شاب يحضر الماجستير أمام مبسطه
لم تعد نقاط البيع المنتشرة في بعض شوارع مدن وقرى الأحساء مقتصرة على الباعة الجائلين من العمالة الوافدة، أو من أبناء الوطن الذين لم يحالفهم الحظ في استكمال دراستهم بهدف كسب الرزق والتغلب على البطالة لظروفهم المختلفة، بل أصبحت تلك النقاط تضم في جنباتها شبانا سعوديين يحملون درجات جامعية في تخصصات متعددة ودقيقة، ومن بين هؤلاء الشبان، شاب استمرت معاناته في الحصول على وظيفة حكومية أو أهلية لأكثر من 36 شهرا، ويحضر حاليا رسالة الماجستير في تخصص دقيق في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل بالأحساء لمناقشتها في الفصل الدراسي المقبل، إنه الشاب حيدر المبارك “28 عاما- متزوج”.
وسرد المبارك تفاصيل معاناته في الحصول على وظيفة تناسب مؤهله العلمي بتأكيده أن دراسته العلمية التي امتدت لأكثر من 17 عاما بتفوق وجد واجتهاد، لم تشفع له في الحصول على وظيفة مناسبة له، أسوة بزملائه الذين درسوا معه، بسبب رفض وزارة الخدمة المدنية توظيف تخصص “إنتاج حيواني” جراء عدم “تصنيفه” كمسمى وظيفي في الوزارة، وأن هناك عددا من المتقدمين في هذا التخصص، ولم يحصلوا على الوظائف من الخدمة المدنية إلا عدد قليل منهم جدا، مؤكدا أنه لم يتبق شركة أو مؤسسة أهلية تعمل في مجال تخصصه إلا وتقدم بطلب توظيف لها، “إلا أن جميع تلك المنشآت اعتذرت عن قبولي”، وأضاف بقوله “أمام ذلك اضطررت إلى طلب الالتحاق للدراسات العليا في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل، وأجريت اختبار القبول والمقابلة الشخصية وتم قبولي وانخرطت في الدراسة وبقي عليّ في الوقت الحالي تحضير رسالة الماجستير بعنوان الصفات الشكلية للحيوانات وارتباطها بالصفات الإنتاجية”. وأبان المبارك أنه أمام الظروف المالية الصعبة في سداد إيجار الشقة ودفع فواتير الخدمات المختلفة بحثا عن الرزق الحلال وحتى يفي بمتطلبات دراسته الجامعية.