التحذير من واقع الطلاق في الخليج بأعمال فنية عبر “يوتيوب”
وصلت قضايا الطلاق في دول الخليج العربي إلى محطة موقع الفيديو العالمي المجاني “يوتيوب”، في تجربة توعوية مجتمعية تجاوزت حدود الدولة إلى العالم العربي بأكمله، لتلقى صدى كبيرا لا يقل عن حقيقة ارتفاع معدلات الطلاق في العالم العربي. وكان آخر تلك الأعمال الفنية التوعوية كليب “أين أمي يا أبي”، وهو عبارة عن فيلم قصير لا يتجاوز زمنه الخمس دقائق، لمعاجلة الطلاق برؤية فنية واجتماعية مختلفة.
فكرة العمل تركز على تدخل أم الزوجة “الحماة” التي تتمتع بشخصية متسلطة في الحياة الزوجية، في مقابل ضعف شخصية ابنتها “الزوجة”، ويتسبب تدخلها المستمر في زيادة المشاكل والنزاع بين الزوجين، حتى يصلا إلى مفترق الطرق ويضطرا إلى الطلاق، حيث تلعب الحماة بعد ذلك دورالجدار العازل في منعها لابنتها عن التواصل مع أبنائها رغم توسلاتهم بعودة والدتهم إليهم وإلى عش الزوجية. كما يبرز الفيلم أيضاً دور الأب في حياة أبنائه وتضحيته من أجلهم بعد الطلاق، حيث يبدأ يتحمل واجبات الأب والأم في وقت واحد.
ويشير المنتج ومشرف العمل منير السعدي إلى أن العمل يحمل رسالة واضحة المعالم تستهدف المجتمع عموماً لتوضيح الآثار السلبية للطلاق على كيان الأسرة، وحالة التشتت التي يعيشها أفرادها وأثر ذلك على نفسيات الأبناء باعتبارهم المتضرر الأكبر.
وقال السعدي إنهم سعوا إلى علاج إشكالية “الطلاق” من خلال إيصال رسالتهم عبر الكلمات المؤثرة الرقيقة التي تجذب المشاهد والمستمع وتجعله يتعايش مع الكلمات واللحن، علنا نُعيد بناءَ بيوتٍ أصبحت خربة – على حد قوله-.
حزمة من الأهداف الأخرى يسعى العمل إلى تحقيقها أيضاً “كالدعوة إلى الترابط الأسري وتجديد الأمل في إعادة البسمة ولمّ الشمل والحد من حالات التفكك الأسري التي غالباً مايكون الأطفال ضحيتها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على ازدياد حالات الطلاق التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في المجتمعات الخليجية والإسلامية”.
وقد لقي العمل تفاعلاً من قبل عدد من القنوات الفضائية التي أعادت بثه على شاشتها، وتلقى فريق العمل اتصالات هاتفية من بعض الدول العربية تثني على العمل وتؤكد على رسالته الفنية.
وخلال عشرة أيام من رفع العمل على يوتيوب ارتفع حجم المشاهدات إلى أكثر من 8 آلاف مشاهدة، ومثلها من تحميلات، حيث حظي بانتشار واسع في المنتديات والمواقع الإلكترونية المتخصصة في شؤون الأسرة.
وأشار المتخصص في الإعلام الجديد هشام البازعي إلى أن اليوتيوب يعد اليوم وسيلة سريعة تتجاوز الفضائيات في توصيل الرسائل خاصة التوعوية والقيمية، لملايين المشاهدات اليومية له، خاصة من قبل السعوديين الذين تشير بعض الدراسات إلى أنهم يشاهدون يومياً أكثر من 16 مليون مقطع، وقال البازعي: نجح فريق العمل في تغيير استراتيجية التوصيل التي كانت سائدة سابقاً بالنشر في التلفزيون ثم الإنترنت، بتغيير الترتيب والبدء بالإنترنت الذي أثبت نجاحه في الانتشار خاصة في القضايا الأسرية الحساسة.
و أكد المشرف الأسري عدنان الخالدي في سياق حديثه أن الطلاق أضحى من ضمن المهددات الكبيرة لاستقرار المجتمع الأسري، خاصة في ظل ارتفاع معدلاته، موضحاً أن عمليات التأهيل الأسري يجب أن تستمر، لتخفيف حدة الآثار النفسية على الأطفال بعد الطلاق.
ويتخلل العرض قصيدة مؤثرة بعنوان” أين أمي يا أبي”،حيث لعبت دور الزوجة الفنانة السعودية بدور محمد ومثلت دور الحماة الفنانة هوازن بغدادي ولعب منير السعدي، دور الزوج، وشارك أطفال السعدي الثلاثة في تأدية دور البطولة، وشارك في كتابه القصيدة الشاعر الحفظي الشهري، وأخرج القصة المخرج محمد هلال، ومساعد المخرج وائل عنقاوي،وأدى الأنشودة الفنان محمد الحداد، وهي من ألحان مصطفى العزاوي و توزيع موسيقي مجاهد هشام.