الأخبار المحلية

“الغبار” هاجس يتحول إلى تجارة مربحة

محمد التيهان شاب في العقد الثاني من عمره، يضع جمالية السيارة في قائمة أولوياته، .. في عطلة نهاية الأسبوع، يزور محلا لبيع زينة ومستلزمات السيارات، ويصطف مع أقرانه لـ “تغبيير” سيارته، ويزاحمهم في ذلك مسافرون عبر الطرق البرية، الذين يستخدمونه كحماية لأوجه السيارات من العواصف الترابية.
يقول محمد إن بعض الشباب يستعرض بسياراته بعد الخروج بها من التغبير بالوقوف بشكل لافت في أحد الميادين المزدحمة، والبعض يتوجه لموقع يتم تحديده عن طريق البلاك بيري والواتس أب، لاختيار أجمل سيارة.
أما مشاري الضمادي فيقول إنه يحرص على تغبير سيارته للحفاظ عليها من العوامل الجوية، وخاصة قبيل سفره في رحلات برية طويلة.
ورغم التحذيرات التي تسوقها جهات حكومية عدة، وإجراءات احترازية أخرى تتم على الصعيدين الشعبي والرسمي، عند رصد تمركز أتربة في الأجواء، فإن البعض لا يعبأ بهذه التحذيرات، وينتظر وصول الغبار والأتربة، بل ويتلقفها.
لقد تحول الغبار من هاجس ومصدر قلق إلى عمل وتجارة ينخرط فيها أجانب وسعوديون، حيث يحدد البعض مواقع تجميع الغبار بعد سقوطه على سطح الأرض، واختلاطه مع الأتربة الطينية، ويجمعونه، ويضعون إضافات له منها ملمع وألوان، ويقومون بتعبئتها، ثم تسويقها بعد ذلك على محلات زينة السيارات لاستخدامها في “تغبير” المركبات، حيث يكثر استخدامها من قبل المواطنين خاصة المسافرين على الطرق السريعة، في ظل أجواء الغبار والأتربة”.
ويقول الشاب عبدالعزيز الحربي (متخصص في زينة السيارات في بريدة)، إن الأتربة الطينية هي المكون الرئيسي لرشة “تغبيرة التعبئة”، كما يطلق عليها، وإن هناك أنواعا مستوردة تكون معلبة تعرض في محال الزينة، ولكنها لا تجد إقبالا من الشباب، حيث يبحثون فقط عن التغبيرة المحلية.
وأضاف أن “هناك محلات مخصصة ببريدة والرياض وحائل تسوق “تغبيرة الغبار”، بعد أن غدت تجارة مربحة، حيث تقوم بجمعها عمالة تخصصت بذلك من مواقع يتم تحديدها كالمخازن والمصانع والطرقات، وذلك بعد أي موجة غبار وأتربة تضرب المنطقة، ويقوم عدد من الشباب السعوديين بإضافة مواد أخرى له منها ملمع أحذية، ويضاف لها ألوان كالرملي والوردي بحسب لون السيارة وطلب الزبون، ومن ثم تسويقه لمحلات الزينة في مناطق عدة في المملكة”.
وأوضح الحربي أن هناك أنواعا من تغبيرة الغبار، منها “السفرية” ويستخدمها المسافرون، و”الوكالة” وتستخدم في رش السيارة الجديدة، و”النصب” وتستخدم لاستعراض السيارة بين الشباب، مشيرا إلى أن الزبائن ليسوا فقط شبابا، حيث يقبل على شراء التغبيرة أيضا كبار السن، ويكونون غالبا من المسافرين.
وشدد الحربي على أن هذا العمل أصبح من أكثر المهن المحببة في أوساط الشاب، وعرض تجربة أحد أصدقائه الذي يعمل في تسويق تغبيرة الغبار ثم احترف هذا العمل لاحقا، فبدأ بالتعاون مع محل لزينة السيارات وتغبيرها، وبعد أن عرف أسرار المهنة وسع نشاطه، وعمل في تسويق التغبيرة على محلات الزينة ببريدة وخارجها، وهو حاليا يملك محلات لزينة وتعبئة التغبيرة، وهو يقضي حاليا إجازة برفقة عائلته بأبها بعدما استخدم الربح العائد إليه من هذه المهنة واشترى سيارة جديدة”.
ومن جهته قال غلام محمد يعمل في زينة سيارات بحي أجاء شمال حائل إن تغبيرة “الغبار” الأكثر طلبا من الشباب، وتصل قيمتها بين 70 إلى 100 ريال بحسب حجم ونوع السيارة.
يذكر أن وزارة الداخلية تمنع تغبير مقدمة السيارة أو جوانبها، كون ذلك يتسبب في تغيير معالم السيارات ويمنحها ألوانا مختلفة، وتصل غرامة المخالف إلى 900 ريال، ولكن الداخلية سمحت بعد ذلك بالتغبيرة إذا كانت بنفس لون المركبة، وفي مقدمة السيارة فقط، لحمايتها من الضرر.