كبار العلماء ينصحون الأسر السعودية بقضاء الإجازة الصيفية في المملكة
نصح ثلاثة من كبار العلماء، الأسر السعودية بقضاء إجازة فصل الصيف في المناطق السياحية والدينية بالمملكة، كمكة المكرمة والمدينة المنورة، أو المصايف المحلية الموجودة في الطائف وأبها والباحة. وأشاروا إلى أن السياحة المحلية أفضل لعدة أسباب أهمها وجود الأمن والأمان، إلى جانب البيئة الدينية التي تناسب طبيعة الأسرة السعودية، واستمتاعهم بالأماكن السياحية الموجودة في المملكة والتعرف عليها.
وأكدوا أن الاضطرابات والثورات التي تمر بها عدد من الدول العربية تجعل السياحة الداخلية أمرا إيجابيا حتى لا يخشى الإنسان على نفسه وأسرته، بالنظر للانفلات الأمني في هذه الدول، منوهين أن الذهاب للدول المضطربة أمنيا يُدخل الإنسان في باب إلقاء النفس بالتهلكة.
تأمين وظائف
وقال عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله المطلق « أطالب الأسر السعودية بقضاء الإجازة داخل المملكة متنقلين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدنهم وقراهم لزيارة أقاربهم «. وأبان المطلق أن المرء يجمع عدة محاسن أهمها الإنفاق المحلي الذي ينعكس بشكل إيجابي على اقتصاد البلد بل ويؤمن للبعض وظائف عديدة، نظرا للإقبال الكبير على الأماكن السياحية الذي يدفع مسؤولو المرافق إلى توظيف عاملين جدد. مبينا أن المملكة تتمتع بمصايف جميلة تجمع بين اعتدال الجو وجمال المناظر والبيئة الدينية القريبة من عادات وتقاليد الأسرة السعودية المحافظة. ودعا المطلق الأسر للتخطيط السليم لقضاء إجازتهم بشكل يعود على أسرهم بالخير في الدنيا والآخرة، مقترحا أن تخصص الأسر جزءا من وقتها لزيارة مكة المكرمة وأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام والطواف بالبيت العتيق، إضافة لزيارة المدينة المنورة والصلاة في المسجد النبوي.
وبين المطلق أن قضاء الإنسان إجازته في وطنه يمنحه راحة البال والهدوء والطمأنينة، مشيرا إلى أن جميع المسلمين في أصقاع العالم يمنون النفس بقضاء إجازاتهم في الحرمين الشريفين بل ويجمعون الأموال من أجل إنفاقها في هذه الرحلة، مستحسنا أن تقضي الأسرة السعودية إجازتهم في هذه البلاد المباركة. وطالب المطلق رجال الأعمال والتجار بضرورة الاستثمار في السياحة الداخلية وتنميتها لتكون بديلا إيجابيا عن السياحة الخارجية.
جوانب أمنية
د. علي الحكمي
ورأى عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي أن قضاء الإجازة داخل المملكة أفضل من قضائها خارج المملكة لجوانب أمنية واجتماعية، وابتعادا عن المضايقات التي يتعرض لها السعوديون في الخارج.
واستدرك الحكمي « لا بأس من قضاء الإجازة في الخارج لتغيير الأجواء والتعرف على هذه البلدان الأخرى، شريطة البعد عن أماكن المنكر. ودعا الحكمي الأسر السعودية إلى حسن اختيار الأماكن التي يسافرون إليها، بحيث تكون بعيدة عن الاضطرابات والخطر وأن يراعوا التعليمات الصادرة من قبل وزارتي الداخلية والخارجية لئلا يتعرضوا لأي خطر، مبينا أن قضاء الإجازة في المملكة في الوقت الحالي أفضل وأكثر ثقة وراحة.
عدم «جواز» السفر
د. صالح السدلان
وأكد أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الفقيه الدكتور صالح بن غانم السدلان على خيرية بقاء العوائل السعودية في بيوتهم في إجازات الصيف وعدم السفر خارج المملكة؛ نظرا لاضطراب معظم الدول العربية المجاورة بسبب الثورات الحاصلة فيها، منوها إلى عدم جواز الذهاب إلى البلاد غير الأمنة. وقال السدلان «لا شك أن المسلم مأمور أن يطلب لنفسه وعائلته المكان الآمن على نفسه وماله وقبل كل شيء عقيدته فإن ضمن ذلك فلا بأس للذهاب وقضاء الإجازة إذا توفرت هذه الشروط. وأضاف « الشخص الذي يذهب بنفسه وعائلته إلى مكان خطر يقل أو ينعدم فيه الأمن ويغلب فيه الفوضى، هو رجل غير حكيم وغير مبال». موضحا أن من حمل الأمانة يجب عليه ألا يضيعها بتعريض نفسه وأهله لما يخل بها وبعبادتها وتقواها، وتابع « يكون الأمر أكثر خطورة عندما تُعرض الروح والبدن والمال للخطر بالذهاب إلى الدول المضطربة». بل وعد ذلك من باب الخيانة وتضييع الأمانة، قال تعالى «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا».
رمي النفس في التهلكة
وأكد السدلان أن الذهاب للدول العربية التي تعاني اضطرابا أمنيا بسبب الثورات الحاصلة فيها يدخل ضمن رمي النفس في التهلكة وهو أمر محرم وغير جائز لقوله تعالى «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».
وشدد أستاذ الدراسات العليا على عدم جواز الذهاب إلى هذه البلاد مادام الأمن فيها مضطربا، كما أن بعض البلاد الأجنبية تشكل خطرا على عقيدة المسلم، داعيا الأسر السعودية إلى اختيار البلاد الآمنة أو البقاء في بيوتهم قائلا «بلادنا فيها خير كثير وأمن وأمان وبيوتنا كبيرة وواسعة وبعضها تحوي حدائق وهي مكيفة ومجهزة نجد فيها من المتعة والراحة مالا نجده في دول أخرى، فهي أفضل للإنسان من السفر في دول لا يعرف الإنسان مصيره فيها».
وأضاف «هناك أماكن ترفيهية مثل الحدائق العامة يمكن للإنسان الذهاب إليها أو السفر لبعض المناطق السياحية داخل المملكة فهي أكثر راحة وأمنا للإنسان».