فضيحة تويتر.. سعودي يضع المشاهير في مأزق بشراء الفولورز
وضع مغرد سعودي مشاهير “تويتر” في السعودية في مأزق كبير، بعد أن تعهد قبل أربعة أيام على حسابه الشخصي بشراء متابعين ورفع عدد متابعيه من 600 متابع إلى 500 ألف، في محاولة منه – على حد قوله – لكشف زيف الشهرة التي يتمتع بها عدد من المغردين السعوديين المعروفين.
عبد الرحمن الخراشي الذي عرَّف نفسه في “البايو” بأنه مستثمر في سوق الأسهم السعودية، أطلق خطة سماها “كشف البيض بالجبن”، قفزت بالفعل حتى البارحة بعدد متابعي حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إلى نحو 160 ألف متابع في أربعة أيام، لكنه لم يكتفِ بذلك بل شرع في فحص حسابات عدد كبير من المشاهير قال إن جزءا من متابعيه الذين اشتراهم بنقوده يتابعونهم.
يقول الخراشي في أول تغريدة له حول الموضوع: (لحظة تفكير جادة بشراء متابعين يصلون إلى 500 ألف متابع اقتداء ببعض وجهاء المجتمع – جزاهم الله خيرا – حبيت أعلنها صريحة عشان محد ينتقدني بعدين).
ويضيف في تغريدة أخرى: (أعتقد أني وضحت أريد الاقتداء بوجهاء المجتمع اللي يشترون متابعين ومحد قالهم شيء).
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أحرج عبد الرحمن الخراشي أحد مستخدمي تويتر “مستثمر في الأسهم” عددا من المشاهير المتفاعلين في الشبكة الاجتماعية “تويتر”، عندما أعلن قبل أربعة على حسابه الشخصي أنه سيقوم بشراء متابعين يصلون إلى 500 ألف متابع اقتداء ببعض المعروفين بمتابعيهم الكثر.
وقد وصل عدد متابعيه حتى البارحة 167,622 متابع، بدلا من 600 متابع فقط متعهدا بأنه سيصل إلى العدد المستهدف بالشراء.
وأوضح في جنبات تغريداته التي تفاعل معها الكثيرون أن الخطة التي أعلن عنها ستكشف “البيض” بالجبن – على حد وصفه – وأن إعلانه عن قرار زيادة عدد المتابعين ليكشف سهولة الإجراء الذي اتخذه عدد من المشاهير في جمع متابعين وهميين.
ووفقا للاقتصادية جاء في أول تغريدة للخراشي: (لحظة تفكير جادة بشراء متابعين يصلون إلى 500 ألف متابع اقتداء ببعض وجهاء المجتمع جزاهم الله خير، حبيت أعلنها صريحة عشان محد ينتقدني بعدين)، مضيفا في تغريدة أخرى: (أعتقد إني وضحت أريد الاقتداء بوجهاء المجتمع اللي يشترون متابعين ومحد قالهم شيء)، منوها إلى أن الأسباب التي دعته لاتخاذ هذا التصرف في تغريدة نصت على التالي: (أريد أن أشاهد الهجوم والنقد الذي سوف يأتيني، ولا يأتي لغيري من الأخيار، أصبحت أعشق الأسماء الأوروبية والبيض بالجبن)، مشيرا إلى أن “البيض” ما هو إلا أسماء وهمية انتشرت بين حسابات وجهاء المجتمع كشف عنهم في تغريدات متلاحقة.
وبدأ الخراشي بكشف الأسماء المستعارة للحسابات الوهمية التي تتابع عددا من المعروفين من رجال دين وإعلام، إذ قام برفع عدد من الصور التي يقول إنها تثبت اشتراك هؤلاء المتابعين الوهميين في متابعة تلك الأسماء.
وطرح الخراشي اسما مستعارا يدعى “أيمن نجيمي” وهو حساب وهمي لا يظهر فيه أي تفاعل في التغريدات أو عدد المتتبعين، موضحا أن “نجيمي” وهو الحساب الوهمي يقوم بمتابعة المشاهير ورجال الدين فقط، حيث ذكر الخراشي أن تلك الحسابات الوهمية كما وصفهم بالـ”بيض” تتابع كلا من الإعلاميين، والشيخ محمد العريفي والشيخ عايض القرني ونبيل العوضي، وأحمد الشقيري، فيما تعرض للإعلام الجديد فوقع على فراس بقنة نصيب.
وطالب الخراشي في إحدى تغريداته جميع المشاهير بأن يوضحوا ويعلنوا لمتابعيهم أن أرقام الـ”فلورز” غير صحيحة، متسائلا في نهاية تغريداته: (هل تتوقعون أن يتجرأ أحد منهم على قول ذلك؟)
وفي هذا السياق قال الإعلامي وليد الرشيد إنه إذا ثبت فعليا أن هؤلاء المشاهير خاصة رجال الدين والعلم الموثوقين عند الرأي العام، يتعاملون بهذا النوع من التدليس من خلال الشركات التي تقوم بشراء المتابعين، واستغلالها من الجانب الإعلامي للتعاطف مع الموضوعات المطروحة وزيادة ثقة الناس من خلال عدد المتابعين المدونين في حساباتهم الشخصية، فعلى جميع مستخدمي هذه التقنيات إعادة النظر في التعامل مع هؤلاء المشاهير، أو الدفاع عنهم، أو التفاعل معهم.
