادن النافعة بل يتخلص منها، ويصاب بعد فترة وجيزة بأمراض كالقلب والمعدة وحدوث نزيف دموي داخلي وجفاف بالجلد، وإصابة الشخص بشيخوخة مبكرة. أما السيدات فيشعرن بتساقط كميات كبيرة من الشعر بعد استخدامهن تلك الأنواع من الشاي.
وكشف الطفيل أن جميع أنواع شاي التخسيس الموجودة في الأسواق ليست للتخسيس، بل هي مضاف عليها مركبات كيميائية خطيرة كالمواد المخدرة التي تجلب التعود عليها كالمخدرات. كما أن البعض منها ملوث بالرصاص والزرنيخ، وإذا تناولتها المرأة الحامل فقد تصيب الطفل بتشوهات خطيرة.
ومن جهته يقول مشرف في محل شاي القصر الأخضر، يوسف سهل: إن نسبة إقبال السيدات على شراء أنواع شاي التخسيس تتجاوز 80% فأكثر. والإقبال يكون على أنواع متعارفة بينهن، منها شاي الغزال ويتجاوز سعره 90 ريالا، وشاي الولانك وسعره 150 ريالا، وشاي التونك وسعره 120 ريالا. وكذلك هناك أصناف من الشاي يتجاوز سعرها ثمانية آلاف ريال، وهذه يتم توفيرها حسب الطلب. وأكد أن هناك أصنافا من الشاي لا يسمح لها بدخول السعودية إلا بعد مرور أكثر من 6 أشهر نتيجة الإجراءات المعقدة في الجهات المختصة. وأضاف مصدر مطلع في هيئة الغذاء والدواء أن ما يقارب 4 أنواع من شاي التخسيس تم ضبطها لاحتوائها على مركبات ضارة، مضيفا أن هيئة الغذاء والدواء تحرص على التأكد من سلامة هذه الأصناف قبل دخولها السعودية عن طريق أخذ عينات منها وتحليلها في مختبرات خاصة للتأكد من سلامتها ثم الفسح لبيعها في الأسواق.
وأشارت المواطنة مريم الشهري إلى أن تعاملها مع شاي التخسيس أصابها بقصور في وظائف الكبد بعد مرور عام على تناوله، والذي اشترته عن طريق إحدى القنوات الفضائية، وتضيف: ثمن الشاي كان باهظا ولم يكن في الحسبان أن استخدامه سيدمر وظائف الكبد. وطالبت مريم بفرض رقابة صارمة على محلات بيع شاي التخسيس وعدم ترك المجال لهم للعبث بالمستهلك لمجرد الكسب المادي. وتشاركها الرأي أميمة إدريس التي أصيبت باضطراب في القلب والأمعاء بعد تناولها شاي تخسيس متداولا ومعروفا لدى كافة السيدات. وتقول إنها لجأت لعدد من الأطباء وأكدوا لها أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بجسمها سببها الرئيسي تناولها للشاي الملوث بالمركبات الكيميائية الخطيرة.