الأخبار المحلية

“المجنونة”.. ساندويتشات يتسابق إليها سياح جدة

هل كان يعي المؤلف الأميركي دان براون، أن روايته الشهيرة “شيفرة دافينتشي” البوليسية الخيالية المترجمة إلى أكثر من “50” لغة عالمية، سيكون لها حضور في مهرجان “جدة غير 33” للتسوق والسياحة؟. ربما أنه لم يكن يعلم، إلا أن ذلك حصل فرمزية “السر” التي أسس عليها براون تفاصيل روايته التي فاقت مبيعاتها الـ “60” مليون نسخة، وصنفت في مارس 2006 على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعاً في العالم، استنسخت هي ذاتها ولكن في قالب مختلف بشكل جذري في جدة، عبر السر المكنون في ساندوتش “المجنونة” الذي اشتهرت به كافتيريهات (بوفيات) الأحياء الجنوبية منذ أكثر من (10 أعوام) وجاءت كنوع من المنافسة التقليدية في سوق الوجبات السريعة الشعبية.
قائمة غير قليلة من الأسئلة من السياح تواجهك وأنت في الجزء الجنوبي من المدينة العتيقة جدة، التي تمثل “الكيان الشعبي” للعروس أو بالصيغة الشهيرة “قديمك نديمك”، ما هو ساندوتش المجنونة؟ وأين يباع؟ وما قيمته التقديرية؟ وهل يمكن أن نجد ذلك في قائمة المطاعم العصرية المعروفة بـ “الوجبات السريعة”؟، وغير ذلك الكثير من الأسئلة؟
أحد القادمين من مدينة الدمام سالم العلي القادم للتسوق وقضاء الإجازة في جدة، شبه ساندوتش المجنونة بـ”شيفرة دافينشي”، يقول إنه قطن في أحد أجنحة الشقق الفندقية في شمال جدة، وكان مقصده الدائم هو وأطفاله للأكل مطاعم الوجبات السريعة التي تنتشر بين ربوع هذه المدينة، إلا أنه أراد أن يفاجئ أبناءه بأكلة مختلفة هذه المرة وأخذهم صوب منطقة الهنداوية واشترى لهم ما يقارب 15 ساندوتش “مجنونة”، دله عليها أحد زملائه في محيط عمله.
المقادير التي تحتويها “المجنونة” هي: “تقمير الخبز (تسخينه)، مايونيز، بيض مقلي، بطاطس، طماطم، جبنتين شدر سائل، كاتشب، طماطم”.
يمثل هذا الساندويتش تحدياً يمكن أن يقال عنه أنه تاريخي بين الأحياء، منهم من ينسبه إلى أول محل فتح باسم عصيرات الأمانة في الهنداوية، ومنهم من ينسبه إلى حي غليل، أما مسماه فكما يقول العم سالم الشهري صاحب مجموعة كافتيريهات في الهنداوية أن الاسم جاء “مستعار” باعتباره جاذبا للزبائن، وملفتاً للأنظار.
ويقول إن هذه الوجبة لها شعبية في جدة خاصة في جنوبها، بل أضحت هي الأخرى تشكل عامل جذب كبيرا بالنسبة للقادمين إلى جدة في أوقات الإجازات التي تتميز بها هذه المدينة في صيفها من كل عام، ويؤكد الشهري أن هذه الوجبة لم تفقد اسهمها حتى اليوم.
فكرة سندوتشات المجنونة أطلقت في حينها باكورة “التقليد التجاري”، فأضحت في الفترات الماضية تتصدر قوائم الكافتريهات في أركان مدينة جدة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ووسطها، ولا يتجاوز سعرها الريالين، وكانت الوجبة المنافسة لمطاعم الوجبات السريعة على حد قول عدد ممن التقتهم المصادر في الأحياء الشعبية.
الخلطة السرية للوجبة دفعت العديد لتصدير “سرية الوجبة” إلى الخارج خاصة إلى اليمن المجاور حيث عمد بعض الطلبة كسالم جبران إلى فتح محل خاص باسم ساندوتش المجنونة في بدايات عام 2003، حيث يكثر الطلبة المغتربين القادمين من المملكة، الذين أضحو خارطة سوقية مهمة لهذه الوجبة في صنعاء اليمن السعيد.