وطالب الرشيد بتدخل الجهات المختصة بالأمور التقنية وغيرها للحد من التصرفات غير الشرعية التي يمارسها بعض المشاهير لكسب أكبر عدد ممكن من الناس لتوزيع الرسائل الخاصة بهم عبر التأثير فيهم من خلال العاطفة من نافذة الثقة التي يحاول أن يكتسبها من المتابعين الوهميين لدعم مواقف أو آراء معينة أمام القضايا الحية التي يطرحها الرأي العام والمنابر الإعلامية.
وأضاف: “لحصر الموضوع من جوانب عدة ينبغي معرفة طرق شراء تلك الحسابات الوهمية، وهل هؤلاء المشاهير هم وراء زيادة عدد المتابعين لهم بشكل مباشر أم أن هناك من يستغل قلة الثقافة التقنية للمشاهير، فقد تكون إحدى الشركات التسويقية المشغلة لحساب أحد المشاهير والتي تدير محتوى حساباتهم هي من تقوم بشراء هؤلاء المتابعين دون علمهم”.
وتساءل الرشيد عن ماهية أسباب زيادة عدد المتابعين رقما، مضيفا أن العبرة في المضمون وليس في العدد.
مشاهير تحت المنظار
قامت المصادر بالتدقيق في أبرز عشرة حسابات في “تويتر” لمشاهير سعوديين، تبين أن حساب الدكتور عائض القرني الذي يملك أكثر من مليون ونصف المليون متابع، 21 في المائة من هؤلاء المتابعين وهميون، وأكثر من 45 في المائة من المتابعين غير متفاعلين ولا يملكون رصيدا من التغريدات، والمحصلة النهائية توضح أن 31 في المائة فقط من أصل 1512276 متابعا هم المتابعون الحقيقيون.
أما الدكتور محمد العريفي فقد تفوق في نسبة الحسابات الوهمية على الدكتور القرني، حيث لم تتجاوز عدد الحسابات الحقيقية الفعالة من حسابه سوى 21 في المائة من أصل 2265493 متابعا، فيما كانت نسبة الحسابات المتابعة له وغير الفعالة 48 في المائة، أما الحسابات الوهمية فقد تجاوزت 25 في المائة من إجمالي المتابعين.
وعلى الصعيد الاجتماعي حصد الدكتور طارق الحبيب البروفيسور في الطب النفسي بعدد لا بأس به في المتابعين الوهميين، إذ بلغت نسبة الحسابات الوهمية التي تتابع الحبيب 13 في المائة من إجمالي عدد المتابعين الذي بلغ 661003 متابعين، بواقع 38 في المائة غير فعال، بإجمالي 49 في المائة حسابات حقيقية صحيحة.
أما أحمد الشقيري فقد تجاوزت أعداد المتابعين له الوهميون 23 في المائة من إجمالي عدد المتابعين الذي يبلغ عددهم 1487632 متابعا، حيث كان نصيب الحسابات الفعلية والحقيقية ما يعادل 35 في المائة.
أما الحسابات غير المفعلة فتقف عند 42 في المائة.
يذكر أنه في الآونة الأخيرة انتشرت عن طريق جهات تجارية متخصصة في الخدمات الرقمية المقدمة من خلال الإنترنت، عروض للتسويق على مواقع الشبكات الاجتماعية لتمكين الأعضاء من زيادة عدد المتابعين والأصدقاء، وبالتحديد لمستخدمي شبكتي ‘فيسبوك’ و’تويتر’، وبمقابل مادي تحدد تكاليفه حسب نوعية الخدمة المطلوبة.
وتطرح تلك الجهات التي تمارس التسويق من خلال المواقع الإلكترونية لتصيد المشتركين فيها، إذ تطرح عليهم خدمات الحصول على أعداد أكثر من المشتركين عند إيداع المبالغ المطلوبة – حسب الاتفاق – ومن ضمن تلك الخدمات الحصول على عشرة آلاف متابع Followers على الموقع الشهير ‘تويتر’.
وتقدم هذه الجهات كل الخدمات بمقابل مادي يبدأ من 70 دولارا ويصل ما يعادل 270 دولارا أمريكيا أو ألف ريال سعودي، وتشمل التكلفة لهذه الخدمات العمل لمدة تبدأ من شهر، وبعد الانتهاء من الاشتراك في هذه الخدمة حسب المدة المتفق عليها سيفقد المشترك المتابعين له وسيظهر الحقيقيون فقط.
وهنا تعود بنا الذاكرة إلى عام 2011 عندما فضح أحد العاملين في حملة المرشح للرئاسة الأمريكية السابق نيوت جينجريتش بأنه استأجر شركة تعمل على تعزيزه بحسابات وهمية على حسابه في “تويتر”، الاتهام تم نكرانه من قبل الحملة ولم يلق الاتهام رواجا بين وسائل الإعلام حتى قررت مجلة “Inc” البحث عن طريقة تعزيز حساب في “تويتر” بحسابات وهمية، فكانت النتيجة إعلان في موقع “إي بي” يعرض ألف مستخدم مقابل 20 دولارا ما عزز إعادة التهمة للمرشح السابق نيوت جينجريتش وجعلها نقطة سوداء في سجله وتعزيز خروجه من السباق الرئاسي.
3