الأخبار المحلية

الفقيد ينحي مدير مرور ساعد أميراً على تفادي الازدحام

روى الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، أحد مواقف الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله -، حينما اتصل أحد الأمراء المعروفين بمدير عام المرور، وأبلغه أنه ذاهب إلى مكة المكرّمة والطريق مزدحم ويخشى أن يتعطل عن أعماله، فأرسل مدير المرور سيارة رسمية خاصة فتحت للأمير الطريق حتى وصل مكة المكرّمة.

وقال عشقي: ‘إن الأمير نايف اتصل بمدير عام المرور وسأله عن الشخص الذي أرسل له سيارة مرور وفتحت له الطريق حتى وصوله مكة المكرّمة، فأبلغه أنه أحد الأمراء، فقال له الأمير نايف لماذا؟ فذكر له مدير المرور التفاصيل واتصال الأمير به، فقال له – يرحمه الله -: هل كل مواطن في السعودية يحصل على سيارة مرور لإيصاله إلى مكة المكرّمة إذا حصلت له مشكلة؟ فرد المدير: لا .. فأحاله إلى التقاعد’.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

يروى عن الأمير نايف بن عبد العزيز – يرحمه الله – أنه أحال ثلاثة من المسؤولين في الدولة إلى التقاعد لعدم تطبيقهم العدل والمساواة بين المواطنين.

فقد أحال مدير عام المرور لاستخدامه السلطة في تسيير سيارة خاصة بالمرور لترافق أحد الأمراء إلى مكة المكرمة، كما أحال مسؤولا في وزارة الداخلية وزميله قائد كلية قوى الأمن إلى التقاعد، بعد أن قدم الأول توصية بقبول أحد الطلبة الذي لم يحصل على الدرجات اللازمة التي تمكنه من القبول.

هذه مواقف من أخرى متعددة للأمير نايف يرحمه الله في تطبيق العدالة بين الجميع، ويقول عنها الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية: “لا شك أن الأمير نايف بن عبد العزيز – يرحمه الله – كانت مسؤوليته الأولى الأمن في السعودية ونظرا لقدراته وكفاءاته أسندت إليه أمور أخرى متعددة مثل رئاسة لجنة الحج العليا والأعمال الخيرية والعديد من الجوانب التي قام بها بجدارة، والسر في كل ذلك هو أن الأمير نايف بن عبد العزيز – يرحمه الله – كان قائدا استراتيجيا”.

مضيفا: “القائد الاستراتيجي يقوم دائما بعملية تحديد الأهداف ورسم الرؤية وإعداد الخطة الاستراتيجية ومتابعتها، لذلك الأمير نايف – يرحمه الله – حول وزارة الداخلية إلى نظام بدلا من إدارتها من قبل شخص، فأصبح غياب القائد أو وجوده لا يؤثر كثيرا، لكننا افتقدنا ذلك القائد – يرحمه الله – وهذه خسارة كبيرة، لا نملك إلا أن نقول اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها”.

وأشار إلى أن الأمير نايف يسير على ثلاثة أمور.

أولها: جعل الأمن منهجا.

ثانيا: رسم خطة استراتيجية للأمن.

ثالثا: حدد قواعد مهمة، ومنها أن الإقامة هي الاستقامة، إذ دائما ما يؤكد على عملية الاستقامة، وفي المنهج كان يعتمد على العدالة، فكان يرى أن تحقيق العدالة والوطنية يمكن الأمة من مواجهة كل التحديات، لهذا حرص على تحقيق العدالة والوطنية، ونجد أن تكريسه كله في هذا الإطار ومن باب العدالة أنه كان أولا عادلا في نفسه، ثانيا يحقق العدالة مع غيره ومن أهم سمات العدالة تركيزه على عملية القضاء، فقد كان يريد للقضاء النزاهة ويبذل جهده لتطويره وتحسين أدائه، كما سلك مسلك حماية الحرية الشخصية للمواطن، فلم يترك فرصة لأي رجل أمن أن يسجن أو ينتهك حرمات أي مواطن، ومنع منعا باتا اقتحام المنازل إلا بأمر من رأس الهرم أو السلطة القضائية، ولهذا أصبحت الحرية الشخصية مضمونة جدا في السعودية، إذ لا يمكن أن يُسجَن أحد من قبل أي مسؤول من المسؤولين إلا بأمر قضائي أو غيره، فإذا وجد أن هناك تعسفا في استخدام السلطة وقام بسجن أو توقيف أي مواطن دون أوامر عليا أو أحكام قضائية فإنه يعاقب عقابا شديدا.

