الأخبار المحلية

التكرار والنمطية يدفعان كتّاباً ومثقفين لمقاطعة المسلسلات المحلية

فضّل كتّاب ومثقفون اعتزال مشاهدة المسلسلات التليفزيونية المحلية في شهر رمضان، موضحين أن ذلك يعود لتدني مستواها وضعف جاذبيتها، في ظل التركيز على قضايا هامشية، ومعالجتها بشكل سطحي، وغرقها في التكرار والنمطية.
وتباينت آراء بعض من الكتاب والمثقفين حول ما يقدم من مسلسلات محلية في هذا الشهر الكريم، ومدى سدها لفجوة غياب مسلسل «طاش ما طاش»، الذي تواصل عرضه خلال شهر رمضان المبارك على مدى 18 عاماً ماضية.
وذهب عدد منهم إلى أن المسلسلات المحلية المعروضة حالياً لا ترقى بأي حال من الأحوال لتعويض غياب «طاش»، في حين رأى آخرون أنه من المبكر الحكم على الأعمال، وعلى مدى تفوقها على طاش من عدمه.
واستطلعت المصادر آراء كتّاب ومثقفين عن واقع الأعمال الدرامية المحلية هذا العام، وقدرتها على سد فراغ غياب مسلسل «طاش ما طاش».
طابع تجاري

بداية، يرى الكاتب يوسف الكويليت أن إيقاف مسلسل «طاش ما طاش» جاء في وقته، لأنه لم يعد لدى القائمين على العمل ما يقدمونه.
ولفت الكويليت إلى أن طابع مسلسلات هذا العام تجاري، ولا يرقى لذوق المشاهد الواعي، مستهجناً ما يعرض من مسلسلات تفتقد أدنى مقومات العمل الدرامي الاحترافي الحقيقي.
أما مدير تحرير الشؤون الثقافية في صحيفة «الجزيرة»، الدكتور إبراهيم التركي، فأوضح أن مسلسل «طاش» انتهى منذ سنوات، لافتقاده رمز الألفة التي عاشها مع المتابعين 18 عاماً ليس أكثر، مبيناً أن من أسباب ضعف العمل نمطية الأدوار التي قدمها ناصر وعبدالله في أدوارهما، وضعف نصوصهما، حتى بتنا نشتاق لبعض ملامحهما وإيماءاتهما فقط.
«واي فاي» مبشّر

وقال التركي «أحسب أن عبدالله وناصر، وهما المنتجان للعمل، لم يوفقا في كتابة نصوص جيدة بالاستفادة من موهبتهما وجماهيريتهما، ولذلك أنا ممن كبر على (طاش) أربعاً، وألغيت اعتيادي عليه منذ سنوات».
وأكد التركي أن إيقافه كان مهماً للحفاظ على ما تبقى من ذكرى طيبة له في أذهان المتابعين.
وأشار التركي إلى أن ما يعرض الآن من مسلسلات يعد تجديداً، وإن لم يمكن من الحكم عليه بشكل موضوعي في أول الشهر.
وأضاف «لم تتسنّ لي متابعة كثير منها، ولكن يبدو أن مسلسل (واي فاي) يحتل مكانة جيدة في حلقاته الأولى».
جزء من الذكريات

وترى الكاتبة حليمة مظفر أن مسلسل «طاش ما طاش» حالة خاصة، ولا يمكن أن يوضع في محل منافسة مع الأعمال الأخرى، وقالت «أعتقد أنه حالة خاصة، وهو مختلف عما يقدم من دراما».
وأضافت «ارتبط العمل بالسعوديين تاريخياً، وكثيرون عدّوه نافذة تعبّر عن مشكلاتهم وهمومهم، لكن بقالب ساخر شبيه بالكوميديا السوداء».
وزادت «حين توقف هذا العام كان من الطبيعي أن يفتقده السعوديون، لأنه مرتبط بذكرياتهم».
واتفقت مظفر مع التركي بأن الحكم على ما يقدم من دراما هذا العام مبكر، كوننا مازلنا في بداية شهر رمضان، واستدركت «لكن ما ألاحظه أنها لم تتطور، ولم تخرج عن قالب يجعل لها بصمة، وأغلبها قائم على التقليد، وأيضاً الشخصيات مكررة، ولهذا أشك في أنها تنجح لأنها تحتاج أن تتجاوز المعتاد».
لا أتابع المسلسلات

وأشار الكاتب عبدالرحمن الوابلي أن توقف «طاش» أثبت خلو الساحة من دراما حقيقية تقنع المشاهد.
وأضاف «فريق (طاش) استقالوا هذه السنة ليثبتوا خلو الساحة من الدراما، ولو في حدها المتواضع».
ورفض الكاتب محمد السحيمي إبداء حكم على ما قُدم من دراما محلية، ومدى قدرتها على تعويض غياب «طاش»، وقال «مشاهدته حتى الآن لا يكفي لإصدار حكم موضوعي».
وأعلنت شريحة من المثقفين مقاطعتها للأعمال الدرامية المحلية في شهر رمضان، ومنهم الكاتب والإعلامي جمال خاشقجي، الذي قال «لا أتابع أياً من المسلسلات، ولا أعرف عنها شيئاً»، وهو ما ذكره الكاتب والأكاديمي الدكتور حمزة السالم، في حين أشار الكاتب خالد السليمان إلى أنه قرر «مقاطعة الدراما الرمضانية بكل أنواعها منذ ثلاث سنوات».
وفضّلت الشاعرة بشاير محمد ترك التليفزيون بشكل كامل في شهر رمضان، وقالت «ليس ثمة وقت، وكل المسلسلات أشاهدها بعد رمضان، لذلك لا يضيرني غياب أحدها».