الأخبار المحلية

مطالبات بنظام الأم البديلة بعد تزايد قضايا الفتيات في دور رعاية الأيتام

تستعين الجمعيات الخيرية المتخصصة برعاية الأيتام، بمشرفات تربويات ونفسيات بنظام الدوام العادي، وذلك بعد تراجع تعميم تجربة الأمهات البديلات، الذي ينص نظامه على إقامة الأم البديلة في القرية. ويأتي ذلك في وقت تزايدت فيه قضايا الفتيات بدور رعاية الأيتام في كافة مناطق المملكة حسب ما ذكره اختصاصيون في الرعاية الاجتماعية، حيث يزيد عدد دور الأيتام في المملكة عن (13) دارا، بنسبة (20%) من النسبة العامة للمجتمع.
إثبات كفاءتهن

وذكرت المديرة التنفيذية لجمعية طيبة الخيرية بارعة خجا أن الجمعية قامت بتجربة نظام الأمهات البديلات للتأكد من كفاءتهن في قرى الأيتام، وموافقتهن على الإقامة بالقرية وفق نظام المبيت، موضحة أن التجربة لم تكلل بالنجاح، مما دفع مسؤولي الجمعية إلى الاستعانة بمشرفات تربويات ونفسيات، وإدخالهن برامج تأهيل في هذا الجانب.
ونوهت خجا إلى تراوح رواتب الأمهات بين (4 5 آلاف ريال)، بالإضافة إلى امتيازات وبدلات أخرى، إلى جانب منحهن الإجازات السنوية وفق نظام العمل والعمال، مشيرة إلى أن من شروط قبول الأم البديلة حصولها على مؤهل البكالوريوس ضمن التخصصات (التربوية، والنفسية، والاجتماعية) وفقاً لنظام الإشراف الجديد للمشرفات التربويات والنفسيات، بالإضافة إلى وجود طبيب خارجي لمتابعة الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية، مؤكدة أهمية تشجيع أنظمة الأسر الصديقة والاحتضان الجزئي، بضوابط مشددة. وأكدت أن المختصات النفسيات والاجتماعيات لم يحصلن خلال دراستهن على المواد التعليمية التي تؤهلهن للتعامل مع الأيتام ذوي الظروف الخاصة، مبينة أن ذلك يشكل عائقا كبيرا، وأضافت» لابد من عمل برامج تدريبية وتأهيلية للموظفين العاملين في هذا الحقل، من خلال برامج مطولة في صورة دبلومات.
إحساس إيجابي

وقال المحامي محمد صالح كردي إن نظام الأم البديلة يعطي إحساسا إيجابيا وعميقا للأطفال الأيتام، لوجودها بشكل مستمر، فضلا عن مبيتها معهم، مبينا أن وجود الأم قرب طفلها يصحح تربيته، ويصقل موهبته، خاصة حين تثبت الأم البديلة كفاءتها ونجاحها في التربية، وتسعى دوما لتحقيق التوازن لطفلها أو طفلتها من دار الأيتام.
وأشار كردي إلى فشل نظام الأم البديلة، مرجعا ذلك إلى انخفاض قيمة مرتبات الأمهات الشهرية التي لا تفي بمتطلبات المبيت، وغياب الأم عن منزلها وأسرتها الأصلية، ناصحا بزيادة المرتبات، وإعادة النظر في شروط قبول الأم، والتأكد من مدى أهليتها علميا وتطبيقيا، لما لذلك من ضرورة قصوى لنجاح التجربة، وانخفاض معدلات القضايا والمشكلات في الدور.
يعدّل سلوك الطفل

ويقول الخبير الأسري هاشم الشريف إن وجود الأم البديلة- نظاما وتطبيقا- أفضل من المشرفات التربويات حاليا، وذلك لأن إحساس الطفل اليتيم يختلف في الحالتين، منوها أن نظام الأم البديلة يعدل سلوك الطفل بنسبة تتجاوز 78%، فضلا عن حرصه على تنفيذ طلباتها وتوجيهاتها، أكثر من غيرها من المشرفات التربويات، والمختصات النفسيات العاملات بالدور، كونهن يؤدين عملهن في بضع ساعات ويغادرن ويبقى الطفل وحيدا دون اهتمام.
وأضاف الشريف أن على وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في الإدارة العامة لرعاية الأيتام دعم الجمعيات الخيرية المختصة بهذه الفئة، عبر استقطاب مشرفاتها وإدارياتها، لمنع الحوادث والقضايا في الدور. أو البحث عن أمهات بديلات بشروط تؤهلن للقيام بمهامهن الإشرافية، وإخضاعهن للدورات التدريبية.
فروع الوزارة

وقالت مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي في فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة نادية العقبي وفقا للشرق إن نظام الأم البديلة لا يندرج تحت فروع الوزارة، التي يخضع موظفوها لنظام الخدمة المدنية، بل تعد نشاطا اجتماعيا تابعا للجمعية الخيرية كقطاع أهلي يخضع لنظام التأمينات الاجتماعية، حيث تقوم الوزارة بتشجيع مؤسسات المجتمع المدني على القيام بمسؤولياتها، وذلك عبر تقديم دعم مادي مناسب بحيث تتولى الجمعيات أمور التشغيل والتعيين وفق احتياج أنشطتها.
وأضافت العقبي أن مشكلة الأمهات البديلات تخضع لمعالجة من قبل الجمعية كجهة مشغلة، من خلال دراسة مستوفية للأسباب المؤدية لها، سواء كانت مادية أو فنية، ووضع حوافز جيدة مادية ومعنوية، مبتدئة بتعديل الرواتب وساعات العمل والإجازات، إلى جانب مراعاة الدقة في وضع معايير اختيار الأم البديلة، من حيث مؤهلها وكفاءتها وسماتها الشخصية.