لندن للمملكة: كيف كافحتم أنفلونزا الخنازير؟
ساهمت الاستجابة السريعة لسلطات الصحة السعودية عام 2009 في تقليل التأثير من فيروس وباء أنفلونزا الخنازير (ان 1 اتش 1) المميت، في أن تصبح هذه الاستجابة مرجعا استرشاديا لأولمبياد لندن المقررة من 27 يوليو الحالي وحتى 12 أغسطس المقبل.
وقال طبيب الأمراض المعدية وأستاذ بجامعة تورونتو، كامران خان، إن “أكثر ما يثير القلق هو وجود تجمع جماهيري يتزامن مع تفشي مرض في العالم، وحدث ذلك عام 2009، خلال موسم الحج الذي يجتذب قرابة 2 مليون مسلم سنويا، حيث تزامن مع تفشي وباء أنفلونزا الخنازير (ان 1 اتش 1) المميت”.
أما بريان ماكلوسكي الذي يشرف على الملف الأولمبي في وكالة حماية الصحة البريطانية، فقال”إن الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما يجري على أرض الواقع في أسرع وقت ممكن حتي نستطيع التحرك بسرعة إذا حدث شيء غير عادي”.
وأضاف” لقد كنا على اتصال دائم مع وزارة الصحة السعودية.. كنا نبحث ما يمكن أن نتعلمه من الحج وما هي الاختلافات بين الحدثين”.
وفي عام 2009، جرى استطلاع الحالة الصحية للحجاج باستخدام تكنولوجيا تعتمد على الهاتف المحمول التي تم تحديثها في ذلك الوقت لتصبح قاعدة بيانات مركزية للتحليل.
وكان العاملون في الميدان يتعرفون على إصابة الحجاج بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا ويقومون بإيصال المعلومات إلى السلطات الصحية في البلاد باستخدام الهواتف الذكية، ويتم عزل المرضى بقوة ومعالجتهم بهدف خفض معدل انتقال العدوى للآخرين.
وتعمل وكالة حماية الصحة في بريطانيا والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها ومقره السويد، وباحثون في تورنتو على متابعة الأمراض المعدية التي يمكن أن تعكر صفو الدورة الأولمبية.
وبالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية، فإن وكالة حماية الصحة تراقب وضع الصحة العامة في بريطانيا، بينما يقوم المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها بمراقبة الأمراض التي تظهر في جميع أنحاء العالم.
ويستطيع طبيب الأمراض المعدية كامران خان وفريقه، باستخدام نظام أنشأه وأطلق عليه اسم (بايو. دياسبورا)، تحليل المخاطر التي قد تتعرض لها لندن إثر تفشي مرض ما في مكان آخر من العالم عن طريق مراقبة حركة الطيران إلى المدينة انطلاقا من الموقع مصدر المرض.
ويتوقع المنظمون أن يصل إلى لندن حوالي 660 ألف زائر دولي و70 ألف رياضي وإداري بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية.
وخلال تلك الفترة، يتوقع أن يرتفع عدد السياح القادمين من الخارج بنسبة 13 في المئة مقارنة بعددهم عام 2011، وذلك وفقا لبيانات شركة أبحاث السوق (فوروارد داتا). وقال خان إنه مع ذلك هناك سبب لأن نكون يقظين، مشيرا إلى أن “أكثر ما يثير القلق هو وجود تجمع جماهيري يتزامن مع تفشي مرض في العالم”.
وقال خان “عندما تشاهد مريضا لأول مرة لا تعرف بالضرورة ما هو المرض الذي يعاني منه، ولكن بإمكانك على سبيل المثال أن ترى أنهم يعانون من الإسهال. يمكن أن يعطيك جمع هذه المعلومات إنذارا مبكرا” ويمنح السلطات مزيدا من الوقت للاستجابة. وأضاف أن مرض الحصبة هو “المرض الذي يستحق المتابعة الآن”.
وكان الزوار من كافة أنحاء العالم لفانكوفر خلال دورة الألعاب الأولمبية بكندا عام 2010، مصدر تفشي مرض الحصبة الذي أصاب 85 شخصا. ومن عام 2002 وحتى عام 2009، شهدت كولومبيا البريطانية أقل من 4 حالات سنويا.
وقدم خان ومكلوسكي بحثهما حول مراقبة المرض والنماذج القائمة عليه في وقت سابق من العام الجاري لمجلة (لانسيت للأمراض المعدية) البريطانية.
ويشعر مكلوسكي بالتفاؤل حيال النتائج النهائية لدورة الألعاب الأولمبية في لندن وقال “إنه من غير المرجح حدوث شيء حاد كالأنفلونزا”، لكنه توقع زيادة غير سارة أخرى لمرض عادي آخر، موضحا “سنرى مزيدا من الإسهالات والقيء لأن عادة ما تزيد منافذ الطعام المنشأة حديثا من إمكانية حدوث حالات التسمم الغذائي”.