قصاص الاثر فلاح منسي الشراري: . إثبات الجرم من علامات الأقدام
ظلت الحاجة لوجود متتبع للأثر في الأجهزة الأمنية مستمرة، على الرغم من أن البعض يعتقد أن مهنة «قاص الأثر» فقدت أهميتها في ظل التطور التقني للأجهزة الأمنية الحديثة، إذ تستعين الأجهزة الأمنية بقصاصين للأثر للبحث عن مطلوبين جنائيين أو اقتفاء أثر من ضل طريقه في الصحراء.
ويمتلك قاص الأثر قدرات خارقة للعادة أذهلت عقول العارفين، وحارت معها أجهزة التقنيات الحديثة في رصد ما يمكن رصده، وأعيت هذه الظاهرة البشرية الكثيرين في إيجاد تفسير منطقي لها، عبر القدرة على اقتفاء الأثر مهما صعب مكانه وطال زمانه أو كان مصدره إنسانا أو حيوانا أو حتى حشرة.
«الشرق الأوسط» أجرت حديثا مطولا مع فلاح الشراري، أحد قصاصي الأثر المعروفين في محافظة القريات التابعة لمنطقة الحدود الشمالية في السعودية. وبيّن فلاح الشراري أن أهمية قاص الأثر تكمن عندما تستدعيه الجهة المعنية في التحقيقات الجنائية لمطابقة أثر المشتبه في العلامات التي تم الحصول عليها من آثار الجريمة، سواء جريمة قتل أو تسلل وسرقات للأموال.
ويعمل الشراري متعاونا مع جميع الجهات الأمنية، بعد تقاعده من العمل مع جهاز حرس الحدود لتقفي الأثر، وهو يمارس عمله في إحباط حملات المخدرات التي تستهدف السعودية عبر الحدود، بالإضافة إلى مختلسي الأموال.
واستدل الشراري بحادثة وقعت قبل شهرين في المنطقة نفسها، وذلك «بقيام أحد المكاتب العقارية بعرض عقار بقيمة 250 ألف ريال على أحد كبار السن، وفي الوقت نفسه كان هناك من يترصد لهذا الكهل، وعند خروجه من المكتب واتجاهه إلى أحد المساجد القريبة من الموقع قام الرجل بإيقاف سيارته والتوجه لأداء صلاة الظهر، الأمر الذي دعا المجرم إلى استغلال الفرصة وكسر زجاج السيارة وسرقة المبلغ، عندها اتصل بي مسؤولو الشرطة ظهرا فطلبت منهم التحفظ على الأثر، وعند التأكد من مواصفات سيارة الجاني تم القبض على 6 سيارات بمواصفات السيارة نفسها، وعند وقوفي على تلك السيارات ومعاينتها تم التعرف على السارق في ظرف 24 ساعة».
وذكر الشراري أنه تعرض للعديد من التهديدات، لا سيما من بعض عصابات المخدرات من الدول المتاخمة للحدود الشمالية بعد فضحها وإحباط مخططاتها، مؤكدا أن التهديدات ما زالت مستمرة.
وعن الحيل التي يستخدمها المجرمون لإخفاء أثرهم، يقول قصاص الأثر الشراري «هناك من يقوم ببعض الأفعال التي قد يعتبر البعض من المجرمين أنها ستخفي أثرهم، ومنها المشي للخلف ووجهه إلى الأمام لتضليل قاصي الأثر، وهناك من يضع جلود الأغنام والإسفنج لإخفاء أثر الأقدام، ظنا منهم أن القصاص سيتوه في ظل هذه الخدع، لكن هذا لا ينطلي علينا، حيث إن قصاص الأثر يستعين بعض الأحيان باتجاه الريح ومجرى تحرك الرمال، معتبرا أن تلك الحيل وغيرها لن تغير نظرة وقناعة قصاص الأثر لمعرفته ببواطن الأمور في الأعمال الجنائية التي يحترفها البعض».
ونفى الشراري اعتماد قصاصي الأثر على الجن، معتبرا أن هذه الأقاويل تمثل خزعبلات ينطق بها من ليسوا على علم ببواطن هذه الموهبة من فراسة وقدرة على تحديد الشكل واللون والطول وغيرها، معتبرا أنها نعمة من الله يمن بها على من يشاء.
وعُرف «قصاصو الأثر» منذ القدم بقوة الملاحظة والبصيرة، حيث كان لهم الدور الأكبر في كشف الجرائم والأحداث التي تقع في المجتمعات، ودورهم مستمر حتى يومنا هذا، حيث تستعين بهم الجهات الأمنية عندما تتعقد الأمور وتحتاج إلى خيط لفك عقد الجريمة، كما أن القضاء الشرعي لا يتجاهل معلوماتهم بل يعتبرها قرينة قوية في أحكامه، ما دامت هذه المعلومات تؤدي إلى إيجاد حلول لقضايا تظل غامضة قبل تدخل مقتفي الأثر وقصاصيه.
ويقتصر قص الأثر «في الغالب» على سكان الصحراء الذين لعبوا على مدى التاريخ دورا مهما للغاية في التحقيقات الجنائية، إذ تمكنهم هذه القدرة من التعرف على الطريق الذي سلكه اللصوص إلى جانب تحديد أجناسهم وأطوالهم وأوزانهم، مما يمكن من تحديد الفاعل بيسر وسهولة، الأمر الذي دعا العديد من الأجهزة الأمنية للاعتماد على أصحاب هذه الموهبة الفريدة في التتبعات العدلية والتحقيقات الجنائية.
وظهر فلاح الشراري ضمن معرض مئوية تأسيس حرس الحدود المقام بالرياض، كواحد من رجالاتها الذين خدموا ضمن إدارة خاصة بهم. وأسهم حرس الحدود السعودي منذ نشأته في تجنيب البلاد الكثير من القضايا الخطيرة عبر الحدود، مستعينا بقصاصي الأثر.
[IMG]http://newstabarjal.com/contents/useruppic/04fd1e0a265af9.jpg[/IMG]
[IMG]http://newstabarjal.com/contents/useruppic/04fd1e0a26f854.jpg[/IMG]
[COLOR=#FF2600][CENTER]
للإشتراك في جوال “إخبارية طبرجل الرئيسية”
لعملاء الجوال وسوا أرسل رقم 1 إلى (806652)
لعملاء زين أرسل رقم 1 إلى ( 701368)[/CENTER][/COLOR]