“لا تنسى العيدية” صرخة الزوجات عبر “الواتس أب”
تلافيا للحرج، فضلت ماجدة الحبلاني أن تحظى بعيدية قيمة من زوجها من خلال طلبها صراحة عبر رسالة أرسلتها على “الواتس أب”، تقول ماجدة: فضلت بأن يكون “الواتس أب” هو الوسيلة لطلبي للعيدية، بدلا من طلبها وجها لوجه، وذلك رغبة مني في الحصول عليها، بعد أن كثر تجاهل الأزواج لذلك، باعتبار أن العيدية لا تقدم إلا للصغار، متجاهلين بذلك الأثر المعنوي الكبير الذي يترتب على منح الزوج العيدية لزوجته، فلطالما كانت العيدية في الأعياد السابقة من نصيب الأطفال الصغار سواء من أبنائي أن من أبناء أقرباء زوجي وأخواته”.
وهكذا أبدت الكثير من الزوجات رغبتهن في الحصول على “العيدية” من أزواجهن، مؤكدات أن للزوجة الحق في الحصول عليها، حيث تحمل في طياتها العديد من معاني الود والعطاء والبهجة، و”العيدية” عادة متوارثة حتى اليوم، وفيها يمنح الأب مبلغا نقديا لأبنائه بمناسبة العيد، ليتمكنوا من شراء الألعاب والبهجة في هذه المناسبة، ويعتقد البعض أنها ترجع إلى عصر المماليك، حيث كان السلطان المملوكي يصرف راتبا في العيد للجنود، وممن يعملون معه بهدف كسب ودهم.
وقد اعتدنا جميعا على أن العيدية مخصصة فقط للأطفال في صباح العيد، سواء كانت نقدية أم على شكل هدية، ولكن الزوجات لم يكن بمنعزل عن العيدية، وبدأن في طلبها صراحة من أزواجهن.
وقامت العنود الشراري بتخزين رسالة مفادها طلب العيدية من زوجها على هاتفها النقال، وحفظها في المسودات لحين ليلة العيد، لتقوم بإرسالها إلى زوجها، عن هذه الطريقة تقول: “اعتمدت هذه الطريقة في العيد الفائت، وكانت مجدية، وقمت بتعميمها على الزميلات، اللاتي بدورهن اعتبرنها وسيلة ناجحة لنيل العيدية، خاصة وأن الكثير من الأزواج يتناسى ذلك”.
عيدية مشروطة
وتقول رانية الخالدي: “لم يخطر ببال زوجي أبدا أنني أرغب كغيري بالعيدية، ففرحة العيدية وبهجتها لا تقتصر فقط على الأطفال الصغار نهار العيد، فالكبار يتوقون لها أيضا، لما تمثله من معاني الحب والمودة، وإسعاد للآخرين”.
صمتت الخالدي قليلا ومن ثم تابعت: “قررت أن تكون عيديتي هذا العيد محددة، حيث اشترطت على زوجي في حال رغب بأن يحضر لي عيدية أن تكون ساعة من ماركة شهيرة رأيتها في أحد المحلات، ولطالما تمنيت الحصول عليها، وأعلم مسبقا بأنه لن يتوانى في إحضارها لي”.
الرسالة الخطأ
“لا تنسى العيدية” كانت تلك الرسالة التي حاولت “أم هناء” أن تبعث بها إلى زوجها، ولكنها ضلت طريقها. وذهبت إلى الشخص الخطأ، حيث تقول: “بدلا من إرسال الرسالة إلى زوجي قمت بإرسالها إلى أخيه بالخطأ، فكلاهما يبدأ بذات الحرف في قائمة الأسماء عندي، وعندما اكتشفت الأمر لم أتمكن من إيقاف الإرسال، ومنذ ذلك الوقت، وأنا أعيش في حرج. حتى زوجي لم أستطع إخباره بهذه الرسالة التي تم إرسالها عن طريق الخطأ.
ولم تفضل “ن. الساعد” أن تطلب العيدية من قبل زوجها بتلك الطريقة على غرار الأخريات، وتركت الأمر لزوجها، فإما أن يتذكرها بعيدية في العيد، وإما أن لن يكون لها نصيب كالأعياد السابقة، “فلطالما تجاهلني، وتذكر الآخرين من أفراد الأسرة صغارا وكبارا”، تقول الساعد ” ما قيمة أن أذكره. المفروض أن يتذكر هو المناسبة، ويبادر بتقديم العيدية. لو كان بحق يحرص على مشاعري ومودتي”
من جهتها أكدت أخصائية علم الاجتماع مطيعة الغامدي أن “العيدية ليست مقتصرة على الأطفال، بل تشمل جميع من في الأسرة صغارا أم كبارا، وإن كانت بعض الأسر تفضل تقديمها للصغار على شكل نقود أو هدية”، وأضافت أن العيدية مهما كانت قيمتها فإن لها أثرا كبيرا في النفس سواء على الصغار أم الكبار.
وأيدت الغامدي قيام الزوج بتقديم العيدية للزوجة، خاصة في نهار العيد، كذلك الزوجة، لأن ذلك من شأنه تقوية العلاقات في الأسرة الواحدة.
وحثت أبناء المجتمع الواحد على التزاور في العيد، وتبادل الهدايا الرمزية، وليس بالضرورة الإسراف في الأمر، إذ إن المعنى الحقيقي والرسالة الإنسانية في تبادل العيدية أجلّ وأسمى من الهدايا الثقيلة التي قد تشكل عبئا يحول دون تزاور الناس واجتماعهم.