وذكر الدكتور أنور عشقي أحد مواقف الأمير نايف في جوانب العدالة حيث اتصل أحد الأمراء المعروفين بمدير عام المرور، وقال له إنه ذاهب إلى مكة المكرمة والطريق مزدحم ويخشى أن يتعطل عن أعماله، فماذا يستطيع أن يفعل له؟ فقام مدير المرور بإرسال سيارة خاصة بالمرور فتحت للأمير الطريق حتى وصل مكة المكرمة، واتصل بعد ذلك الأمير نايف بن عبد العزيز – يرحمه الله – بمدير عام المرور وقال له من الشخص الذي أرسلت له سيارة مرور وفتحت له الطريق حتى وصوله مكة المكرمة، فقال له إنه الأمير الفلاني، فقال له الأمير نايف لماذا؟ فذكر له مدير المرور التفاصيل واتصال الأمير به، فقال له الأمير نايف – يرحمه الله: هل كل مواطن في السعودية يحصل على سيارة مرور لإيصاله إلى مكة المكرمة إذا حصلت له مشكلة؟ فرد المدير: لا.

فقام الأمير نايف بن عبد العزيز بإحالته إلى التقاعد، وهذا يدل على اهتمامه الشديد وتمسكه بالعدل، على الرغم من أن هذا الرجل كان من خيرة مديري المرور الموجودين.

وروى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية موقفا آخر لضابط مسؤول عن شؤون الضباط في وزارة الداخلية اتصل بزميله قائد كلية قوى الأمن وطلب منه مساعدة أحد الطلاب المتقدمين للدخول في الكلية، فقال له لا بأس رغم أن الدرجات لا تساعده على دخول الكلية، وتنقص علامة واحدة فقط، فقبل مسؤول شؤون الضباط الطالب على مسؤوليته الشخصية، ليدخل الطالب الكلية رغم أن هناك من حصل على درجات أفضل منه، ويصل الأمر إلى الأمير نايف، فسأل قائد كلية قوى الأمن عن سبب قبوله الطالب رغم الدرجات الناقصة ووجود من هو أفضل منه، فأجابه: القبول كان بتوصية من فلان، ليصدر ولي العهد على الفور توجيها بمعاقبتهما وإحالتهما إلى التقاعد، مشيرا إلى أنه – يرحمه الله – كان لا يرضى إلا بتطبيق العدل، وجعله أساسا في كل تعاملاته، وكل من عمل في الداخلية يعلم أنه – يرحمه الله – سوف يحاسبه في حال تقصيره، فقد جعل العدالة منهجا له يحافظ على التوازنات.

وبيَّن أنه كان يحمي رجال الحسبة، فلا يرضى لرجال الحسبة بأن يتجاوزوا في استخدام السلطة والتعسف فيها، فوضع لهم الضوابط حتى لا يتجاوزون حدودهم، وفي الوقت ذاته يشجعهم على عملهم ويساعدهم ويدعمهم، لذلك من سماته المحافظة على التوزانات وقد اكتسب ذلك من والده – يرحمه الله – وإخوانه، فرحم الله الأمير نايف الذي كان بحق رجل دولة ورجل الأزمات ورجل التوازنات.